تنسيقية احزاب الحكم.. ايّ دور!؟

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/quatrepartis720.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

من يقرأ البيان الصادر يوم الجمعة عن التنسيقية التي تم انشاؤها اثر اجتماع رباعي الحكم، النداء والنهضة والوطني الحر وآفاق، لا يقف الا على المصطلحات الانشائية التي تخفي الحقائق البائسة.





مصطلحات الاستجابة للمطالب وطموحات الشعب التونسي في الشغل والتحكم في الاسعار ودفع التنمية الجهوية والنهوض بالاستثمار ، باتت جوفاء خاوية لا معنى لها بعد ان لاكتها الافواه لالاف المرات، ويبدو انه صار تكرارها بطريقة بافلوفية في كل مرة يقع اصدار تصريح او بيان، مثل الممرض العامل بمستوصف نائي الذي يقصده المرضى المطالب بتقديم الدواء ولا يمك سوى الاسبرين، وصار يقدمه للمرضى حتى مع معرفته بانه لا يتجاوز مجرد الـ تسكين النفسي.

لا احد من احزاب الرباعي يمتلك الوسائل الكفيلة بتحقيق هذه الاهداف، التي باتت اليوم صعبة المنال، في غياب الرؤيا والمقاربة العميقة، والبرنامج المجدي باليات تطبيقية مناسبة، ومع ذلك الجميع يتكلم، و يبيع الكلام، ولا يخجل.

البيان في مضمونه يؤكد ان النجاعة والجدوى مفقودتين في المسارات الوطنية التي من بينها الحكومة والمجلس النيابي، باعتبار انها تنشد تحقيقهم، ولا ندري حقا لماذا كان الانتظار كل هذا الوقت، كما تؤكد على تناقض المواقف بين احزاب السلطة لدليل انها تبحث عن توحيدها .

الثابت ان الكلام كان فضفاضا، ولم يقدم المطالب الحقيقية، التي افصحت عنها القيادية بالنداء هذا المساء بلحاج حميدة، اساسا المحاصصة وتقاسم المغانم وتقديم قوائم المرشحين عن الاحزاب لشغل المناصب والوظائف العليا.

الدليل الثاني عن ذلك ان اثارة امر التنسيق لم يطرح سوى بعد استئثار النداء بتعيينات الولاة ومدير عام السيباكس ، والتململ الذي احدثه عند بقية الاحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي.

ما صدر اليوم من ان التنسيقية ستبادر بالاتصال برئيس الحكومة للتنسيق معه سيطرح اشكالية اخرى معقدة، وهي موقع هذه التنسيقية هل ستكون فوق الصيد ام مع ام تحت الصيد، وهو ما سيزيد في كل الحالات الاضطراب والفوضى التي تصبغ تسيير الحكومة الحالي وقد تفضي الى الفرقعة.

خالد شوكات كان اول من نبه وحذر من التعيينات الاخيرة واعتبرها على اساس القرابة والمحسوبية وليس عى اساس الكفاءة، وحذر من ان مئات المناصب الاخرى بين سفراء ومديرين وولاة ستكون بنفس الطريقة ما اثار اهتمام الاحزاب الحاكمة المحرومة بالحصول على مغنمها .

الاحزاب الحاكمة لم تثرها ازمات الحكومة المتتالية من ازمة التعليم واضراب تطاوين ومدنين وفيضانات بوسالم وجندوبة واضطرابات الحوض المنجمي، وكانت في وضع الاستراحة ، وتحركت اليوم، و الحزام السياسي المزعوم لا معنى له باعتبار وان دعم الحكومة له موقعه القانوني: مجلس النواب، والثابت ان الثقة بدأت تتزعزع في امانة كما في كفاءة اداء وايضا استقلالية الصيد، وهو خلل جوهري لا تحله الاحزمة او الدعائم .

(*) قانوني وناشط حقوقي



Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 104009

Mandhouj  (France)  |Samedi 25 Avril 2015 à 20:53           
التنسيق علم لا يقدر عليه اهل السياسة عندنا ، إلى حد وقتنا هذا ،
الله يفرج عليهم .
أين سياسات تحقيق أهداف الثورة ؟
أين مسار العدالة الانتقالية ؟
أين الاصلاحات الجوهرية ، التي وعدتم بها ؟
أين ....؟؟.....؟
بن علي هرب

Ibnourochd  (Tunisia)  |Samedi 25 Avril 2015 à 11:26           
En fait , pour quoi l'auteur de cet article ne nous donne t'il
pas la recette magique qui sortira le pays de la crise ?
-supposons qu'on donne une responsabilité dans ce gouvernement à ce type ! Fera t-il vraiment quelque chose
pour le pays ; j'en doute ! - Il ya malheureusement plein
d'energumènes dans ce pays qui ne savent que critiquer à longueur de journée . c'est la solution de la facilité et de l'hypocrisie des opposants et gens de mauvaise foie de ce pays.

PATRIOTE1976  (Tunisia)  |Samedi 25 Avril 2015 à 11:09           
في رائي المتواضع عندنا مشكلة كبيرة في منهجية العمل عند التوانسة تتمثل في كوننا لا نعطي قيمة للهيكلة و التنضيم و ندخلوا عليها فركة و عود حطب
عكس الغرب تماما

اي اننا في هده الحالة مثلا عوض ان تجلس الاحزاب المستعدة لتشكيل الحكومة قبل تشكيلها و تتفق على برنامجها و توجهاتها و اولوياتها ثم توزيع المسؤوليات

مادا فعلنا

الى يومنا هدا لم افهم مادا فعلنا
حكومة بلا برنامج متفتتة تائهة لا تحسن التواصل تخبط خبطا شعواء
هل تم دلك بصفة متعمدة لغايات في نفس يعقوب
الله اعلم

للملاحضة نفس الامر بالنسبة لواقع مؤسساتنا الاقتصادية العامة و الخاصة فلا هيكلية واضحة و لا اهداف و استراتيجيات واضحة و لا تقسيم واضح للمهام بين الاعوان و لا تحديد واضح للمسؤوليات يعني رعواني دز تخطف

هنا يكمن كل الفرق بيننا و بين الغرب في طريقة العمل التي تتسم عندهم بوضوح الرؤية و الاهداف و الاستراتيجيات و التنضيم الدقيق و الناجع

دز تخطف و عندكش عندي و يعمل الله و بعدها يحكيلك عالعمل و قتللي هي فوضى عارمة و الواحد مش عارف كوعو من بوعو و ما يراش حتى ميترو قدامو تقول ضباب متاع لندن

مؤسسة بها هيكلية دقيقة و ناجعة تحرز نتائج اكبر بكثير من مؤسسة فوضوية و لو عمل فيها العمال 24 على 24

و كدلك الامر في السياسة
حكومة ببرنامج واضح و اهداف و استراتيجيات مرسومة لها حضوض في النجاح اكبر بكثير من حكومة بلا برنامج يلهث اعضائها من مكان لمكان كجري الوحوش دون فائدة تدكر


TheMirror  (Tunisia)  |Samedi 25 Avril 2015 à 10:03           
تنسيقية احزاب الحكم.. ايّ دور!؟

جوابا عن هذا السؤال أقول
نداء تونس يشرع و يحكم و يقرر و ينفذ
النهضة تتوافق مع المستبد وتتصالح مع القاتل وتأمر بالباطل و تنهى على المعروف
الوطني الحر و آفاق تونس يصفقان


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female