حرية المرأة التونسية... بين العـورة والعــري
لم يمر تصنيف مؤسسة freedom house الأمريكية للمرأة التونسية بأنها الأكثر حرية في المنطقة العربية دون أن تتباين الآراء بين مرحب بهذه المرتبة التي تضع التونسيات على راس النساء العرب في "جرعات الحرية" وبين مستنكر يعتبرها رجسا من عمل الولايات المتحدة وتشجيعا على الرذيلة والفسوق، على حد تعبير البعض.
وبعيدا عن التصفيق الأعمى لنتائج هذه الدراسة
لا مفر من الإقرار ببروز بعض الأفكار والممارسات الرجعية التي تهدد هذه الحرية، ويبدو النقاب احدها وهو يتجاوز كونه مسألة حرية شخصية ليرتبط باعتناق وتسليم بأفكار متخلفة مسمومة تعتبر المرأة بهيمة تساق وعورة تثير الفتنة لذلك وجب تغطيتها بالكامل واختصار دورها في عبودية الرجل.
ويقسم النقاب، وبصفة اقل الحجاب، النساء إلى قسمين نساء كافرات متبرجات جالبات للفتن كاشفات لاعوارهن وأخريات طاهرات مؤمنات مثواهن الجنة، رغم أن الكثيرات يرتدين هذه الأقمشة لغايات أخرى ابعد ما تكون عن التدين.وساهمت القنوات الظلامية ذات التمويل الخليجي في بث سموم فكرية تقدم مفاتيح الجنة لمن يكفر أكثر بالحياة الدنيا، وعادة ما يطل احد الشيوخ مكفهر الوجه يجلس وسط مريديه يدعوهم لترك الدنيا والتزهد فيها فيجهش هؤلاء بالبكاء وسط صيحات التوبة والاستغفار.
وللآسف تتأثر الكثير من التونسيات، حتى من المتعلمات، بهذا الخطاب الترهيبي فيعتبرن أنفسهن عورات ويصبح يوم ارتداء الحجاب أو النقاب يوم فرحة وعيد يلتحقن خلاله بصفوف المؤمنات المقربات من الله، وتكثر اتصالات تونسيات بهؤلاء الشيوخ طلبا لفتوى أو لصك غفران وتتخللها أحيانا نوبات من البكاء الهستيري.
وفي كثير من الدول العربية مازالت المرأة شبيهة بوعاء يفرغ فيه الفحل العربي كبته فلا يحق للمرأة السعودية أن تحب أو أن تقود السيارة أو أن تختلط بالرجل أو أن تنتخب ا وان تمتنع على تزويجها قاصرا أما اليمنية فينحصر دورها في حلب الماعز وتلبية الرغبات الجنسية لزوجها الذي يستطيع الزواج عليها وقت ما شاء أما في الأردن فبلغ عدد ضحايا جرائم الشرف 22 ضحية اغلبها نفذها فاعلوها للشك في سيرة الضحايا لا غير أما في السودان فارتداء المرأة للسروال
كفيل بتعريضها للسجن والجلد وهي مجتمعات ذكورية جدا تعتبر المرأة ناقصة وتابعة للرجل.
وعلى النقيض من هذا الفكر الأعور، نسبة إلى العورة، أساءت الكثيرات فهم ماهية هذه الحرية وروجن لأنفسهن أجسادا للمتعة ترتبط لديهن بالتسيب والتمرد على نواميس المجتمع، وتعتبر المعاهد والجامعات والشوارع التونسية ساحة مفضلة لعرض آخر التقاليع الشاذة في اللباس والممارسات، يستغل فيها البعض جسده لتقديمه كسلعة وأداة للذة لا غير ولا يسعى هؤلاء لتنمية العقل بقدر التكالب على مزيد تعرية الأجساد وعرض تفاصيلها أمام الجميع.
ولا تعتبر الحرية عند الكثيرات تكليفا أو مسؤولية بقدر ما هي فرصة للتعري أكثر والارتماء في العلاقات المشبوهة القائمة على نزوة عابرة يؤدي بعضها إلى ضحايا لا ذنب لهم، وعادة ما يتم اللجوء لحواء بغاية الترويج لمنتوج ما أو مادة إعلامية، وهو استعباد من نوع آخر يختزلها في جسد يسيل اللعاب ويبدو هذا جليا في ميدان الإشهار أو في برامج تلفزيون الواقع التي تستغل حرية الفتاة التونسية لتقديم نماذج مغرية متحررة من كل القيود تعرض حياتها الشخصية أمام مشاهد عربي يعاني كل أنواع الكبت ويجد في مشاهدتها متعة كبيرة.
