كتاتيب القرآن في الميزان

أبو مـــــــازن
تحدّث من لم ينزعْ جوربه قطّ لوضوء، فهاج وماج و بدّد الهدوء، قال بلغة الخبير العارف: أبناؤننا حطب لهذا التيار الجارف. هذا تيار الارهاب و الاجرام و الدواعش، يتلقفهم من رياض القرآن و يلتهمهم كالقوارض. وحتى تكتمل الفكرة والصورة، يهدينا لقطات الفيديو من تورا بورا. أطفال ارتدوا أسود اللباس، يتعلمون القتال و شدة الباس. ما لنا ومال أفغانستان، بلد محتل ظلمته العهود و الازمان، يعيشون شظف الحياة على طريقتهم، ولنا طريقة مختلفة لا تناسبهم.
تحدّث من لم ينزعْ جوربه قطّ لوضوء، فهاج وماج و بدّد الهدوء، قال بلغة الخبير العارف: أبناؤننا حطب لهذا التيار الجارف. هذا تيار الارهاب و الاجرام و الدواعش، يتلقفهم من رياض القرآن و يلتهمهم كالقوارض. وحتى تكتمل الفكرة والصورة، يهدينا لقطات الفيديو من تورا بورا. أطفال ارتدوا أسود اللباس، يتعلمون القتال و شدة الباس. ما لنا ومال أفغانستان، بلد محتل ظلمته العهود و الازمان، يعيشون شظف الحياة على طريقتهم، ولنا طريقة مختلفة لا تناسبهم.

أُدخلْ يا هذا رياض القرآن، وتمتعْ بتلك الأصوات الرقيقة لتوحيد الرحمان، يحفظون الفاتحة و سورة الاخلاص، فتنطلق ألسنتهم مولولة دون مناص، مخارج للحروف و تعابير راقية، وأحاديث للرسول تنجّي من الهاوية. هذا دعاء الأكل بعد أن يسمّي الله على رزقه، وذاك دعاء الشكر يزيد من رونقه. أخلاق عالية و تعلّم للغة الأجداد، وحساب و ايقاظ و أقراص وأعواد. لقد استهبلتم عموم القوم، فجمعتم الحنق والغضب وكثيرا من اللوم، أطالت آذاننا؟ أم كنّا هبنقة؟ فتنطلي ألاعيب اعلام العار المنمقة.
انظروا الى الدول الراقية، كيف حافظت على عاداتها ‘‘البالية‘‘، فجمّعت أصولها و استفادت من علومها. هذه حضارة الصين العظيمة تدرّس في كتاتيبهم القديمة، وهذا اليابان العملاق، لم ينس السومو و دفاع اليد والساق. هذه ربوع أوروبا الهرمة، تنتشر فيها كتاتيب الكاثوليك المزدحمة، فمالنا ننفصل على التاريخ، فلا يكون لنا صوتا ولا همسا و لا صريخ. ما بالك بدين اصطلحه الله للعالمين، أيقن به العلماء ومفكرو الحضارة الانسانية منذ مئات السنين. لقد كنّا أهلا للحضارة فاحتضنّا العلوم، وصنعنا مجدا بدّدته الأميّة لما انتشرت في هذا القوم.
هذه كتاتيب مرخّصة منذ عهد المخلوع، استحسنها أهل البلد فنشروها في هذه الربوع. ثم قادوا لها الفتيان والفتيات، فحفظوا لغتهم وقرآنهم وأناشيد وحكايات. قصص تروي فضائل السيرة المحمدية، لعلك لا تعرف لها معنى ولا مزيّة. هذه قصة في الايثار، فتُنزع أنانية مقيتة تخرّب الديار، وتلك قصة في المحبة، تقرب الأعداء وتبني المودة. وقصص أخرى حفظها الأطفال، لأعلام سادة كعلي وخالد وعمر وبلال. لكم رقصكم و فرنستكم، فلا ضير عندي ولا خوف من طريقتكم، فهؤلاء ملائكة يتحسسون نهج الحياة، وسيكبرون يوما و يفرحون أو يندمون على ما فات. ستبقى الكتاتيب جامعة بين القرآن والعلوم، تشحذ الهمم و تبدد الأحزان والهموم، ولا خوف من الارهاب وأهله المجرمين، فمروّضاتنا بناتنا يحفضونهم كصدر حنين.
Comments
14 de 14 commentaires pour l'article 100909