تقريــر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حــول الوضع في سجنان

وردت على الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان شكاية وجهها 17 من مواطن سجنان ضد 10 مواطنين من نفس البلدة. نورد منها بعض المقتطفات فقد “عمد بعض الأشخاص لاسيّما المشتكي بهم إلى تجميع العديد من الأنفار و تجنيدهم و بالفعل استطاع هؤلاء الأشخاص أن يقوموا بتجنيد أكثر من خمسين شخصا وفرضوا سلطتهم على المدينة و نصبوا أنفسهم قائمين على شؤون البلاد بإستعمال القوة و الترهيب و التخويف بل أصبحوا يتجولون في البلدة حاملين للسيوف و قوارير الغاز المشلة للحركة فارضين إرادتهم القهريّة على عموم المتساكنين و ذلك بمعاقبة كل من يخرج عن نهجهم“…


تمّ إعلام فرعي الرابطة بكل من بنزرت و ماطر بضرورة التحول إلى بلدة سجنان للوقوف على الحقيقة في صبيحة يوم السبت 07 جانفي 2012 وبعد إعلام وزير الداخلية تنقل وفد من الهيئة المديرة إلى مدينة بنزرت حيث قابل هيئة الفرع والتقى مع رئيس نيابتها الخصوصيّة لاستفسار أصداء الأحداث موضوع الشكاية في ولاية بنزرت و على إثر ذلك تحول الوفد إلى مدينة سجنان ووصل في حدود الساعة منتصف النهار حيث وجد رئيس فرع الرابطة بماطر و معه عديد المواطنين الذين يريدون الإدلاء بشهاداتهم و كان بعض الصحفيين حاضرين على عين المكان من بينهم التلفزة الوطنية و قناة فرنسا الثانية و قناة فرنسا 24 و بعض مراسلي الصحافة المكتوبة.
و شرع وفد الرابطة في تلقي التصريحات بعد التثبت من هوية الشاكين وعددهم 13 شاكيا وقد تمحورت الشهادات حول المحاور التالية :
1- مداهمة بعض من المنازل و الأماكن العمومية (مثل مقهى بسجنان واحد المحلات معد لبيع الأشرطة السمعية البصرية والإعتداء على العامل به و مثل محل بيع الملابس الجاهزة.
2- الإستيلاء على بعض الممتلكات الخاصة وقد تمثل ذلك في وضع اليد على احد المستودعات و الإستحواذ على بعض مواد البناء الموجود به ثم تهديمه و الإستيلاء على قطعة أرض تابعة له.
3- إقتحام مقرات بعض المؤسسات الإدارية مثل إدارة الغابات و المعتمدية بهدف الضغط على الموظفين بها فصلا لمن يريدون فصله عن العمل أو تشغيلا لمن يرغبون في مساعدته.
4- خلع إمام المسجد و تعويضه بإمام سلفي للترويج لأفكارهم و مهاجمة من يخرج عن نهجهم.
5- الضغط على التلميذات بالمعهد من أجل إرتداء الحجاب و نعت من يرفض ذلك بالكفر والدعوة إلى الفصل بين المؤمنات و غيرهنّ.
6- مساءلة من يعتقلون بأنه يتناول الخمر أو يتاجر فيه أو لا يقوم بفريضة الصلاة أو من
لا يناصرهم و التحقيق مع بعضهم و الإعتداء عليهم بالعنف (اعتداء وصل إلى حد تهشيم أصابع أحدهم) و تهديدهم من مغبة إبلاغ السلط و تقديم شكاوي.
7- الإستيلاء على مقر الضمان الإجتماعي و تحويله إلى مركز للتحقيق و العقاب.
