إلـى المـدارس...بقلم: برهان بسيس

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/babnetlogoggg.jpg width=100 align=left border=0>


وأخيرا أطلّت العودة إلى المدارس بعد عطلة تستمر منذ سنوات أكثر من ثلاثة أشهر.
جزء من النقاش حول قضية التعليم في بلادنا يتصل بهذا التوزيع اللامتوازن لنظام العطل على مدى السنة الدراسية فنحن من أكثر بلدان العالم ارتفاعا في عدد أيام العطل المدرسية وكأنّ رهان الوقت الأكبر لفائدة التعليم لا يهم بلدنا ولا يشغل أولويات قضايانا التنموية.


يعود الألمان إلى المدارس بداية شهر أوت، يلتحق بهم الانقليز بعد منتصفه أما إذا تأخّرت عودة الفرنسيين فتكون بداية شهر سبتمبر، هل التلميذ التونسي محتاج لساعات تعليم أقل من زملائه الألمان أو الانقليز؟! بالتأكيد لا ولكننا بحاجة إلى توزيع أكثر توازن إذ لم نقل ساعات وأيام أكثر للعلم والتعلم نحتاج إلى توزيع أكثر توازن على مدى السنة يسمح بيوم عطلة في الأسبوع عدى الأحد تكون مخصصة للأنشطة الثقافية يقتطع من أيام عطلة الصيف الطويلة التي تبلد الأذهان وترتد بآلاف الأطفال التونسيين إلى حالة الأمية الفجّة التي تموت فيها كل المعارف المكتسبة في غمرة التسيّب الصيفي الشامل.




لا يمكن لنظام تعليمي يحمل على ظهره مسؤولية مستقبل البلد ورهاناته التنموية الثقيلة أن يعدّل اشتغاله على حالة الطقس أو عادات الخمول الصيفي أو تقلّب الفصول والمناخات، يرتاح صيفا وخريفا ليدخل بعدها دوّامة ضغط متواصلة في مسارعة جوفاء للزمن بحثا عن اتمام البرامج أو توفير الوقت لفائدة الأنشطة الجانبية التي أصبحت اليوم أساسا رئيسيا لنجاح العملية التعليمية ضمن المنظومات الحديثة للتربية والتعليم.
ندخل غدا سنة دراسية جديدة بنفس المطامح العامة لفائدة صورة متطوّرة لنظامنا التعليمي تقوم على ضرورة فتح نقاش وطني حول مستقبل المدرسة العمومية في تونس، تلك المدرسة التي تعدّ مفخرة دولتنا الوطنية والمصنع الذي تخرّجت منه النخب والكفاءات التي تتولى مهام البناء في مختلف مجالاته، هذه المدرسة العمومية التي بدأ الشكّ يحاصر صورتها والثقة تتراجع في أداءها ونجاعتها وقدرتها على مسايرة حاجيات البلد في مستوى تخريج الكفاءات القادرة على النهوض بمتطلبات التنمية بالمستوى والفكائة المطلوبين.

ومن حقنا أن نفاخر بأننا من الدول القليلة التي راهنت على التعليم وأفردت له الاستثمار الأكبر من ميزانيتها وهذا الفخر بالذات هو ما يجعلنا حريصين على بقاء الصورة الناصعة للمدرسة العمومية التونسية المتفوّقة التي يتكامل دورها مع المدرسة الخاصة محافظة على نفس مقادير النجاعة والكفاءة وحسن التأطير خدمة لصورة تعليم ديموقراطي يقوم عليه مكسب التوازن الاجتماعي الذي منح تونس ولا يزال مقوّمات استقرارها وتنميتها.
من المفهوم أن اتجاهات العصر تنحو في اتجاه استقرار ثنائية العمومي والخاص في معظم التجارب التعليمية في العالم ولكن هذه الثنائية - لا ينبغي أن تكون انسيابا فوضويا على حساب الأصل الذي تمثله المدرسة العمومية حاضنة الفئات الأوسع من أبناء الشعب ونحن إذ نعاين حرصا دقيقا على ضمان هذا التوازن بالنظر لما توليه الدولة من اهتمام وتسخير امكانات واستثمارات ضخمة لفائدة التعليم العمومي فإننا نعتقد أن الدفاع عن مكاسب هذا التعليم ليس مسؤولية الدولة وحدها بل مسؤولية كل المتدخلين في العملية التربوية وأولهم نساء ورجال التعليم من معلمين وأساتذة منحت لهم العائلات التونسية أبناءها أمانة في أيديهم، بتفاؤل ندخل هذه السنة الدراسية الجديدة وفي العقول طموحات لمزيد ترسيخ تقاليد الحوار والتواصل وقناعات بأن كل الظروف قد تهيأت لفائدة نجاح تتقاسم جهوده جميع الأطراف وتستفيد منه بهيّة وحيدة هي تونس.



Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 14107

FOULEEN  (.....@tn)  |Jeudi 18 Septembre 2008 à 17:06           
SAD9OUN EL MOCHKEL BEL ASSEES MAALI W BDARAZA A9L TANDHIMI...

Farid  (farid)  |Mercredi 17 Septembre 2008 à 16:29           
@foued,
J'arrive pas à comprendre ce nouveau langage.On est des ILLETRES devant cette hyroglife.

Felten  (karakov3@hotmail.com)  |Mercredi 17 Septembre 2008 à 10:55           
يا فوادي لا تسل أين التعليم
كان صرحا من خيال فهوى
Tu es sérieux?? ou C'est une caméra cachée ou C quoi ton bazar???

Felten  (karakov3@hotmail.com)  |Lundi 15 Septembre 2008 à 15:38           
L’enseignement est en crise, ce n’est pas typique à la Tunisie !! La crise est profondément plombée en Tunisie, pour d’autres raisons aussi, notamment l’enseignement est victime de son propre succès. On donne trop d’importance à l’école à « papa ». C’est le seul ascenseur social connu et reconnu !!! dans les années 60, à l’aube de l’indépendance, et la création d’un jeune état, cette idée était révolutionnaire, de nos jours elle a atteint ses
limites, d’autant plus que l’école à la « Jules Ferry », ne répond plus aux besoins de la société moderne. En Europe, l’ascension sociale peut se concevoir en dehors de l’école. Il est parfaitement possible de réussir sa vie, en Allemagne ou au Luxembourg, sans avoir des diplômes de grandes écoles. La combinaison des formules, peut répondre au mieux aux exigences de la situation actuelle et de la modernité. Je veux dire à quoi ça sert de
maintenir à tout prix une école inadaptée, quand on sait que l’on vit dans d’autres dimensions. La société a beaucoup évoluée, l’école, reste à la traine, elle ne fait que suivre tant bien que mal !!! alors des vacances en plus ou en moins, quelle importance ? si l’école ne fait que « garder » les enfants pour les occuper ?

Habib  (hbenamor@yahoo.com)  |Lundi 15 Septembre 2008 à 13:04           
لأن طموحاتنا كبيرة و لاننا نتطلع إلى غد أفضل يجب علينا أن نسترجع الماضي وندرس الحاضر. في الأمس كانت البرامج أفضل، وكنا نعاقب على كسلنا وخمولنا أما اليوم؟؟؟ كانت شهادة البكالوريا أكثر إعترفاً بها. أما العطل فلا نستطيع تقليصها لعوامل مناخية فصيفنا حار ولا يمكن لأبناء الارياف خاصة تحملها. إن شاء الله غدنا أفضل بتضافر كل الجهود.

Farid  (farid)  |Lundi 15 Septembre 2008 à 12:04           
C'est vrai que nous sommes scolarises assez tot.On a un taux de scolarisation qui fait envier nos voisins.
Mais la QUALITE n'y est pas.
Je lance le debat.Niveau de nos étudiants trés moyen pour ne pas dire autre chose.

Seyfi  (dlseif@yahoo.fr)  |Lundi 15 Septembre 2008 à 10:27           
Bonjour,
c'est vrai ce que vous dites, il est inadmissible que les vacances d'été se prolongent plus de 3mois ; sans parler des vacances durant l'année scolaire :
Et voilà qu'apres seulemnet 45 jours de la reprise que nos tres chers enfants auront un repos de 09 jours .
Alors qu'ils viennet de bénéficier d'un repos de 03 jours : fete de l'Aid.
Ces repos répétés vont avoir un effet négatif sur le programme annuel des études et c'est pourquoi le niveau n'a cessé de se détériorer de plus en plus.
Messieurs les responsables : Agissez et au plus vite.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female