كتاتيب القرآن في الميزان

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/ilyesgharbi.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مـــــــازن

تحدّث من لم ينزعْ جوربه قطّ لوضوء، فهاج وماج و بدّد الهدوء، قال بلغة الخبير العارف: أبناؤننا حطب لهذا التيار الجارف. هذا تيار الارهاب و الاجرام و الدواعش، يتلقفهم من رياض القرآن و يلتهمهم كالقوارض. وحتى تكتمل الفكرة والصورة، يهدينا لقطات الفيديو من تورا بورا. أطفال ارتدوا أسود اللباس، يتعلمون القتال و شدة الباس. ما لنا ومال أفغانستان، بلد محتل ظلمته العهود و الازمان، يعيشون شظف الحياة على طريقتهم، ولنا طريقة مختلفة لا تناسبهم.





أُدخلْ يا هذا رياض القرآن، وتمتعْ بتلك الأصوات الرقيقة لتوحيد الرحمان، يحفظون الفاتحة و سورة الاخلاص، فتنطلق ألسنتهم مولولة دون مناص، مخارج للحروف و تعابير راقية، وأحاديث للرسول تنجّي من الهاوية. هذا دعاء الأكل بعد أن يسمّي الله على رزقه، وذاك دعاء الشكر يزيد من رونقه. أخلاق عالية و تعلّم للغة الأجداد، وحساب و ايقاظ و أقراص وأعواد. لقد استهبلتم عموم القوم، فجمعتم الحنق والغضب وكثيرا من اللوم، أطالت آذاننا؟ أم كنّا هبنقة؟ فتنطلي ألاعيب اعلام العار المنمقة.

انظروا الى الدول الراقية، كيف حافظت على عاداتها ‘‘البالية‘‘، فجمّعت أصولها و استفادت من علومها. هذه حضارة الصين العظيمة تدرّس في كتاتيبهم القديمة، وهذا اليابان العملاق، لم ينس السومو و دفاع اليد والساق. هذه ربوع أوروبا الهرمة، تنتشر فيها كتاتيب الكاثوليك المزدحمة، فمالنا ننفصل على التاريخ، فلا يكون لنا صوتا ولا همسا و لا صريخ. ما بالك بدين اصطلحه الله للعالمين، أيقن به العلماء ومفكرو الحضارة الانسانية منذ مئات السنين. لقد كنّا أهلا للحضارة فاحتضنّا العلوم، وصنعنا مجدا بدّدته الأميّة لما انتشرت في هذا القوم.

هذه كتاتيب مرخّصة منذ عهد المخلوع، استحسنها أهل البلد فنشروها في هذه الربوع. ثم قادوا لها الفتيان والفتيات، فحفظوا لغتهم وقرآنهم وأناشيد وحكايات. قصص تروي فضائل السيرة المحمدية، لعلك لا تعرف لها معنى ولا مزيّة. هذه قصة في الايثار، فتُنزع أنانية مقيتة تخرّب الديار، وتلك قصة في المحبة، تقرب الأعداء وتبني المودة. وقصص أخرى حفظها الأطفال، لأعلام سادة كعلي وخالد وعمر وبلال. لكم رقصكم و فرنستكم، فلا ضير عندي ولا خوف من طريقتكم، فهؤلاء ملائكة يتحسسون نهج الحياة، وسيكبرون يوما و يفرحون أو يندمون على ما فات. ستبقى الكتاتيب جامعة بين القرآن والعلوم، تشحذ الهمم و تبدد الأحزان والهموم، ولا خوف من الارهاب وأهله المجرمين، فمروّضاتنا بناتنا يحفضونهم كصدر حنين.




Comments


14 de 14 commentaires pour l'article 100909

Jendoulyon  (France)  |Jeudi 5 Mars 2015 à 19:12           
شكراجزيلاأبومازن

Jhd398  (Tunisia)  |Mardi 3 Mars 2015 à 08:46           
كل شخص حر أنه يعلم إبنه ما يريد.
اليهودي يعلم إبنه اليهودية و المسيحي يعلم إبنه المسيحية و الشيوعي يعلمه الشيوعية و المسلم المالكي يعلمه الإسلام المالكي و السلفي الحنبلي يعلمه الإسلام الحنبلي و العلماني يعلم أولاده العلمانية.
لكن يبدو أن هناك من لا يكتفي بحريته هو في تعليم أولاده ما يريد فيريد أن يفرض على بقية الناس ما يعلمونه لأولادهم.

