لقد انتظر الجميع انطلاق الحوار الليبي في توتس بحكم الجوار و العلاقات التاريخية و استيعاب بلادنا لاكثر من مليون و نصف مواطن ليبي اختاروا الإقامة بتونس هربا من الاوضاع المتفجرة و العنف الدامي لكن تعامل وزير خارجيتنا مع هذا الملف هو الذي جعل الاطراف المتنازعة و الوسيط الاممي يختارون المغرب .
لقد أطلق وزير خارجيتنا الطيب البكوش تصريحات متناقضة لا تحمل اي بعد ديبلوماسي في التعامل مع بلد مجاور ( و الواضح ان قسمات وجه الوزير لا علاقة لها بالدبلوماسية ) قبل ان تتدارك رئاسة الجمهورية الامر و الوزير ايضا بعد الاعتراف بحكومتي طبرق و طرابلس عبر ارسال قنصليين الى المدينتين . لكنه قبل ذلك تصرف الوزير كرجل حزب لا كرجل دولة لها مصالحها مهما تناقضت تلك المصالح مع قناعاته الايدبولوجية و الحزبية . هذه التصريحات دفعت اطراف ليبية الى اطلاق تصريحات مضادة عنيفة و مستهجنة لما قاله البكوش .
الاكيد ان عودة الامن و الهدوء الى ليبيا هو اولوية تونسية لانه جزء من امنها القومي دون اعتبار الجوانب الاقتصادية الهامة التي تربطنا ببلد نفطي غني و يحتاج الى اعادة الاعمار و يشكل متنفسا حيويا للتشغيل و التبادل التجاري و الاستثمار بعد استقرار الاوضاع .
نحن مطالبون بالتعامل مع من يختاره الشعب الليبي و ان نقف على نفس المسافة من اطراف الصراع و ندفع في اتجاه المصالحة الوطنية الشاملة من اجل مصلحة ليبيا و تونس لان الواقع معقد جدا و خطير لا كما يصوره بعض الطارئين على التحليل السباسي المؤدلج في المنابر التلفزية الذين يعيشون غربة مكانية حيث علاقتهم بباريس اكبر من علاقتهم من تطاوين و بن قردان .
كاتب و محلل سياسي