المرأة.. نصف المجتمع العربي القابع في الهامش

<img src=http://www.babnet.net/images/5/couturiere150.jpg width=100 align=left border=0>


يثير إحياء أمم وشعوب الأرض لليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 -مارس من كل سنة شجنا خاصا في أنفس النخب المتنورة بالعالم العربي، لما ينطوي عليه ملف المرأة في بلداننا من مفارقات، وما تحمله المقاربة العربية لمكانة المرأة ودورها من تناقضات وفوارق عجيبة ذات مساس مباشر بواقع الأمة ومصيرها ومستقبلها.

فمن ناحية تستند الأمّة العربية إلى منظومة قيمية دينية أخلاقية وحتى ثقافية، تجلّ المرأة وتعظّم دورها ولا تسمح باضطهادها، ومن ناحية عملية مقابلة، ماتزال المرأة في أقطار عربية عديدة تعاني التهميش حتى لتكاد تقصى من الحياة ويرتدّ دورها إلى مجرد أداة من الأدوات التي تعود ملكيتها للرجل ويوظفها بحسب رغباته.





ومن المفارقات أن العالم العربي في مقاربته لملف المرأة يسير بسرعات متعددة شديدة التفاوت والاختلاف وكأنّ أقطاره من كواكب مختلفة.



حيث تتعايش على الخارطة العربية دول حققت اختراقات مشهودة في مجال التمكين للمرأة وتحقيق مساواتها التامة بالرجل، بل تعدت المساواة إلى تحقيق الشراكة الكاملة بين الجنسين. وتونس هي المثال الذي لا يدانى في هذا الباب، إذ يتكامل في هذا البلد إحكام المنظومة التشريعية المتصلة بالمرأة وهي منظومة في منتهى التطور تضمن للمرأة جميع حقوقها بلا استثناء بما فيها الحقوق السياسية، مع الممارسة اليومية والحياة العملية حيث يسجل حضور لافت للمرأة في كل الأعمال والمهن، حتى غدا الأمر عاديا لا يثير الانتباه والفضول .. تتعايش هذه الدول –إذن- مع دول تكفل للمرأة حضورا محترما في الحياة العملية وفي النشاط السياسي والاقتصادي والثقافي دون أن يستند ذلك إلى منظومة تشريعية محكمة تؤطر جميع حقوق المرأة وتحميها، ففي الجزائر على سبيل المثال لا شيء يمنع المرأة من أن تكون رئيسة حزب يحظى بشعبية محترمة "لويزة حنون زعيمة حزب العمال"، كما لا شيء يمنعها من أن تكون وزيرة "خليدة التومي وزيرة الثقافة"، لا بل لا شيء يمنعها من أن تكون جنرالا في الجيش "الجنرال فاطمة الزهراء عرجون"، ومع ذلك يشكو حقوقيون وجود نقص وشغورات في المنظومة التشريعية الجزائرية المتعلقة بالمرأة وحقوقها، وخصوصا ما يتعلق بالأحوال الشخصية.

ويتعايش هذان النموذجان مع نموذج ثالث هو الأسوأ لأنه يرتد بالمرأة إلى عصر الحريم مستندا إلى قراءات مشطة للنص الديني يترتب عليها ميز كبير ضد المرأة يصل حد الحجر على حرية حركتها داخل البلاد وبين أهلها وذويها ومواطنيها، ويتجاوز كل ذلك إلى منعها من ممارسة حقوق تبدو بديهية على غرار قيادة السيارة!

في هذا المناخ العام إذن يشارك العرب العالم كل سنة إحياء "اليوم العالمي للمرأة".
المصدر العرب

Photo credits: batik-international


Comments


28 de 28 commentaires pour l'article 26764

Amine  (Switzerland)  |Mardi 9 Mars 2010 à 10:20           
@ docteur amel grami, nous cherchons vos coordonnées, si possible votre mail pour un travail très intéressant.

Passager  (Tunisia)  |Mardi 9 Mars 2010 à 09:30           
@ich :

لا ينفع العقار فيما أفسده الدهر
.
ce balquadino est perdu à jamais.
(خاسر دنيا و آخرة)

ICH  (Germany)  |Mardi 9 Mars 2010 à 00:34           
إن شاء الله بلداكينو يحرق كيما الآخرين و نستقبلوه في ألمانيا و ليس في إسبانيا وإن شاء الله نكون منه رجل صالح و محافظ وملتزم آمين .

Observo  (Canada)  |Lundi 8 Mars 2010 à 22:49           
أستاذة آمال قرامي:
أستاذة أتفق معكي على ضرورة إخراج النضال من أجل حقوق المرأة من المجال السياسي و الإيديولوجي (كل الإديولوجيات مجتمعة بما فيها اليسارية الائكية العلمانية) و أن يبقى هذا النضال في سياقه الطبيعي فلا يستغله البعض من أجل تصفية حسابات مع خصوم إديولوجيين كما نشاهد و نقرأ في بعض الأحيان.

من جانب آخر هاهو الموضوع القديم المتجدد المتمثل في ظاهرة الحجاب/النقاب/الخمار مازال حاضرا بقوة في كل مرة يتناول فيه موضوع حقوق المرأة مع أنني ضد هذا التركيز المفرط على مسألة محسومة و كأننا نريد أن نبرهن أن 1 1 لا يساوي 2.
أنا أختلف معكي في سببية هذه الظاهرة. فأنت يأستاذة و العديد من زملائك في مجال حقوق المرأة (وبعض المتطفلين من اليسار المتطرف) يرجعونه إلى عودة الحركات الإسلامية بقوة للمجتمع.
أرى أن هذا التحليل سطحي وهو محاولة يائسة للبحث عن إجابات سريعة لفهم الظاهرة. لماذا؟ لأن لبس المرأة في الإسلام قد حسم فيه منذ فجر الإسلام وهو مقنن تماما كعدد الصلوات و عدد ركعاتها. فلم نسمع أحد قط في التاريخ الإسلامي قال بأن الحجاب/النقاب/الخمار الذي تلبسه المرأة هو رمز للإسلام السياسي. فظاهرة الإسلام السياسي مستحدثة بينما لبس المرأة في الإسلام قد حسم فيه منذ 14 قرنا. فهل من معقول أن نفسر الماضي بالحاضر؟!!!
ربما يتخذ الإسلام السياسي من قضية الحجاب كرافعة أو دعامة لمشروعه لكن هذا لا يعني أن ننسب له هذه الظاهرة و نعيد الأشياء لغير مسبباتها. فما رأيك إذن لو تخلى الإسلاميون عن الحجاب و ركزوا على الصلوات الخمسة. هل نقول عندئذ بأن الصلوات ترمز لمشروع إسلامي؟ لابد إذن من وضع الأمور في سياقها الطبيعى حتى نفهمها على طبيعتها دون السقوط في فخ التأويلات.