LEDOYEN  (Tunisia)  |Mardi 3 Mars 2015 à 07:47           
Eeelam el aarr a une arme fatale: l'amalgame entre la vrai réligion, tolérante et profonde, et le terrorisme, condamnable par tous, et ce pour un but: faire peur. Du reste, cette plein de "gel" demeure un pseudo-journaliste minable

Mavb2013  ()  |Lundi 2 Mars 2015 à 12:17           
Certains sont plus ignorants et portent des préjugés sur leur religion (supposée), plus que les pires d'entre les orientalistes

Mongi  (Tunisia)  |Lundi 2 Mars 2015 à 10:48           
شكرا للجميع .
كلما سجّل فريق الثورة المضادّة هدفا (ولو عن طريق التسلّل أو باليد على طريقة مارادونا) إلاّ وتحرّك هجوم فريق الثورة وسجّل هدف التعادل في ظرف قياسي وأرجع الأمل لكلّ المتابعين والمهتمّين بشأن المسلمين والمستضعفين. وهذا بفضل الله أوّلا ثمّ بفضل الثورة والشّهداء والجرحى. ف معادش تكميم أفواه وماعادش استبداد. فشكرا جزيلا لكلّ المرابطين على الثغور. وكيف ما قال مسالم لن يمرّوا.

Ahmadi55  (Tunisia)  |Lundi 2 Mars 2015 à 10:28           
هل الشعب التونسي مسلم ؟
عندما نرى ونسمع كل يوم اصوات تنادي بأعلى صوتها بأن تحفيظ القران خطر يهدد امتنا ويهد شبابنا نخال انفسنا في فرنسا او في اي دولة اخرى تجاهر بعدائها للاسلام.
لقد عمل بورقيبة على تجفيف المنابع الاسلامية ثم جاء بن علي لتكريس هذا التوجه ثم دعمه بالقوانين المدمرة للاسرة فكانت النتيجة ظهور جيل من الشباب بدون هوية وبدون قيم فكان لقمة سائغة لاصحاب الفكر المتطرف والاستاصلي.
إذا كان البعض يتهم الكتاتيب بتعليم الناشئة الفكر الجهادي الاستاصالي فعليه اثبات ذالك وما على الدولة –الراعية للدين- ان تتخذ الردع المناسب لكن مخالف.
لكن في المقابل لماذا لا نلوم رياض الاطفال التي لا تعلم ابنائنا الا " الشطيح والرديح" والعراء وتحفيظ الاناشيد باللغة الفرنسية . اليس هذا نوع من التغريب والانسلاخ الممنهج من هويتنا العربية الاسلامية.
اذا كان شعبنا عربي مسلم وجب علينا جميعا ان نجدر في ناشئتنا هويتنا العربية الاسلامية بتعليمهم مبادئ اللغة العربية واصول الدين الاسلامي ابتداءا من تلقين القران بالكتاتيب ثم تعليم الشريعة بالمدارس والمعاهد والجامعات.
هكذا نحمي شبابنا من الفكر الديني المتطرف

MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 2 Mars 2015 à 09:48           
@Labrados شكرا

Labrados  (Tunisia)  |Lundi 2 Mars 2015 à 07:48           
احسنت يا مسالم
حفل تخريج حفظة القرآن الكريم هي الشمعة الوحيدة التي
ظلت تشتعل في فترة الدكتاتورية البورقيبية والإستبداد المخلوعي وبعد أن طويت صفحتهما بفضل ثورة شعبنا البطل نفاجىء اليوم بأصوات شيوعية متطرفة قادمة من قلعة كوريا الشمالية الظلامية تشحذ سيوفها لغزوة ضد المدارس القرآنية لتجفيف المنبع الأول للقرآن الكريم والثقافة والتراث المقدس لهذا الشعب وخط دفاعه الأول عن لغته العربية واستمرار فتح أبواب المساجد لمن تهفو قلوبهم لذكر الرحمان والتطهر اليومي من أدران
الحياة المادية كما لدى كل شعوب العالم حسب ما تؤمن به وتطمئن اليه أفئدتهم ..وتنهمر الأسئلة الحارقة أين مفتي الجمهورية وأين مشائخ تحفيظ القرآن وأين وزير الشؤون الدينية وأين مديري المدارس القرآنية وأين نواب الشعب في البرلمان المستأمنين على الدستور وفصله الأول وأين المجتمع المدني وأين المدافعين عن حقوق الإنسان وأين المنظمات الحقوقية المحلية والدولية من هذه الحفنة المنبتة الإستئصالية .بصراحة لو كنت مكان رئيس الحكومة لطالبت بسحب الجنسية منهم ولأرسلتهم
في أول طائرة متوجهة لكوريا الشمالية

