حين يلتقي الشهداء

راضية بوزيان
جنيف سويسرا
جنيف سويسرا
ينتفي الزمان و المكان و تبقي الأفواه فاغرة
فيصمت من كان لسلام عدوا
ولا يبقي غير الانتماء للوطن وللالاه الواحد القهار
اليوم يلتقي شهداء الأمس بشهداء الجبال
يلتقي عصران من الشهداء لا يختلفان الا في الزمان
اليوم جمع من الخلان لا يفترقان
اليوم تلتحم الأجساد بالإجساد في عبق من السندس و الريحان
اليوم نرثيهم بصوت واحد فيه من الآلام و الأشجان
انتم اليوم شهداء ساحات الوغى و شعاب الجبال
شهداء الأمس و اليوم كان شعارهم واحد
الذود عن الأوطان
كنتم و لا زلتم فخرا لتونسكم
لام ارضعتكم حماسة الفرسان
ام الشهيد تباهي بكم جمعا من الاحياء
مكفكفة الدمع و الجرح ينزف في غاية من الكتمان
عز عليها فراقكم

فلم يبقي لها غير الصبر و السلوان
امرأة استجمعت قواها
ومضت تدثر اليتامى و تسكت نحيب الارامل في صمت بالغ
يغني عن بلاغة الكلمات
لا الموت يهزمها ولا الحزن يثنيها
هي تعلم رغم بساطتها
ان الشهيد في رحلة دائمة بين الارض و السماء
لها من أبناء وطننا كل إجلال و إكبار
شهدائها الأبرار نحن نعرفكم و نكن لكم كل تقدير وإجلال
و ما هذا الا اضعف الايمان
بالأمس خضتم معارك التحرير لأجل حرية الأجيال
و اليوم ذهبتم بعزم و إصرار تخلصون الارض من الادران
لم تعرفوا يوما الخوف من الجرذان التي كانت في صورة الشيطان
كنتم لتونسكم لحما و دما رغم تغير الأحوال و الأحقاب
فكانت الشهادة هدية الأوطان
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 103102