أتفهم إنسان لائكي لا يستصيغ فكرة أن شعر المرأة عورة و لكن عليه أيضا أن لا يغفل عن الجانب الإيماني عند المرأة التي تغطي شعرها. حتى لا أدخل في تفاصيل معقدة من العقيدة و الإيمان في الإسلام أقول بأن ليس كل العبادات نستطيع أن نفهم مقصدها بالعقل لأن الجانب الغيبي يبقى طاغيا ومن أراد أن يفهم مقاصد الإسلام الحقيقية عليه أن ينتظر ليوم القيامة. ولعلي أضرب مثال بسيط حتى أوضح هذه النقطة: شخصان مختلفان واحد يستحم 4 مرات في اليوم و الآخر يستحم مرة في السنة.
الشخص الذي يستحم 4 مرات في اليوم خرج منه ريح و الشخص الذي يستحم مرة في السنة لم يخرج منه ريح. الشخص الذي يستحم 4 مرات في اليوم مطالب بإعادة الوضوء بينما الشخص الذي يستحم مرة في السنة ليس مطالب بالإعادة وإن فاقت قذارته جبل الشعانبي طولا! لماذا مع أن العقل يقول بأن المتسخ أولى بالوضوء؟ لأن المسلم لا يتوضأ لأنه متسخ و إنما لأسباب أخرى لا يعلمها إلا الخالق. و قيسوا على شعر المرأة بذلك.

في نظري المتواضع أي محاولة لفهم الغيبيات بالعقل هي كالدوران في حلقة مفرغة و مضيعة للوقت. و كذلك بالنسبة لمحاولات التشكيك في اليقينيات في الإسلام كما يفعل البعض عندما يستندون إلى شبه أحاديث لتبيان أن الحجاب ليس بفرض في الإسلام مع أن الآية في سورة النور تستطع كالشمس. إن كان هناك مجال للتحديث فلا يجب أن يكون على مستوى النص أوفهم النص بل على مستوى إعطاء الحرية للمرأة أن تلبس ماتشاء و نكون بذلك قد مكناّ المرأة من حريتها الحقيقية و ليست الزائفة.

Baldaquino  (Tunisia)  |Lundi 8 Mars 2010 à 21:43           
Quel plaisir de vous lire amel grami, quelle lucidité dans vos écrits! continuez! battez vous! ecrivez encore! et encore!

Vive les femmes  (Germany)  |Lundi 8 Mars 2010 à 21:35           
Docteur amel grami,universitaire et ecrivaine tunisienne, assez connue pour son militantisme et son engagement pour la separation de la religion de la vie politique,sociale et culturelle(de la vie tout court)
sa celebre fatwa pour que les femmes puissent guider les prieres du vendredi et qu elles puissent devenir imams a fait d elle une star dans le mileu islamophobe,laic et athé.
le texte qu elle a posté est une version soft pour ne pas heurter les plus endurcis,sympas de sa part non?
en tout ca c est une femme tres intelligente et elle aurait pu beaucoup mieux servi la cause feminine tunisienne et meme mondiale si seulement elle pouvait se debarasser de sa rigidité et de son intolerance un peu exagerées.

ICH  (Germany)  |Lundi 8 Mars 2010 à 21:24           
@amel et kblz,
أيتها الأخت المحترمة ، المثل يقول قلل ودلل "وراء هذه الجريدة وبمحتواها لا تصلين إلى هدفك المزعوم . نصك هذا غير مفهوم وانا حاسس بيك " تجبد من الخابية و تصب في الجابية "
أما في ما يخص kblz ينقد في الأخ من بلجيكا أنا أقول لك ألف مبروك على هذه الإنجازات التي تحصلت المرأة التونسية منذ الإستقلال لكن مذا جنينا منها عندما يكون الإنسان غير واعي كامل الوعي بهذه الحرية التي تتمتع به التونسية ، فستكون العوامل غير سارة و تضر بالأمة والجيل الصاعد وهذا الأخير ركيزة البلاد يجب علينا أن نحافظ عليه. المرأة تحررت منذ ١٤ قرن وهذا ليس بجديد علينا لكن في وقتنا المعاصر مذا جنينا من هذه الحرية : العنوسة ، الطلاق ،
الأمهات العازبات ، الأبناء المشردين، التربية الغير سليمة لأبنائنا في المحاضن، و و و ...... هذا كله لا يخدم مصلحة المرأة.

ADELOS  (Tunisia)  |Lundi 8 Mars 2010 à 20:04           
Mme amel
contrairement à Mme small , j lu votre long commentaire et j même fait des recherche sur votre nom... machallah vous etes presete sur le net

j'ai envie de lire :
le jihad médiatique, ou la construction de nouvelles frontières" par amel grami publié par lalla jerjer
bravo

Small  (United Kingdom)  |Lundi 8 Mars 2010 à 19:51           
@amel grami:
je suis sur et certain que personne n'a lu votre commentaire. pas la peine d'écrire trois kilometres. essaye d'être concise et précise

