بداية غير موفقة للمنتخب في مرحلته المارشانية

في موعد غريب جدا أجرى منتخبنا الوطني لكرة القدم مباراته الافتتاحية في تصفيات كأس إفريقيا 2012 ضد المنتخب البوتسواني في الملعب الأولمبي بالمنزه ، هو موعد غريب جدا لأنه تزامن مع إجراء فعاليات كأس العالم لكرة القدم بجنوب إفريقيا ، و كل الأنظار متوجهة إلى هذه التجمع الكروي العالمي و إلى المنافسات الدائرة فيه ، و لسنا ندري : لماذا برمج الاتحاد الإفريقي لكرة القدم هذه المباراة في مثل هذا الوقت بالذات؟؟!! و هو موعد غريب أيضا لأنه جاء في فترة انتقالية لم يركن فيها اللاعبون إلى الراحة كما يجب و لم يستعدوا كما يجب أيضا و لم يستعيدوا إمكانياتهم المعهودة ....
في هذه المباراة لم تكن بداية المنتخب موفقة إذ تكبد هزيمة غير مقبولة و غير مبررة حتى في ظل ما ذكرناه في مستهل هذا المقال ، هزيمة بهدف لصفر ضد منتخب مغمور طرحت أكثر من سؤال ، و لو أن حكاية المنتخبات المغمورة لم تعد مطروحة ، و نحن في تونس مازلنا نؤمن بها إيمان العجائز و مازلن نؤمن بمثل هذه
التصنيفات و التقييمات و مازلنا نعيش في برجنا العاجي و مازلنا لم نتواضع بعد و لم نعترف أن الجميع يتقدمون إلا نحن ظللنا نراوح مكاننا إذا لم نقل إننا بصدد التراجع و ترك مكاننا لغيرنا ...
في هذه المباراة لم تكن بداية المنتخب موفقة إذ تكبد هزيمة غير مقبولة و غير مبررة حتى في ظل ما ذكرناه في مستهل هذا المقال ، هزيمة بهدف لصفر ضد منتخب مغمور طرحت أكثر من سؤال ، و لو أن حكاية المنتخبات المغمورة لم تعد مطروحة ، و نحن في تونس مازلنا نؤمن بها إيمان العجائز و مازلن نؤمن بمثل هذه

مباراة منتخبنا ضد المنتخب البوتسواني كانت رديئة جدا من حيث المردود المخيب للآمال و الأداء و من حيث النتيجة ، فما ميز منتخبنا هو اللعب العشوائي الفوضوي الذي " لا ذات له و لا صفات "، فلم نر إلا التمريرات الخاطئة ، و التوزيعات الطويلة العالية من كل الاتجاهات و في مجملها كانت ضائعة و حارس المرمى البوتسواني " عامل عليها جو و كيف " و أمضى أمسية رائعة في التصدي إليها و التقاط الكرات التائهة ، و لم نر إلا احتكار الكرة من عدد من اللاعبين ينتهي بافتكاكها أو خروجها إلى التماس أو ضربة مرمى ، و لم نر إلا فشل مهاجمينا في اختراق الدفاع البوتسواني الحصين و خلق الخطر داخله ... و حتى التغييرات التي أقدم عليها الإطار الفني لم تكن ناجحة في مجملها ، فدخول الشيخاوي كان متأخرا و كان بالإمكان ألا يكون عوض المساكني ، و خروج عصام جمعة كان متأخرا أيضا لأنه كان طوال المباراة تائها ضائعا " لا يعرف رأسه من ساقيه " ، و حتى تعويض الدراجي كان بالإمكان أن يكون بلاعب آخر غير وسام يحي و لو أن وسام يحي ( يا حبذا لو كان أساسيا مكان الراقد ) خلق الخطر منذ دخوله ...
|
في خلاصة انقاد منتخبنا إلى هزيمة أخرى على ميدانه يدشن بها مرحلته الجديدة ـ المرحلة المارشانية ، و مثل هذه الهزائم لم تعد مفاجئة أو نشازا أو فالا و قد تعودنا عليها و شبعنا منها، و إن أمام المنتخب و إطاره الفني عملا كبيرا جدا حتى يتحسن مردوده و حتى يقنع أحباءه و يعيدهم إلى مشاهدته بالملعب الأولمبي المنزه الذي كانت مدرجاته شاغرة في هذه المباراة ، و على الرغم من الظروف السيئة التي رافقت المنتخب في هذه المباراة فإن الانهزام فيها لم يكن مبررا أبدا و نأمل أن يتدارك أمره في المباريات القادمة ....
ـ ياسين الوسلاتي ـ
|
Comments
38 de 38 commentaires pour l'article 28641