الارهاب وتلاعب الاعلام بالأمن القومي

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/baby3.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم عادل السمعلي

أثناء العملية الأمنية الناجحة ليلة السبت الماضي التي تم فيها القضاء على تسعة إرهابيين في قفصة من ضمنهم قائد كتيبة عقبة بن نافع لقمان أبو صخر أصدرت وزارة الداخلية بيانا عاجلا تطلب فيه من كافة وسائل الإعلام التونسية عدم نشر أي معلومات عن عمليات أمنية جارية وذلك حفاظا على سلامة أعوانها وتحقيق النتيجة المرجوة ....





ليست هذه المرة الأولى التي تلفت فيها وزارة الداخلية نظر الاعلام لعدم التشويش على العمل الامني والالتزام بنشر الاخبار من مصادرها المسؤولة فقد سبق أن نشرت الداخلية بتاريخ 5 فيفري 2015 بيانا مماثلا دعت فيه جميع وسائل الإعلام إلى عدم الخوض في أية تفاصيل
تتعلق بالكشف أو الإعلان عن عمليات خاصة بمكافحة الإرهاب، وذلك حفاظا على سلامة الوحدات الأمنية الميدانية وعلى كل المعطيات المتعلقة بالعمليات الأمنية الجارية في عدة أماكن .

وفي نفس هذا الاطار انتقد كاتب الدولة المكلف الشؤون الأمنية في الداخلية التونسية، رفيق الشلي، تغطية وسائل الإعلام التونسية الحرب على الجماعات الإرهابية. وقال الشلي، في ندوة حول «الإعلام والأمن»، إنعقدت يوم السبت 14 مارس 2015»: «إنَّ الإرهابيين يستقون أخبارهم ويطلعون على الخطط العسكرية والأمنية من خلال ما تنشره وسائل الإعلام في تونس». وأضاف: «لا يجب مهادنة الإرهاب وتبييض الأعمال الإرهابية عبر وسائل الإعلام». وحثَّ الشلي الإعلاميين والصحفيين على «ضرورة الامتناع عن ذكر تفاصيل العمليات الأمنية، وتجنُّب ذكر هويات وأسماء وتحركات العسكريين والأمنيين، وضرورة استقاء المعلومة من المصادر الرسمية».

كل هذه البيانات والتصريحات التي ما فتئت تصدر من حين لآخر تؤكد أن الاعلام التونسي مازال متأخرا عن اللحظة التاريخية في فهم خطر الارهاب وأنه في واد وراهنية مقاومة الارهاب في واد آخر وأن الجري وراء الاثارة و اللهث وراء السبق الصحفي يطغى عنده على أولوية الأمن القومي وسلامة المواطنين ورغم كثرة التنبيهات والتحذيرات في هذا الشأن إلا أنه لاحياة لمن تنادي ولم يفهم الاعلام هذه الرسائل المتواترة والمتكررة ومازال يتصرف وفق المنهجيات القديمة التي تعود عليها في العقود الماضية والتي لا تتلاءم مع خطورة الاوضاع المحلية والاقليمية الراهنة .
فمن المعلوم بالضرورة أنه من متطلبات الأمن القومي أن لا يتم تسريب أخبار أمنية إلا من جهات رسمية موثوقة ومعتمدة ومن متطلبات الأمن القومي كذلك معاقبة وتوبيخ كل من ينشر أخبارا أو شهادات من شأنها تهديد الأمن وسلامة الأشخاص ومن متطلبات الأمن القومي أيضا تجريم تسريب أي وثيقة أمنية من وزارة الداخلية أو الدفاع أو غيرها ....بهذا المفهوم يكون الأمن القومي في تونس مهدد من طرف منابر إعلامية لا تقتات الا من الاخبار المثيرة المشكوك فيها ومن مضادر مجهولة و لا تتورع من نشر وثائق سرية من أجهزة سيادية وكأن الامر يتعلق بمسألة بسيطة و عادية ولا تهم بالأساس أمن الشخصيات ومؤسسات الدولة وهذه المنهجية المعتمدة بجهل وغباء تمثل خطرا على الامن العام لا يقل خطورة من الارهاب نفسه .
إن من الاسباب العميقة لهذه الاخلالات ليس غياب البعد الوطني أو التواطؤ مع الارهاب كما يمكن أن يعتقد البعض بل إنها إخلالات ناتجة عن جهل عميق بالظاهرة الارهابية و قلة المهنية في العمل الاعلامي ونقص التكوين الصحفي في المجال الأمني والذي يتطلب الكثير من التحفظ والحذر والتدقيق في الخبر قبل نشره و هذا مجال يتطلب تخصص مهني ولا يترك لمن هب ودب من صحفيين لم يتعلموا من عالم الصحافة الا تتبع جرائم الحق العام وملاحقة الاخبار الفنية وفضائح النجوم ومحاورة مشاهير الرياضة فهذا مجال له بعد أمني حساس ويتطلب معرفة ودراية بعلوم وتخصصات متعددة وخاصة يتطلب ضمير حي يستشعر روح المسؤولية والوطنية ولكن يبدو أن البحث عن السبق الصحفي والتفرد بالمعلومة حتى وإن كانت خاطئة قد دفعت بعض الاعلاميين للسباحة في نفس البحر مع الارهاب دون أن يشعروا ولنا في حكاية أبو قصي المقاتل العائد من سوريا والذي لم يغادر طيلة حياته مدينة القيروان خير مثال لتلاعب الاعلام بعقول الناس لغايات تجارية .