آمال قرامي  (Spain)  |Lundi 8 Mars 2010 à 18:51           
يحقّ لنا ونحن نحتفل بالعيد العالمي للمرأة، أن نخضع مسيرة التونسيات للمساءلة وأن لا نجاري الخطاب التمجيدي السائد في مثل هذه المناسبة الذي يكتفي بالتنويه بآراء الطاهر الحداد التنويرية والمفاخرة بما فعله الحبيب بورقيبة من أجل النهوض بمكانة المرأة التونسية.
إنّ تبني الدولة لقضية رعاية حقوق النساء جعل المرأة التونسية نموذجا تطمح فئات كثيرة من النساء في المجتمعات العربية والإسلامية، إلى الإقتداء به كما أنّه جعل من "مجلّة الأحوال الشخصية" التونسية مثالا فريدا تسعى الكثير من المناضلات، وخاصة منهن الحقوقيات إلى محاكاته واستلهام بنيته. ولئن بدت المرأة التونسية في عيون الآخرين موضع احترام أو حسد وغيرة نتيجة ما اكتسبته من حقوق، فإنّنا نجد إزاء موقف الإعجاب موقف استنقاص لمنزلة التونسية. فهناك من يعتبر أنّ وضع المرأة التونسية هشّ لأنّه لم يكن وليد حركة نضالية نسائية بل إنّه جاء نتيجة مبادرة شخصية وارتبط منذ البدء برغبة ذكورية وإرادة سياسية فوقية لا تستند إلى القاعدة ولا تعبّر عن حاجاتها. فالمرأة لم تتحرر بموجب وعي شخصي ونضال مرير قادته في سبيل تغيير مكانتها إنّما ضربت الوصاية
عليها، وهي وصاية مضاعفة: وصاية الرجل le pater ووصاية الدولة وبذلك تمّ اتخاذ القرار نيابة عن النساء وصيغت المطالب على لسان الرجال. ثمّ إنّ التغيير الذي حصل لم يراع التدرج وإنّما حدث بنسق سريع متسم بالعنف. فإزاء العنف الذي مارسه المجتمع البطريكي طيلة قرون، هناك عنف سياسي فرض تغيير منزلة النساء بالقوة رغم معارضة رجال الدين والمدافعين عن الموقع الذكوري المتميز. وقد تجلّى العنف أيضا في القضاء على المؤسسة الدينية الرسمية المهيمنة واستبدالها بنخبة
موالية للسلطة. وأفضت المواجهة مع الدين إلى إفراغه من بعده الروحي، وأدت زعزعة المسلمات وخلخلة البنى الذهنية والاجتماعية إلى ظهور سلوك ازدواجي لدى عدد من الرجال كالتظاهر بالإيمان بأهميّة المساواة بين الجنسين واتخاذ مواقف تعبّر عن استنقاص النساء واعتقاد راسخ في دونيتهن. وهكذا بدت الهوّة عميقة بين الظاهر والباطن والخطاب والممارسة. ولئن كان تصدّع مفهوم الفحولة وخلخلة بناء الذكورة قادحين وراء انتقام عدد من الرجال من النساء في مناسبات عديدة، واتخاذ بعضهم العنف
اللفظي أو المادي أو الرمزي وسيلة من وسائل رد الاعتبار إلى الذكورة المهزومة أو المسحوقة أو المهيمن عليها، فإنّ مقاومة فئة من النساء للتغيير الذي لحق وضعهنّ له مبررات أخرى منها ما يتعلق بعسر التخلص من الموروث، ومنها ما يرتبط بالمرجعية الدينية أو الأيديولوجية. فمع تغلغل الخطاب الديني السياسي في النسيج الاجتماعي، صار التنكّر للمكتسبات شرط إثبات الانتماء إلى الجماعات الدينية وإبراز الولاء إلى الأمة.
لا غرو أنّ ما تحقق من إنجازات ثورية من أجل تحسين وضع النساء اندرج ضمن رغبة السائس في تحديث البلاد، ومن ثمة وظفت القضية النسائية سياسيا لصالح الدولة التي صارت حاملة شعار الحداثة مفتخرة بما قطعته من أشواط في سبيل التخلّص من تركة الماضي المتخلف. ولئن بدت صورة تونس مشرقة في المحافل العالمية فإنّ الربط بين تطوير وضع المرأة وتحديث البلاد ونزع القداسة عن المؤسسة الدينية في الآن نفسه، أدّى إلى نعت مكتسبات التونسيات بأنّها ثمرة نسوية الدولة البورقيبية
féminisme d’etatواتهام عدد كبير من التونسيات بالتفريط في الهوية الإسلامية في سبيل اللائكية الغربية. بل ذهب المتشددون إلى التشكيك في انتماء التونسيات إلى حظيرة الأمّة بمعاير الإسلام الأرتودكسي. و بات الحديث عن المرأة التونسية لدى هذه الفئة من رجال الدين متنزلا في إطار خطاب تحذيري ترهيبي وعظي. فالتونسية السافرة المتغربّة نموذج يضرب به المثل في عدم اتباع تعاليم الشريعة.
ولكن كيف تنظر التونسيات اليوم إلى أنفسهن؟
عندما تقارن أغلب التونسيات منزلتهن بوضع المرأة العربية أو المسلمة في بلدان عديدة، يتأكد لديهن الوعي أكثر فأكثر بالمسافة الفاصلة بينهن وبين الأخريات ويصير الحديث عن مجموعتين متقابلتين: نحن المتحررات في مقابل هنّ الراضخات لإرادة المجتمع البطريكي. فلا غرابة أن ينتاب عدد من التونسيات الإحساس بالاعتزاز والشعور بالاستعلاء، بل النرجسية. فكم من مرّة اكتشفت التونسية أنّ القضايا التي تثار هنا وهناك لم تخطر لها يوما على البال فهي من قبيل 'اللامفكر
فيه' مثل قضية قيادة السيارة أو الحاجة إلى إذن الزوج للسفر أو قضية منع المرأة من ممارسة القضاء أو امتهان بعض المهن. وغني عن البيان أنّ الوعي بالذات لا يتم إلاّ في نطاق الغيرية وفي إطار المقارنة بين الأنا والآخر والدخول في علاقة تبادلية وفي وضع تفاعلي تحاصره التمثلات الاجتماعية والصور النمطية. فكلّما أدركت التونسية ما تعيشه المرأة في بعض المجتمعات من غبن وقهر، ازداد إحساسها بالطمأنينة والرضا بما لديها من مكتسبات. تتسم الصورة التي ترسمها التونسية لنفسها أو التي تريد من الآخرين أن يرونها عليها بالمبالغة حينا وبالمغالطة في كثير من الأحيان. فكم من مرّة يلجأ التونسيون نساء ورجالا إلى أسطرة تحرر التونسيات في البرامج التلفزية أو في الندوات العربية ويتعامى أغلبهم عن الواقع المعيش. قد يكون ذلك عن قصد أو عن غير قصد إذ ينحو الخطاب نحو التعميم والتفاخر والمغالطة. وغالبا ما يكون الحديث عن التونسيات بصيغة التعميم وكأنّهن يمثلن كتلة واحدة منسجمة ذابت فيها الفروق
الفردية. وتبدو منزلة المرأة في هذا الخطاب التمجيدي منزلة ثابتة لم يعتورها تغيير لا بحسب المكان أو الزمان. ويغدو وضع التونسيات من خلال نظم هذا الكلم متماثلا ومتناغما رغم اختلاف انتماءات النساء الاجتماعية والفكرية والأيديولوجية واختلاف مستواهن التعليمي والثقافي. فهنّ مستمتعات بكامل حقوقهن فلا عنف ضد النساء ولا ممارسات دونية ولا تهميش ولا سلوك عدواني تجاه المرأة ولا استغلال للقضية النسائية ولا توظيف لها. وهكذا تتضخم صورة الأنا ويتحقق الشعور بالإشباع