ولا فرق بين استعباد يقدم المرأة كعورة وأخر يقدمها كجسد وهما نوعان ساهمت فيهما المرأة بشكل كبير لتجني على نفسها دون أن تدرك ذلك.وبعيد عن الاستفهام الساذج مع أو ضد حرية المرأة يجب أن يتوفر الإجماع على ضرورة تمتع المرأة التونسية بحريتها ولا مجال لاستعبادها أو معاملتها باحتقار شرط أن تقتنع أن حريتها هذه فرصة لإثبات نفسها وسط مجتمع ذكوري لا فرصة لعرض نفسها سلعة تباع وتشترى في سوق النخاسة، بشكله الحديث، لمن يتلذذ بجسدها ولا وقت لديه لاحترام فكرها.
حمدي مسيهلي
وبعيدا عن التصفيق الأعمى لنتائج هذه الدراسة

ويقسم النقاب، وبصفة اقل الحجاب، النساء إلى قسمين نساء كافرات متبرجات جالبات للفتن كاشفات لاعوارهن وأخريات طاهرات مؤمنات مثواهن الجنة، رغم أن الكثيرات يرتدين هذه الأقمشة لغايات أخرى ابعد ما تكون عن التدين.وساهمت القنوات الظلامية ذات التمويل الخليجي في بث سموم فكرية تقدم مفاتيح الجنة لمن يكفر أكثر بالحياة الدنيا، وعادة ما يطل احد الشيوخ مكفهر الوجه يجلس وسط مريديه يدعوهم لترك الدنيا والتزهد فيها فيجهش هؤلاء بالبكاء وسط صيحات التوبة والاستغفار.
وللآسف تتأثر الكثير من التونسيات، حتى من المتعلمات، بهذا الخطاب الترهيبي فيعتبرن أنفسهن عورات ويصبح يوم ارتداء الحجاب أو النقاب يوم فرحة وعيد يلتحقن خلاله بصفوف المؤمنات المقربات من الله، وتكثر اتصالات تونسيات بهؤلاء الشيوخ طلبا لفتوى أو لصك غفران وتتخللها أحيانا نوبات من البكاء الهستيري.
وفي كثير من الدول العربية مازالت المرأة شبيهة بوعاء يفرغ فيه الفحل العربي كبته فلا يحق للمرأة السعودية أن تحب أو أن تقود السيارة أو أن تختلط بالرجل أو أن تنتخب ا وان تمتنع على تزويجها قاصرا أما اليمنية فينحصر دورها في حلب الماعز وتلبية الرغبات الجنسية لزوجها الذي يستطيع الزواج عليها وقت ما شاء أما في الأردن فبلغ عدد ضحايا جرائم الشرف 22 ضحية اغلبها نفذها فاعلوها للشك في سيرة الضحايا لا غير أما في السودان فارتداء المرأة للسروال

وعلى النقيض من هذا الفكر الأعور، نسبة إلى العورة، أساءت الكثيرات فهم ماهية هذه الحرية وروجن لأنفسهن أجسادا للمتعة ترتبط لديهن بالتسيب والتمرد على نواميس المجتمع، وتعتبر المعاهد والجامعات والشوارع التونسية ساحة مفضلة لعرض آخر التقاليع الشاذة في اللباس والممارسات، يستغل فيها البعض جسده لتقديمه كسلعة وأداة للذة لا غير ولا يسعى هؤلاء لتنمية العقل بقدر التكالب على مزيد تعرية الأجساد وعرض تفاصيلها أمام الجميع.
ولا تعتبر الحرية عند الكثيرات تكليفا أو مسؤولية بقدر ما هي فرصة للتعري أكثر والارتماء في العلاقات المشبوهة القائمة على نزوة عابرة يؤدي بعضها إلى ضحايا لا ذنب لهم، وعادة ما يتم اللجوء لحواء بغاية الترويج لمنتوج ما أو مادة إعلامية، وهو استعباد من نوع آخر يختزلها في جسد يسيل اللعاب ويبدو هذا جليا في ميدان الإشهار أو في برامج تلفزيون الواقع التي تستغل حرية الفتاة التونسية لتقديم نماذج مغرية متحررة من كل القيود تعرض حياتها الشخصية أمام مشاهد عربي يعاني كل أنواع الكبت ويجد في مشاهدتها متعة كبيرة.
ولا فرق بين استعباد يقدم المرأة كعورة وأخر يقدمها كجسد وهما نوعان ساهمت فيهما المرأة بشكل كبير لتجني على نفسها دون أن تدرك ذلك.وبعيد عن الاستفهام الساذج مع أو ضد حرية المرأة يجب أن يتوفر الإجماع على ضرورة تمتع المرأة التونسية بحريتها ولا مجال لاستعبادها أو معاملتها باحتقار شرط أن تقتنع أن حريتها هذه فرصة لإثبات نفسها وسط مجتمع ذكوري لا فرصة لعرض نفسها سلعة تباع وتشترى في سوق النخاسة، بشكله الحديث، لمن يتلذذ بجسدها ولا وقت لديه لاحترام فكرها.
حمدي مسيهلي
Comments
83 de 83 commentaires pour l'article 26783