وحسبنا الله ونعم الوكيل

Abou_Mazen  ()  |Dimanche 1 Mars 2015 à 23:28           
درّة العب غيرها ... حتى لا يظنك القوم شيخة منقبة،ههههههههههههههها

MOUSALIM  (Tunisia)  |Dimanche 1 Mars 2015 à 21:51           
@Elmsihli @Abou-Mazen شكرا لكلماتك الجميلة يا المسيهلي وشكرا لأبو مازن هداف فريق الثورة ورغم عدم انتصارنا في الدربي فقد فشل فريق النافورة على هزمنا رغم تعزيز فريقه بأكبر اللاعبين الدوليين والأغلى ثمنا من فرنسا
والسعودية -السابقة -والامارات والولايات المتحدة والجزائر ومصر السيسي وليبيا حفتر .فقوتهم في خط هجومهم وقوتنا في خط دفاعنا ولن يمروا لشباكنا وسنمتص هجماتهم حتى نثخنهم -ويتهدوا -ثم نعكس الهجوم للنيل من شباكهم .

Dorra  (Italy)  |Dimanche 1 Mars 2015 à 21:42           
الكتاب التي تسمع ذكر الله هي تلك التي عرفناه قبل دخول تيار الاسلام السياسي و الاخوان و الفكر الوهابي، كان الكتاب يقصده ابناء الشعب ليلاقوا ذلك المؤدب الطيب الحنون و القاسي بعصاه الطويلة و الذي كان همه الوحيد تلقين الآيات البينات من الذكر الحكيم على عكس كتاتيب و جمعيات ما بعد الثورة التي اصبحت تبث سموم الوهابية و الاخوان و الطائفية و اصبحت تفصل بين أطفال الثلاث سنوات من ذكور و إناث و التي تعلمهم شعارات موتوا بغيظكم و التي تجبر طفلة بريئة على حمل
حجاب الاخوان المسلمين و غيرها من غسل الدماغ المتطرف،
يا حسرة يا أب مازن على سيدنا المؤدب الذي علمنا البيان مقارنة مع كتاتيب الاخوان و الوهابية

Abou_Mazen  ()  |Dimanche 1 Mars 2015 à 21:36           
لا فضّ فوك صديقنا مسالم
تحياتي

Elmsihli  (Tunisia)  |Dimanche 1 Mars 2015 à 21:27 | Par           
Merci MOUSALIM pour ton commentaire. Je suis tout à fait d'accord pour renvoyer ces pseudos compatriotes au 7ème ciel et non en Corée du nord car ils risquent de revenir.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Dimanche 1 Mars 2015 à 20:52           
حفل تخريج حفظة القرآن الكريم هي الشمعة الوحيدة التي ظلت تشتعل في فترة الدكتاتورية البورقيبية والإستبداد المخلوعي وبعد أن طويت صفحتهما بفضل ثورة شعبنا البطل نفاجىء اليوم بأصوات شيوعية متطرفة قادمة من قلعة كوريا الشمالية الظلامية تشحذ سيوفها لغزوة ضد المدارس القرآنية لتجفيف المنبع الأول للقرآن الكريم والثقافة والتراث المقدس لهذا الشعب وخط دفاعه الأول عن لغته العربية واستمرار فتح أبواب المساجد لمن تهفو قلوبهم لذكر الرحمان والتطهر اليومي من أدران
الحياة المادية كما لدى كل شعوب العالم حسب ما تؤمن به وتطمئن اليه أفئدتهم ..وتنهمر الأسئلة الحارقة أين مفتي الجمهورية وأين مشائخ تحفيظ القرآن وأين وزير الشؤون الدينية وأين مديري المدارس القرآنية وأين نواب الشعب في البرلمان المستأمنين على الدستور وفصله الأول وأين المجتمع المدني وأين المدافعين عن حقوق الإنسان وأين المنظمات الحقوقية المحلية والدولية من هذه الحفنة المنبتة الإستئصالية .بصراحة لو كنت مكان رئيس الحكومة لطالبت بسحب الجنسية منهم ولأرسلتهم
في أول طائرة متوجهة لكوريا الشمالية .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female