النفسي وتنتشي الأنا لأنّها احتلت موقعا هاما في سلّم التراتبية الهرمية مقارنة بتدني منزلة الأخريات. وشيئا فشيئا يكبر الوهم: وهم العيش في مأمن من الانتهاكات والعبث بمصير النساء. وهو أمر يجعلنا نعتبر أنّه لا مفر من الإقرار بأنّنا إزاء منعرجين حاسمين في تاريخ المرأة التونسية وأنّه قد آن أوان إخضاع مسيرة التونسيات للمساءلة. فهل هنّ قادرات اليوم أكثر من أي زمن آخر على امتلاك مصيرهن والتحرّر من أسر الدولة التي تضرب الوصاية على النساء وتتخذ المسألة
النسائية مطية لتحقيق أهداف سياسية؟ وهل بإمكان التونسيات اليوم الوقوف بوجه المدّ الإسلامي الذي يتخذ أجساد النساء فضاء للتعبير عن حضوره وعلامة على قدرته على اكتساح كافة المجالات وتأثيره في جميع الشرائح الاجتماعية؟ لا مراء أنّ المسيرة التونسية تعيش اليوم مأزقا. فنحن أمام جدّات وأمهات يواصلن المسيرة رغم وجود العوائق وحفيدات يعلن انفصالهن عن مشروع لم يخترنه ويلوحن بالقطيعة بل الردّة.
القطي
من البيّن أنّ ارهاصات القطيعة بدأت في الظهور. نعاينها في انتقاد فئة من النساء للانجازات التي تحققت ورفضهن المطالبة بمزيد من الحقوق. بل إنّ من النساء من تنكّرت لماضي النضال النسوي واعترفت بأنّها كانت في مرحلة تيه وضلال واليوم عاد إليها صوابها فآثرت الرجوع إلى' أوامر الشريعة'. والواقع أنّ التراجع لا يسجّل في تونس فحسب بل هو ظاهرة استشرت اليوم في أكثر من بلد عربي. فلا غرابة أن ترتفع أصوات نسائية من المملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان
مطالبة بعدم منح النساء مزيدا من الحقوق. وإذا كان نيتشه قد أعلن عن موت الإله وإذا كان فوكو قد أثبت موت الإنسان أفلا يحقّ لنا وإن بتجوّز، الإعلان عن موت جيل المناضلات في سبيل القضية النسائية؟
وإذا نظرنا في حال الأجيال الجديدة لاح لنا إنّها تنقسم إلى فئتين: فئة أفادت من إنجازات الآخرين ولم تتساءل يوما عن المكتسبات التي ورثتها فذاك أمر من قبيل تحصيل الحاصل. وتبدو هذه الفئة جاهلة بالتاريخ تعيش على الهامش لا تمتلك مشروعا لا همّ لها سوى محاكاة المرأة الغربية في الهيئة والسلوك. أمّا الفئة الثانية فهي فئة نبذت العمل النسوي وآثرت التمسك بالمرجعية الإسلامية والمحافظة على الهوية العربية. وهكذا نتبيّن أنّ التعلّق بالنموذج الغربي يوازيه التشبّث
بنموذج المرأة المسلمة الملتزمة بالشريعة. وسواء تحدثنا عن الفئة الأولى أو الفئة الثانية' فخيانة الحفيدات للجدّات أمر لا مرية فيه.
ويمكن أن نجمع أسباب هذه القطيعة بين الجيل القديم والجيل الجديد وبين النساء المؤمنات بجدوى الانخراط في الحركات النسائية وغيرهن من المرتميات في أحضان الحركات الإسلامية في الآتي- من الواضح أنّ الاستفادة من مكتسبات الحداثة الفكرية والثقافية محدودة. فالوعي النسائي لم يبلغ المستوى المأمول ولم يشمل جميع النساء بنفس الدرجة.
- كان من نتائج التغيير الحاصل على مستوى البنى الاجتماعية والذهنية والتحولات الطارئة على مستوى العقليات ونمط العيش انشغال جميع أفراد المجتمع بتحصيل الرزق. ومن ثمّة صارت القدرة على نحت الذات عسيرة المنال بسبب غياب الاستقلالية المادية. وهكذا بات المشروع الرئيسي في الحياة كسب "الحاجي" على حدّ عبارة ابن خلدون. واستبدلت المشاريع النضالية الجماعية بالمشروع الفردي. وحلّت الأنانية محلّ التفاني في خدمة المصلحة الجماعية.
- أثبتت الدراسات السيوسيولوجية ودراسات أنتربولوجيا اليومي أنّ نسق الحياة شهد تحولات كبرى ليست في صالح أنسنة الإنسان. إذ ترتّب عن التغيرات الحاصلة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية والفكرية خلخلة البنى التقليدية وتصدّع المنظومة القيمية. وصاحب كلّ ذلك فشل مؤسسة الزواج في توفير الاستقرار المرجوّ ونكوص المؤسسة العائلية عن أداء وظائفها الأساسية. وبات الانشغال بكسب الرزق أهمّ من الاضطلاع بالتنشئة الاجتماعية والسهر على رعاية الأبناء.
وأمام نكوص الأمهات عن الاضطلاع بأدوارهن التربوية بسبب كثرة الأعباء ونمط الحياة المعاصر من جهة، وتقصير النساء في نقل المعارف والخبرات وتجذير قيم المساواة والكرامة والحرية وغيرها من جهة أخرى، وجد مروّجو "ثقافة الحجاب" أرضية ملائمة فانطلقوا في العمل داعين الفتيات إلى الثورة على الأصول ورفض الخطاب التحديثي.
- إنّ ربط مشروع الحياة بالتعليم وربط الثقافة بالمؤسسات التعليمية كان حافزا وراء نجاح عدد من الفئات على امتداد العقود الماضية. بيد أنّ تغيّر الأوضاع الاقتصادية وأنماط المعرفة أفضى إلى فكّ الصلة التلازمية التي كانت موجودة بين تحصيل الشهادات العلمية والعثور على عمل. ولمّا كانت هذه التحولات غير مصحوبة بمشروع بديل يلائم حاجات الأجيال الجديدة فقد صارت المؤسسات التعليمية عاجزة عن أداء دورها، خاصّة وأنّ برامجها باتت تشكو هنات كثيرة بعد أن تأخر الإصلاح
الجذري لمنظومة التعليم. والحال أنّ هذه المؤسسات كانت من قبل فضاء للتأطير الفكري الأيديولوجي. فقد كان الطالب يتعلّم عن طريق الانخراط في الأحزاب آليات النضال ويكتسب الدربة على المواجهة. أمّا اليوم فقد غابت هذه الفضاءات التأطيرية ولم تعد المؤسسة التعليمية فضاء ثقافيا للمعرفة ولم يعد الأستاذ مصدر المعرفة والتوجيه.
- لقد أثبتت دراسات أنتربولوجيا اللاعمل واللاالتزام أنّه يعسر في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، الانخراط في مشاريع الإبداع والخلق والتأسيس والإنتاج. فهناك بنية نفسية مشتركة بين أغلب أبناء الجيل الجديد، سواء كانوا من الذكور أو الإناث، من هذه الطبقة أو تلك، تتمثّل في نزعة الاتكال والتواكل على جهد الآخرين و الرغبة في الاستهلاك لا الإنتاج ورفع شعارات من قبيل اللاعمل، اللاالتزام، اللاإبداع، في زمن لم يعد الواحد يؤمن فيه بأهمية بذل الجهد. فقاعدة
"العمل وسيلة للكسب ولتحقيق النجاح" لم تعد تقنع أحدا بل إنّها باتت من أساطير الأولين مندرجة ضمن فكر ميثي. إنّ الاجتهاد والعمل والشقاء والمكابدة وغيرها من الأفعال لم تعد الوسيلة المثلى لتحقيق الأحلام، بل صار الإيمان بـ"ضربة الحظّ" مبدأ. فمع تفشي البطالة وضياع المشروع الفردي البديل، صار اقتناص الفرص هاجسا دليلنا على ذلك ما نعاينه من تصرفات صادرة عن الشبان والشابات المحتشدين أمام مكان إجراء الاختبارات لانتقاء المشاركين في مناظرات "السوبر ستار" أو
