مفتي الجمهورية : لا لإرهاق النفس بالتداين وأثمان الأضاحي مرتفعة

جريدة الأسبوعي طرحت على سماحة مفتي الجمهورية عدة أسئلة تتعلق بمدى شرعية التداين لشراء كبش العيد والاشتراك مع أفراد العائلة المتزوجين لشراء أضحية... وما شروط هذه العملية...أي هل يجب أن يكون كل المتشاركين غير قادرين على تسديد كل بمفرده لثمن الأضحية أم هل يصحّ حتى لمن يتسنّى لهم ذلك؟
: سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عثمان بطيخ تفضل بالاجابة التالية
: سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عثمان بطيخ تفضل بالاجابة التالية
يقول الله جل ذكره بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { وما جعل عليكم في الدين من حرج } ( الحج 78)، ويقول سبحانه {لا يكلف الله {نفسا إلا وسعها } (البقرة 286)، ويقول أيضا { فاتقوا الله ما استطعتم } (آل عمران 102) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : » { إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم } (أخرجه مسلم).
وبناء على ذلك فإن ديننا الحنيف كله يسر وليس فيه شدة ولا عسر، ومن مبادئه الرفق ورفع المشقة والحرج والتيسير، والمكلف مطالب بأداء واجباته مع القدرة والاستطاعة. فكلما كان في التكليف شدة وإرهاق زائدان على الطاقة البشرية، كانت الرخص التي تعفي المكلف من تلك المشقة الزائدة. ومن مقاصد الإسلام حفظ المال والثروات العامة دفعا للاحتياج والفقر والخصاصة لأن حفظ النفس والمال مقصدان من مقاصد الشريعة.
من ذلك الأضحية التي هي عبادة وشعيرة من شعائر الإسلام ترمز الى قصة إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام حيث فداه بذبح عظيم كما ورد في قوله تعالى {فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم}(الصافات 102 107).
وصارت الأضحية في ديننا الإسلامي سنة مؤكدة على من استطاعها، وقيل مستحبة لمن لا يجحفه ثمنها، لها غايتها الدينية والاجتماعية منها التقرب الى الله وشكره على ما أنعم به على الإنسان من نعم لا تحصى ولا تعد

لذلك فلا داعي للاقتراض وإرهاق الإنسان نفسه بالتداين خاصة وأن أثمان الأضاحي مرتفعة مع ما تستلزمه من مصاريف إضافية تؤثر على نفقاته على أسرته وهو مطالب بإرجاع الديـن أو السلفة التي تحصل عليها وقد يعجز عن إرجاعها وهو حرج وشدة يأباهما الإسلام.
أما إذا كانت السلفة لا ترهقه ولا تؤثر على حاجياته وحاجيات أسرته ويستطيع إرجاعها فلا بأس. ومن كان غير قادر على أن يضحي فقد سقط عنه التكليف وإنما الناس صاروا يراعون العادة أكثر من العبادة ويحتجون بأنهم يتكلفون شراء الأضحية وهي ليست بأضحية من أجل أن لا يحرموا صغارهم من اللعب بكبش العيد.
وكذلك من يعمد الى الذبح قبل صلاة العيد وقبل ذبح الإمام.
ولا يصح الاشتراك في ثمن الأضحية إذا كان من الضأن وإنما لرب العائلة أن يشرك أفراد عائلته في ثوابها. أما إذا كانت من البقر فيجوز الاشتراك في ثمنها بين سبعة أنفار.
(الأسبوعي)
Comments
8 de 8 commentaires pour l'article 30559