وعلى سبيل المثال كذلك ماذا يعني أن يقدم صحافي في حصة تلفزية للعموم معطيات امنية خطيرة ودقيقة تتعلق بعدد ومقدرة وحدات مقاومة الارهاب التابعة لوحدات التدخل ويعدد نقاط الضعف والثغرات فهل هذا الصحفي واعي حقا بما يقول أم أنه الجهل المركب وهل هو مؤهل أصلا لتناول مثل هذه المواضيع الامنية الحساسة أم هو يقدم خدمة جليلة مجانية لوحدات الرصد الارهابي التي تتابع البرامج وتحدد خططها الاجرامية وفق هذه الثغرات و النقائص إن صحت وهل تعني حرية الصحافة عند هؤلاء التشكيك في المؤسسة الامنية بدون علم ومد الارهاب بمعلومات أمنية في طبق من ذهب وسط تجاهل وعدم مبالاة كل الهيئات النقابية والهيئات التعديلية للإعلام .

ومن جهة أخرى فإن إعتماد بعض وسائل الاعلام التونسية على بعض المواقع الناطقة باسم كتيبة عقبة بن نافع كمصدر للخبر والمعلومة هو سقوط في الفخ الذي نصبه الارهابيون لهم من حيث لا يعلمون فهذه المواقع إن صدقت أحيانا فهي تكذب وتضلل كثيرا فهي تعتمد وسائل الاشاعة والحرب النفسية لبث مزيد من الخوف والرعب وإن النقل الحرفي لما تقول وتدعي مثلما حصل إبان عملية متحف باردو الأخيرة هو تواطؤ مع الارهاب من حيث لا يدرون وأن التعامل مع هذه المواقع إعلاميا لا بد أن يكون من طرف مختصين يمكنهم الفرز بين الخبر والمغالطة ولهم القدرة على فك شفرات ما ينشر فيها من معطيات وأما النقل الحرفي لما ينشر فهو حمق وجهل وغباء وصدق أحد المفكرين العرب الكبار حين قال ( ليس من الضروري أن تكون عميلاً لكي تخدم عدوك ، يكفيك أن تكون غبياً )
فهل تفهم بعض وسائل الاعلام العبارة وترتقي بمستواها المهني أم ستواصل عملها كطابور خامس ناطق باسم الارهاب


Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 102537

Arabi  (Tunisia)  |Lundi 30 Mars 2015 à 13:45           
Quand est ce qu'on pénalise ses pseudo-média qui sont une cause de la flambée du terrorisme (hiouar tounissi en particulier)

3AIBROUD  (Tunisia)  |Lundi 30 Mars 2015 à 10:59           
قال منين ها العرف قالو من هاك السدرة. ماذا قدمنا حتى نحصل على غير
اعلام العار
اعلام الحجامة
اعلام المجاري
اعلام لعق الحذاء
الاعلام البنفسجي
هذا عدا قلة من الاعلاميين.
هذا الاعلام الذي يدرس في معهد الصخفة و علوم التخبر بأموال دافعي الضرائب.