ستار أكاديمي". فهذه المناسبات تعدّ الفرصة الذهبية لتغيير الحال وتحقيق الطموحات المنشودة. وفضلا عن ذلك تعتبر فئة من الفتيات أنّ أيسر طريقة لتحسين وضعهن هي العثور على الفارس الذي يركب أحدث أنواع السيارات. فلا مانع لديهن من حبك المؤامرات واللجوء إلى الغنج والدلال وتوظيف الفتنة والإغراء لاصطياد الرجال، بل ما المانع من تقديم التنازلات وقبول القوامة بجميع أبعادها القانونية والمادية والجنسانية والرمزية. والواقع أنّ البحث عن الزواج المبكر لبلوغ
الطمأنينة في عالم متقلب، صار هدف فئات عديدة من الفتيات، خاصّة بعد استشراء ظاهرة العنوسة وعزوف الشبان عن الزواج. فليس أمام البنت في مثل هذه الحالة إلاّ ممارسة الإغراء أو اسدال الكساء وحجب الجسد ورفع شعار العفة حتى تعثر على العريس. وما من شكّ في أنّ التفريط في المكتسبات بيسر يعدّ حجة على انعدام الوعي بأهمية هذه الحقوق التي عاشت الواحدة منهن مستمتعة بها دون إدراك لمعانيها ودلالاتها العميقة- أثّرت عوامل خارجية عديدة في انتشار عدوى الانتماء إلى التيارات الإسلامية المتشددة منها ظاهرة الإعلام "المؤسلم" ونجاح ثقافة الصورة في التأثير في المشاهد مقابل تواري ثقافة الكتاب أو الحوار المباشر. ففئة مهمّة من التونسيات أضحت تتابع ما تعرضه الفضائيات العربية من برامج وهنّ شغوفات بالداعية الكارزمتي عمرو خالد أكثر من سواه مستعدات للتضحية بالثقافة اليسارية أو الثقافة العلمانية. في سبيل نيل رضاه بل إنّ عددا من النساء تحولن إلى راعيات للممارسات
البطريكية حافظات عن ظهر قلب دروس الدعاة.
- تسبّب الصراع الأمريكي العربي الإسلامي في اهتزاز ثقة المواطن في منظومة حقوق الإنسان وفي قيم الحداثة. وتحول مشروع الديمقراطية إلى وهم، خاصّة بعد ظهور الولايات الأمريكية في صورة دولة مهيمنة لا تختلف في ممارساتها عن الأنظمة الدكتاتورية. فبعد اكتشاف حالات خرق القوانين والمعاهدات وبعد ما رأى المواطن العربي ما يحدث في السجون من انتهاكات لكرامة الإنسان وخدش للضمير الجمعي وهدر لكيان العربي والمسلم، صار الحديث عن تمييز بين حقوق المواطن الأمريكي أو
المواطن الأوروبي وبين حقوق المواطن العربي جائزا. فنحن إزاء حماية لحماية إنسان مقابل العبث بمصير من عدّ نصف إنسان أو لعلّه أقرب إلى الحيوان أو الأشياء. لقد استشري في ظروف سياسية ثقافية اجتماعية واقتصادية مثل هذه الإحساس بالخوف والشعور بالانكسار ومثّل نجاح الحركات الإسلامية في مصر وفلسطين بصيصا من أمل في نظر فئات كثيرة المواطنين لم تتوان عن التشبث بمشروع إنقاذ أو خلاص. وبناء على ذلك شكّلت هذه الظروف السياسية قادحا أمام الجماعات الإسلامية التي
انطلقت في العمل، خاصّة وأنّها تملك مشروعا واضحا وتنظيما محكما وسرعان ما نجحت في جمع الأنصار الذين التفوا وراء مشروع "الإسلام هو الحلّ" كما أنّها عملت جاهدة على تحجيب فئات كبرى من النساء في كلّ البلدان العربية.
- أفضى غياب التعددية السياسية والفكرية وإلجام المثقفين عن الكلام إلى غياب العمل الجمعياتي المنظم القادر على صياغة مشروع يستهوي الجيل الجديد من الفتيات والنساء. وباتت ظاهرة العزوف عن الاضطلاع بدور سياسي أو اجتماعي داخل المنظمات أو الأحزاب أو الجمعيات أمرا عاديا. وصار الركون إلى الراحة والكسل واتخاذ عوائد أهل الترف ( بالمفهوم الخلدوني) أمرا مسلّما به، بل إنّ الآمال، إن كان ثمة آمال، علّقت على السياسي فهو الوصي أو الولي الذي يرعى قضية النساء وهي جزء من مخططاته شئنا ذلك أم أبينا .
- عدم إيمان فئات كثيرة من النساء بجدوى العمل الجماعي وأهميّة التضامن والتعاون وتفضيل أغلبهن الانطواء على النفس والعمل الفردي ،أي تحقيق المشروع الشخصي. فهناك تصوّر مفاده أنّ الانخراط في العمل النضالي مفهوم ومبرّر إذا كان في بلدان تهضم حقوق المرأة ولكن ما الداعي إلى هذا العمل في ظلّ" دولة النساء". ولا ريب أنّ هذا التصوّر تعميمي إذ يتم فيه تجاهل الفئات المسحوقة والتعامي عن الهوّة الفاصلة بين التنظير والواقع المعيش. وعلاوة على ذلك نلحظ هروب عدد من
النساء من العمل النضالي بسبب عجزهن عن تقديم التضحيات وخوض غمار المواجهات وخوفهن من مخاطر الانخراط في الحركات النضالية. وهو أمر مفهوم إذا ما أخذنا في الاعتبار أنّ هذا الجيل من النساء لم يخضع لطقوس التدريب ولم يمتلك آليات المواجهة، إنّما هو جيل عوّال على جهود الآخرين يؤثر تسليم النفس لسلطة تتولى القرار بدلا عنه وتوفّر له الحماية والطمأنينة. ثمّ إنّ عزوف الأجيال الجديدة، وخاصّة منهنّ المثقفات علامة على أنّ هذه الجمعيات لم تعد تمثّل النسغ الذي يغذي
طموح المرأة نظرا إلى غياب مشروع جديد له أهداف تلبي احتياجات النساء التي لا يمكن بلوغها بمعزل عن الجماعة. ونتج عن ذلك اهتمام أغلب النساء بتحقيق الطموح الفردي داخل الأسرة أو في المجال المهني. أما الفئات الشعبية فلا يهمّها التحديث وتحقيق المساواة وكسب المزيد من الحقوق بقدر ما يعنيها ردم الهوة السحيقة بين القوانين وتنفيذ القوانين وبين التنظير واكراهات الواقع المعيش. - شهد المجتمع التونسي مثل غيره من المجتمعات العربية عودة الأفكار التقليدية وبروزها من مكمنها من جديد. فنحن إزاء خطاب يروّج للتشكيك في مكتسبات النساء ويتهم الحركات النسائية بأنّها فشلت في اكتساب الثقة والتقدير والاحترام. فالمرأة التونسية أساءت في الغالب، استعمال الحرية وكانت في بعض الحالات، نموذج الأنوثة المتسلطة مستمتعة بحقوق لم تفهم كيفيّة توظيفها ومدعومة بقوانين لم تساهم في صياغتها. وساهمت وسائل الإعلام العربي في التأثير في المشاهد. فالإشادة
بنموذج الذكورة المهيمنة أضحت من المواضيع المتداولة في المسلسلات العربية التي تبث في 'ساعات الذروة' في شهر رمضان. وهكذا صار الحديث في منتديات الرجال عن حنين البعض إلى زمن كان يرى فيه والدته تغسل قدمي والده وإلى زمن يعود فيه الأب إلى البيت ليجده مرتبا وليجد الطعام اللذيذ مهيئا والزوجة أو الزوجات بانتظار أوامره... ولن نلوم الرجال على البوح بما في نفوسهم من أماني وما يضمرون من نوايا. فهناك هوامات fantasmes وصور نمطية ونماذج وتمثلات اجتماعية تبقى
راسخة في المتخيّل الجمعي تتحيّن الفرص للظهور على السطح.
هذه بعض العوامل التي أدّت إلى بروز ارهاصات القطيعة. قد نكون مغالين في ادعائنا هذا وقد نكون متشائمين ولكن لابدّ من الاعتراف بأنّ استمرارية مسيرة التونسيات من أجل تطوير مكانتهن أكثر فأكثر ممكنة.
الاستمرارية

