وأكد رئيس الجمهوية في كلمة بالمناسبة على أن التونسيين ينبغي أن يشعروا بالاعتزاز بهذا الإنجاز الذي وصفه بـ "العظيم"، والذي رأى النور بعد صعوبات استطاعت الدولة التغلّب عليها. وأفاد الباجي قائد السبسي، في تصريح إعلامي أن هذه المرّة الأولى التي يقع فيها إنجاز مثل هذا المشروع في تونس بقطع النظر عن تكاليفه المادية، معتبرا أن "المعاني المنبثقة عن هذا المشروع هامة".
وشدّد على أن "الثقافة هي الرصيد الأساسي لمقاومة الإرهاب"، واصفا هذا الإنجاز بمشروع الحياة والتقدم والرقي، داعيا التونسيين إلى التفاؤل والثقة في النفس. وتوجه بالشكر للساهرين على إنجاز المشروع، معتبرا أن هذا المنجز سيظل رصيدا للأمم والأجيال القادمة لأن تونس من الأمم التي تؤمن بالثقافة والحرية والإبداع.

كما اعتبر رئيس الجمهورية أن مدينة الثقافة تكريم لمثقفينا ومبدعينا وفنانينا على مرّ الأجيال وهي لهم منّا عربون تقدير وتبجيل واعتراف بالجميل. كما شدّد على توفر شرط الحرية لتحقيق الإبداع، قائلا "لا إبداع دون حرية، ونحن سائرون إلى الأمام"، مذكرا بأن "من مكاسب الثورة حرية التعبير وحرية الإبداع".

وتجوّل رئيس الجمهورية في أرجاء مدينة الثقافة، حيث اطّلع على مختلف الأقطاب الفنية بها. كما تحوّل إلى قاعة العرض الخاصة بالفنون التشكيلية، واطّلع على معرض بعنوان "حداثة تونسية" يوثّق لحقبة قرن من الزمن (بين 1830 و1930) .

وتميز حفل الافتتاح باحتضان مسرح الأوبرا لعرض أوركسترالي أثثه الأوركستر الوطني للإذاعة والتلفزيون الأوكراني (كارمن سيتي)، بقيادة "فلاديمير شايكو"، بمشاركة مجموعة من الأصوات الأوبرالية التونسية تحت إشراف "هريستينا هاجيفا".
وصدعت المجموعة الموسيقية بألحان النشيد الوطني التونسي بتوزيع أوركسترالي جديد لعياض اللبان. ثم شنفت آذان الحاضرين بموسيقى احتفالية تدعو للفرح والبهجة والتفاؤل بغد مشرق.

وتضمّن العرض أيضا مقتطفات من معزوفات موسيقية تدعو للسلام وتنبذ أشكال العنف والتطرّف. وأطلّ الفنان التونسي لطفي بوشناق على الجمهور الحاضر بأعداد غفيرة لمتابعة حفل الافتتاح، فغنى "هي كلمة" و"يا نعيم الله في الدنيا بلادي"، وقد قام بالتوزيع أوركسترالي للأغنيتين الفنان عياض اللبان.

وتتواصل العروض الاحتفالية بمناسبة افتتاح مدينة الثقافة إلى غاية شهر ماي القادم، ببرمجة ثرية ومتنوعة في عديد الاختصاصات الفنية من سينما وفنون ركحية وتشكيلية وأدب وشعر وغيرها من ضروب الإبداع .