Labrados  (Tunisia)  |Lundi 30 Mars 2015 à 10:54           
شكرا للاخ مسالم على تعليقاته الجيدة...منقول عنه
كيف ندحر الإرهاب ؟ بصراحة السؤال صعب ومعقد لأننا نعلم أن الإرهاب إعتمده فريق النافورة للوصول إلى السلطة وكان لهم ذلك وكلنا يعلم بأن فريق النافورة الملعونة جند الإرهابيين لإسقاط الترويكا وكانت تهدد بتواصل الإرهاب وجل الذين ينددون بالإرهاب اليوم كانوا بالأمس يهددون بأنهار من الدم فكلاب النار كانوا في خدمة النافورة وبعد التخلي عنهم قلبوا الطاولة على الجميع وإن كنا جادين بالفعل في دحر الإرهاب علينا بالرجوع لصائفة 2013 والتحقيق مع كل الذين خططوا
للسيناريو الدموي بشهادة أحمد نجيب الشابي خلال الانتخابات وبرهان بسيس ليلة أمس ومن الصعب تحقيق ذلك لأن بعضهم يشغل مناصب عليا في الدولة والجميع المحيطين بهم مشاركون وبالمختصر دحر الإرهاب يبدأ من أدمغة النخبة نخبة النافورة أما كتيبة عقبة وما شابهها فهم مجرد شبيحة وبلطجية وكلاب النار لا يستحقون الا ما جرى لهم في عملية قفصة وهي التصفية على عين المكان .

Labrados  (Tunisia)  |Lundi 30 Mars 2015 à 10:53           
منقول
اعترافات خطيرة لبرهان بسيس في برنامج لمن يجرؤ فقط
ليس جديدا الحديث عن مخطط إنقلابي مرعب إستهدف مسار الإنتقال الديمقراطي في تونس في صائفة 2013 مباشرة بعد نجاح الإنقلاب العسكري الدموي في مصر في الإطاحة بثورة 25 يناير فالأمر كان مفضوحا و لا يستحق كثيرا من الذكاء و حتى الممولون و أصحاب المصلحة كانوا "على قارعة الطريق" يشاهدهم الجميع بالعين المجرّدة و لكن الأهم أن الشهادات من داخل "المخيّم" المشرف على كل تلك الشوشرة الإنقلابية تتالى لتثبت كل يوم أن هناك أكثر من مستهدف في هذه البلاد.

بعد أن صرح القيادي بالحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي خلال حملته الإنتخابية للرئاسية أن أطرافا من جبهة الإنقاذ سعت إلى إستنساخ الإنقلاب المصري هاهو أحد أهم رموز الجناح الإعلامي للمخلوع و الجناح الإعلامي للثورة المضادة برهان بسيّس يعترف بتفاصيل ما قيل و حام من شكوك باتت حقائق مثبتة فقد قال الأخير خلال مشاركته في حصة سمير الوافي البارحة أنّ أطرافا سياسية من جبهة الإنقاذ طلبت "طائرات قصف إعلامي" غداة إغتيال الحاج محمد البراهمي من اجل الإنقلاب على
السلطة و أضاف أن هذه الأطراف و غيرها إعتبرت أنه لا إشكال في إراقة الدماء.
برهان بسيّس قال أنّه من بين الوجوه التي توجه إليها سياسيون من جبهة الإنقاذ لطلب الدعم و أضاف أنّ قناة "نسمة" و مالكها نبيل القروي كذلك طلب منهم المساهمة في هذا الإنقلاب الدموي المرعب مؤكدا أن من توجهوا إلى الإعلام صرحوا بأن التغيير يستحق ضريبة الدم و لا إشكال في ذلك على حد قولهم.
الثابت أن ما جاء على لسان برهان بسيس خطير و مرعب و هو الإرهاب بعينه.

مع العلم أن هؤلاء الانقلابيين توجهوا في ذلك الوقت الى المؤسسة العسكرية و الى الحرس الوطني لاستمالتهم لدعم انقلابهم الدموي ولكنهم فشلوا في ذلك فتم تخويفهم بالعمليات الارهابية التي استهدفتهم مباشرة " عمليات الذبح و القتل الممنهج ضد العسكريين و الامنيين ..عمليات التشكيك في المنابر الاعلامية ضد قواتنا المسلحة ألخ..." فشلت كل تلك المؤامرات و المخططات الارهابية أمام اولا الطاف الله ثم طبيعة التونسي المسالمة و وطنية و تضحيات حركة النهضة و قوات امننا
وجيشنا
الجمهوري ...فلا عاش في تونس من خانها

Abou57  ()  |Lundi 30 Mars 2015 à 08:20           
Je suis sur que les EX ben ali ils ont les informations en temps et en heur.

Nouri  (Switzerland)  |Dimanche 29 Mars 2015 à 17:57 | Par           
لماذا الاعلام لا يتعامل بإيجابية مع رجال الامن ؟ هذا السؤال مع عديد الاسئلة الآخرى كرجال الاعمال ونقابات الامن قد نفهم اكثر ما يحدث في تونس


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female