تتطلّب استمرارية النضال النسائي مجهودا كبيرا وخطة عمل محكمة ولتجاوز العقبات والرهانات المطروحة ومقاومة حالة التكلّس لابّد في تقديرنا، من توفّر مجموعة من الشروط وإيجاد حلول ناجعة وأجوبة عملية عن التساؤلات الآتية:
- كيف السبيل إلى تنمية الإحساس بالغيرة على الحقوق وتوعية النساء بأنّ المكتسبات إن لم يحافظ عليها قد تضيع وأنّ الإنجازات يمكن أن تكون مهددة بالتلاشي في أية لحظة خاصة وأنّها كانت منذ النشأة مرتبطة بإرادة ذكورية وسياسية؟.
- كيف يمكن التوصل إلى مسالك جديدة لبث الوعي وإيجاد قنوات بديلة لتمرير رسائل مقنعة تواكب التحولات الطارئة على مختلف البنى والأنساق؟- هل بإمكاننا استحداث خطاب قادر على إقناع الجيل الجديد من التونسيات بضرورة الانخراط في العمل الجماعي وأخذ المشعل وامتلاك مشروع وتبني القضية النسائية والسعي إلى تطوير المنزلة ونيل حقوق جديدة.؟
- هل باستطاعتنا إنجاز دراسات ميدانية دقيقة بهدف معرفة واقع الأجيال الجديدة. فقلّما فسحنا للفتيات فرصة الحديث عن أنفسهن وأصغين إلى مطالبهن وفهمن مشاكلهن.؟ - كيف يتسنى لنا إعادة النظر في أساليب التنشئة الاجتماعية وتطوير منظومة العلاقات التبادلية بين النساء والرجال وبين الفتيات والحفيدات والأمهات وبين النخبة و القاعدة؟
- ألم يحن الوقت بعد لخروج المثقف من وضع المشاهد إلى وضع الفاعل الاجتماعي القادر على الاضطلاع بدوره وتسجيل حضوره على الركح الاجتماعي، خاصّة بعد هيمنة الإسلام السياسي على الساحة؟ هناك عوائق مفروضة على أنصار الإسلام التنويري التجديدي وعلى المثقفين العلمانيين منها: حرب التكفير ومنع النشر والرقابة المفروضة على عدد من الأعمال الفكرية وقلّة الإمكانيات المتوفرة للنشر والتوزيع وغيرها من المشاكل إلاّ أنّ هيمنة الإسلام الأرتودكسي والإسلامي السياسي على وسائل
الإعلام ودور النشر وغيرها من المجالات، يجعلنا في أمسّ الحاجة إلى كسر طوق الحصار والتحرّر من مشاعر الانكسار والخوف والإحباط والشروع في تحمل مسؤولياتنا التاريخية حتى لا نجد أنفسنا ذات يوم خارج التاريخ.
- أليس من واجب النساء المتضلّعات في الدراسات الإسلامية الشروع في إعادة قراءة النصوص الدينية والمساهمة في إبراز أعمال توازي ما ينشر من كتب إسلامية تروّج لإسلام أرتودكسي؟
-كيف السبيل إلى مقاومة العمل الذي ينهض به أنصار الحركات الإسلامية المتشدّدة القائم على تنشيط الذاكرة من جهة وتعمّد النسيان من جهة أخرى؟ فكم استمعنا إلى خطابات تنوّه بسلوك النساء الصالحات اللواتي كنّ لا يفارقن بيوتهن ويفعلن كلّ ما في وسعهن من أجل كسب رضا الزوج. وهذا يعني أنّنا نشهد محاولات لإعادة بناء الذاكرة النسائية مرتكزة بالأساس على الانتقاء والتصرف. والظاهر أنّه لا شيء أسهل من نسيان حركات نضال النساء ربّما يعود الأمر إلى عدم تخليد مساهمات
النساء بالقدر الكافي ومن ثمّة باتت مشاريع كتابة تاريخ النساء وتقديم شهاداتهن من الضرورات. فبفضل ذلك يتسنى للجيل الجديد معرفة نضال التونسيات ومساهمتهن في الكشافة والسياسة والسينما وفي غيرها من المجالات.
- أليس من واجب النساء اليوم أن ينهضن بواجب نقل المعرفة ورواية تاريخ الجدّات وتوعية الحفيدات بما يتعيّن عليهن القيام به حتى يحافظن على المكتسبات ويستطعن تغيير العقليات البطريكية؟ نخلص إلى القول إنّه يتعيّن على التونسيات اليوم تحديد الثوابت ومعرفة حجم المتغيرات التي شهدتها المسيرة النضالية وذلك بهدف الخروج من أسر الأسطرة وحالة التكلّس والجمود والانطلاق في تحديد نوعية المطالب الجديدة التي تتلاءم مع المستجدات المحلية والعالمية. إذ لا يخفى أنّ وضع المواطن بقطع النظر عن لونه وعرقه ودينه وجنسه وانتمائه الأيديولوجي، مرتبط بالمجالات السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية. فكيف يمكن الحديث عن تطوير وضع التونسيات والحال أنّ
النساء يشكّلن موضوع "مجلّة الأحوال الشخصية" ولا يساهمن بالقدر الكافي في صياغة القوانين التي تعبّر عن مطالبهن الحقيقية؟ وكيف السبيل إلى تحديث هذه المجلة والحال أنّ الربط الوثيق بين المرأة والعائلة مستمر وكأنّه يصعب التفكير في حقوق تنتفع منها المرأة العزباء أو المطلقة التي لم تنجب الأبناء؟ وكيف يتسنّى التفكير في إعادة النظر في نصيب المرأة في الميراث في ظل ثنائية الشريعة والتشريعات الحديثة؟ وكيف السبيل إلى تطوير منزلة التونسيات والحال أنّ قضية
المرأة لم تفارق عباءة التوظيف السياسي ومازالت تمثل العمود الفقري في حرب الهويات المتصارعة؟