هذا وقد تم سماع بعض الشهادات بالطريق العام وأخرى داخل مقر سكنى أحد المتضررين صاحب الأصابع المهشمة و قد صرّح لنا هذا الأخير بأنه لا يجرؤ على مغادرة منزله لتقديم شكوى بعد أن تم تهديده من طرف المعتدين، عليه و إثر الانتهاء من تدوين الشهادات تحول الوفد إلى وسط المدينة بهدف معاينة مركز الضمان الإجتماعي وهو عبارة عن محل شاسع مهجور متعدد الغرف المتعاقبة و المظلمة و المتسخة و المخيفة، نوافذه ضيّقة و بابه حديدي صغير يسهل حلّه.
و أمام مركز الضمان الاجتماعي تجمهر عدد من المواطنين من بينهم من هم موالون للسلفيين ممّا أدى إلى حصول مشادات و تجاذبات حول صحة ما شاع من الأخبار المتعلقة بالاعتداءات و التجاوزات كما وجه أحدهم اللّوم إلى الرابطة على الاكتفاء بسماع الشاكين و عدم زيارة المعتصمين بمقر معتمدية سجنان بسبب إنعدام التنمية بالجهة عندئذ تم إعلام الملأ بأن الرابطة لم تكن على علم بالإعتصام الذي إنطلق قبل أيام. و بأن الوفد يسعى في إطار كشف الحقيقة إلى سماع كل الأطراف ليتحوّل الوفد بعد ذلك إلى مقر المعتمدية حيث وجد المعتصمين داخل مكتب معتمد المنطقة و تحادث معهم وتسلم بيانهم و ساند مطالبهم المشروعة في التنمية على اثر ذلك تلقى الوفد شهادات مخالفة لرواية الشاكين إذ صرح أحدهم بأن الظاهرة السلفية موجودة في كامل تراب البلاد و سجنان ليست بمعزل عن المشهد العام و ككل مناطق الجمهورية تشهد البلدة مشادات و صراعات بين السلفيين وغيرهم تنفذها و تمولها حسب قولهم أطراف من أزلام النظام البائد هددت مصالحهم بعد 14 جانفي 2011 لا سيّما أن بحوزتهم عقارات على ملك الدولة.
كما صرّح أحدهم بأن ما بلغ الرابطة من تشكيات مواطني سجنان هو محض كذب
و مغالطات المراد منها تهميش شباب سجنان و المحافظة على مصالح أصحاب امتيازات العهد البائد و تجار المخدرات و الخمور خلسة و المجرمين و المستحوذين على أملاك الدولة وهم يوجهون التهم للسلفيين تحاشيا للمساءلة من قبل السلط ملاحظا بأنه يساعد السلفيين على إرجاع المسروق إلى أصحابه سلميا و الحفاظ على أمن المواطنين.
أما شهادة ثالثهم فقد أقرت بجدوى تدخل السّلفيين بإعتبار أن “البلاد نظافت بهم وهوما مايعتدوش” حسب قوله و من بين الشهادات التي استمعنا إليها شهادة بعض نساء أصررن على الإدلاء بتصريحات تبارك الظاهرة و تؤكد على إيجابياتها بوصفها تحمي المواطنين و تساعد الأهالي على استرجاع ما سرق منهم و تحدّ من ظاهرة انحراف الشباب و الإدمان على شرب الخمر.
-II الإستنتاجات:
1- فيما يتعلق بوجود الظاهرة السلفية
لقد اتضح من تصريحات كل الأطراف سواء الشاكية المستغيثة أو النافية أو المحذرة من قضية التهويل أن الظاهرة السلفية موجودة بشكل ملفت ببلدة سجنان :
- لأنها متكونة من مجموعة من الأشخاص تواتر ذكرهم في العديد من الشهادات يتولون السّهر على الشأن العام و حفظ النظام تحت غطاء “الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر” أو مقاومة بعض من مظاهر المخلة بالأمن.
- ولأن بعض المواطنين استنكر الظاهرة و اعتبروها مهددة للأمن و للحرايات في حين باركها البعض الأخر معتبرا أن الأمن قد استتب بفضلها و أن مظاهر الإجرام تمت مقاومتها.
-
Comments
36 de 36 commentaires pour l'article 44565