PLAISIR  (France)  |Lundi 8 Mars 2010 à 18:27           
La tunisie aimez la comme elle est ou quittez là...!
franchement ca c'est du déja entendu et je suis persuadé que tous voudraient la quitter
pour un pays qui lui semblerai adapté a ses convictions: plus de liberté d'expression, plus de pratique de sa religion, plus de liberté de mouvement, plus, plus,plus...!
mais la tunisie est un pays arabe, musulman et envoi de développement, alors laissez le temps au temps

BIN  (Germany)  |Lundi 8 Mars 2010 à 18:04           
@ tounes le blanc bec,


حصيلو برافو عليك قداش إنسان ظامر ، واعي ،متخلق ، تحترم الغير، كلامك فيه إضافة نافعة، " تجي تقول صحة تقول سداف " تعبيرك في محله، انسان مركز في حياته مع المحيط ، إلى آخره............ . يا أخي لا تغتر ؟ هذا الكلام يطبق عليك بالعكس وإذا لا تفهم يبقى هذا مشكلك الوحيد متاعك فقط. حزنت فرنسا بأمثالك

Jaljoul  (Germany)  |Lundi 8 Mars 2010 à 17:49           
A lire vos commentaires, je me suis dit pkoi on reproche à sarko ce débat "sur l'identité francaise" et pkoi veut il que nous arabes, musulmans se comportent de la même facon que le reste des francais.

une grande majorité des francais militent avec nous pour la diversité de culture et de tradition et pensent que c'est ca l'identité de la france.

maintenant revenos à nos moutons, on est 10 millions du meme pays, de meme couleur et on se parle la même langue.
pourtant on arrive pas à se comprendre et chaque veut qu'on soit son identique.
mais pkoi pas une diversité, celle qui veut se voiler qu'elle le fasse et celle qu'elle veut s'exhiber qu'elle le fasse.

malheureusement ou heureusement, notre nouvelle tunisie n'est plus celle des annees 30 (tahar haded) ni celle du 7 siecle.

pkoi on doit etre extermiste:
- on se la raconte parce qu'on est spirituel et pratiquant
- ou quand on est moderne et bon vivant.

personne ne rend service à l'autre, la tunisie ce n'est pas afghanistan, donc ceux qui la veulent comme, dsl mais vous devriez faire le choix

ceux qui la veulent occidentale, pareil vous devriez faire un choix.

ou vous l'acceptez comme elle est mixte et le prafum de jasmin partout ou vous la quittez.

brabi ceux qui vivent à l'etranger, faites pas aggraver la situation.

on a un grand problème, on ne s'entend plus...ils veulent qu'on soit ainsi. alors soyons unis.

KARIM  (Tunisia)  |Lundi 8 Mars 2010 à 16:50           
Mezel bikri aalin thebelna barcha wakt bech tweli lemra etounsia taaref hakha ما يغير الله بقوم الا مايغيروا ما بانفسهم bonne nuit

Mona78  (Tunisia)  |Lundi 8 Mars 2010 à 16:41           
A karim, personne ne prétend etre un ange, et personne ne vous prend pour un demon, mais on croit en notre religion et on essaie de faire de notre mieux pour la suivre, il ya une grande différence entre essayer d'appliquer (indépendemment du résultat) et nier des précepts, c' ça la différence

Karim  (Tunisia)  |Lundi 8 Mars 2010 à 16:37           
Ema jaou aalikom kif wehid ejbdelkom aal islem elkolkom tweliou mleika aala wej larth je la connais cette société de ****** pourrie et plaine de complexes

Karim  (Tunisia)  |Lundi 8 Mars 2010 à 14:45           
Renons un exemple, celui d’omar. omar est un jeune tunisien lambda qui a eu un coup de foudre pour elisabeth, une jeune française lambda. ils décident de se marier, ils en parlent à leurs parents respectifs, passent devant monsieur le maire qui leur tend ensuite leur certificat de mariage. ils eurent ensuite des enfants et vécurent toute leur vie dans le bonheur total.

prenons maintenant l’exemple de zohra. zohra est une jeune tunisienne lambda qui a eu un coup de foudre pour patrick, un jeune français lambda. ils décident de se marier, ils en parlent à leurs parents respectifs, passent devant monsieur le maire et… stop ! en dépit de notre constitution, bien claire, monsieur le maire demande à patrick s’il a le certificat attestant qu’il est musulman. que vient faire la religion de patrick dans un acte de
mariage civil approuvé par deux tourtereaux majeurs et vaccinés, accompagnés, de surcroit, de leurs parents ? non ! selon monsieur le maire, patrick se doit d’être porteur d’un certificat attestant qu’il est musulman, lequel certificat est délivré par un mufti qui doit d’abord vérifier que patrick est pratiquant !
question : pourquoi doit-on vérifier si le futur mari de zohra est musulman-pratiquant, alors qu’on n’a pas vérifié si elisabeth l’est aussi ou, pire, si omar (le tunisien) est pratiquant, voire même musulman ?
si la constitution établit que l’ensemble des citoyens tunisiens sont égaux, il y a là un étrange zèle de la part de monsieur le mufti et monsieur le maire dont les victimes sont les femmes qu’on fête aujourd’hui ! un zèle d’autant plus inexplicable que c’est généralement la mère, bien davantage que le père, qui éduque et transmet la culture à ses enfants.

prenons un autre exemple. celle-ci s’appelle aljia et son frère s’appelle borni. leur père est mort et leur laissa un lopin de terre. n’arrivant pas à trouver un terrain d’entente quant au partage de ce lopin de terre, ils passent devant monsieur le juge. le juge décide d’octroyer à borni le double de ce qu’il a accordé à aljia. pourquoi ? c’est la loi !
question : depuis quand et par quelle logique un article de loi prime sur un article de la constitution ? si celle-ci établit que l’ensemble des citoyens tunisiens sont égaux, il y a là une étrange anomalie dans les lois de ce pays, dont les victimes sont les femmes qu’on fête aujourd’hui !

plus sérieusement. c’est clair que certaines lois tunisiennes sont inspirées de la chariâ à laquelle s’identifie la majorité des tunisiens.
il se trouve qu’une minorité de tunisiens ne s’identifie pas à cette chariâ (pour des raisons qui les regardent et ne regardent personne d’autre) et sont en droit de réclamer des lois justes et équitables, conformes à la constitution.
on pourra toujours dire que les filles qui désirent se marier à un non-musulman peuvent le faire dans un autre pays. mais la tunisie est leur pays et ces filles ont le droit de se marier où bon leur semble avec qui bon leur semble.
on pourra toujours dire que les pères qui désirent partager équitablement leurs biens entre leurs enfants peuvent le faire avant leur mort. mais ce serait injuste à l’égard de ceux qui ne l’ont pas fait par superstition ou par accident. il s’avère que depuis la nuit des temps, les victimes de cette injustice, ne sont jamais les hommes, ce sont toujours les femmes qu’on fête aujourd’hui.

je suis convaincu que cette interprétation machiste de la chariâ est erronée. dans leur esprit premier, le coran et la sunna ont toujours prôné l’égalité et la justice. c’est indéniable. a l’époque du prophète, ce texte se voulait réformiste et avant-gardiste à l’avantage des femmes. il est de notre devoir de remettre à l’ordre du jour cet esprit premier et subliminal du coran et de la sunna pour lever toute injustice et interprétation
fallacieuse qui sert les uns et dessert les autres.
depuis le xixème siècle, kheiredinne pacha, ibn abi dhiaf, puis tahar haddad en 1930, prenaient position contre ces préjudices liés au statut des femmes, injustement attribués à l'islam. on appelle ça el ijtihad et le bon sens dicte que la religion (islamique ou autre) ne peut que s'adapter en tout lieu et en tout temps, dès lors qu’on le veuille.

nous avons bien réussi l’exercice en interdisant la polygamie, la répudiation, la violence à l’égard des femmes, la flagellation, la peine fixe (le fait de couper les mains aux voleurs). la société tunisienne ne s’en est que mieux portée.
en ce 8 mars, en cette journée où l’on fête la moitié de notre population, nos cinq millions de tunisiennes nous doivent bien ça : lever les dernières injustices qui touchent exclusivement les femmes. il s’agit de nos femmes, c'est-à-dire nos mères, nos filles, nos sœurs et nos épouses.
par monsieur nizar behloul

Mona78  (Tunisia)  |Lundi 8 Mars 2010 à 14:23           
Le commentaire de cherif est interessant, merci.
soyons honnêtes, le femme est chanceuse en tunisie, et pour moi sa premiere chance est celle de faire des etudes et de les terminer, il n'y a qu'à voir le pourcentage de filles dans les facultés, ça fait chaud au coeur.
le problème consiste selon moi dans l'excès, il faut savoir se respecter, et ne pas tomber dans l'impolitesse, certaines femmes me font honte personnellement de par leur comportement, leur façon de parler, j'espère que vous voyez de quoi je parle.
et pour ceux qui limitent les droits des femmes à leurs tenues vestimentaires, ils ont un réel problème, ils veulent considérer la femme comme un objet à regader, et oublient l'être humain, une tête couverte fonctionne très bien, sachez-le.
et bien sur le cas de la femme arabe nous intéresse, mais aussi celui de la femme occidentale, qui malgrè la liberté qu'elle a acquise, elle est toujours battue, rejettée, considérée comme un objet, franchement, une femme qui vend son corps est une femme qui n'est pas respectée.
quant aux droits à l'héritage et autres, je tiens à te dire que je tiens à l'islam plus qu'au feminisme.

Chérif  (Belgium)  |Lundi 8 Mars 2010 à 13:57           
Je ne vois pas pourquoi les tunisiennes elles sont si fière de ca... alors que leurs libertés ne se manifeste que dans les grandes surfaces et les boutiques de vêtements. 100% des femmes ont la liberté en tunisie mais malheureusement seulement 1% elle traduise ca en créativité.
femmes tunisienne, soyez plus modeste, travaillez et utilisez votre liberté pour être un élément brillant dans la société... et s’il vous plait acceptez les critiques des hommes, ‘’be faiplay’’ c’est pour votre bien ;-)

KBLZ  (Tunisia)  |Lundi 8 Mars 2010 à 13:26           
@hassen;
commence dèjà par soigner ton style d'écriture et corrige tes fautes.ça d'une. ensuite..sache mon cher que la liberté et les droits de la femme tunisienne ne sont pas accordés avec sursis, après la loi est au dessus de tout le monde..et désolé de te le rappeler que ce n'est pas à toi de la juger si elle a bien ou mal agi.à bon entendant ,salut

Tounes = tounes  (France)  |Lundi 8 Mars 2010 à 13:04           
ما فهمتش علاش الخوانجية ديما تلقاهم اول عباد ربي و معششين في مواضيع المرأة ؟ براو إفتيو في حاجات ما أهمّ وافرقوالحضبة تعملو مزية على خاطر الموضوع هذا غلقناه: المرأة التونسية حرة، حبيتو ولا كرهتو، نقطة و ارجع للسطر.

Baldaquino  (Tunisia)  |Lundi 8 Mars 2010 à 12:03           
Je vois 8 silhouettes sur l'image mais je compte seulement 7 femmes...c'est curieux!!! le paraitre a obscurci l'être...

MIRA  (Tunisia)  |Lundi 8 Mars 2010 à 11:47           
و لما لا تنهض انت يا كريم من سباتك العميق فلازلت بعيدا كل البعد عن المعنى الحقيقي لحرية المرأة و لكني لا ألومك مادمت تتخد طاهر حداد مثلا اعلى.

Tunisienne  (Tunisia)  |Lundi 8 Mars 2010 à 11:39           
@karim
le législateur tunisien est plus sage que tu ne le crois.
n'essaye pas de faire le savant ou le plus savant que les autres. tes manières sont plutôt provocatrices et je doute que tu sois tunisien qui a une "nya safia " envers la femme et l'homme tunisiens. ces cartes sont pour toi:

Karim  (Tunisia)  |Lundi 8 Mars 2010 à 11:16           
مزال المشرع التونسي ضالم المراة و يعيش تناقض كبير يقول كل" المواطنين سواسية امام القانون هدا غير صحيح لايحق للمراة التونسية ان تتزوج برجل غير مسلم لكن الرجل التونسي يحق له دلك كما ان حقها في الارث اقل من الرجل ايتها المراة انهضي و دافعي علي حقكي فالحرية لاتهدى انما تفتك "

Muslim  (Germany)  |Lundi 8 Mars 2010 à 10:44           
@karim
c´est toi qui regarde la femme comme machine de jinss (hechehoummmm), mais la femme est un etre humain comme les hommes qui a ses droits pareils comme pour les hommes.
la femme qui pratique ce que dieu lui a demande n´est pas un etre humain ignorant comme tu le dis, au contraire c´est la sagesse absoule.


Karim  (Tunisia)  |Lundi 8 Mars 2010 à 09:54           
مقال ممتاز في نضري وضعية المراة في تونس محزنة فبعد التحررفي عهد بورقيبة و الحداد نراها الان تنغلق و ترجع في سلوكها في حياتهل اليومية الي قوالب العصور الغابرة فاصبحت رجعية متخلفة علي بقية نساء العالم الاحرار لباس بالي لستر عورتها و كانها كلها عورة تري نفسها الة للجنس فقط انهضي ايتها المراة و اطلعي علي افكار الشعوب النيرة كفاكي من le parable et nil sat

Tounsia  (Tunisia)  |Lundi 8 Mars 2010 à 08:20           
Bravo pour l'article qui a parlé du tout!
effectivement c'est la réalité


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female