بورقيبة والإعلام: جدليّة السّلطة والدعاية

<img src=http://www.babnet.net/images/2/couvbourguibabook75.jpg width=100 align=left border=0>


صدر حديثا كتاب بورقيبة والإعلام: جدليّة السّلطة والدعاية لخالد الحداد ، ويتضمّن الكتاب بحثا وثائقيّا وتاريخيّا وتحليلا لخطاب الرئيس الحبيب بورقيبة حول الإعلام، إلى جانب شهادات تاريخيّة مهمّة من خلال عدد من الأحاديث التي أجراها مؤلّف الكتاب مع عدد من الوزراء وكتاب الدولة للإعلام (مصطفى الفيلالي ، محمّد الصيّاح ، مصطفى المصمودي، الطاهر بلخوجة)، وعدد من الصحافيّين والإعلاميّين الّذي عايشوا العهد البورقيبي (عبد اللطيف الفوراتي ، عبد الحميد بن مصطفى، صلاح الدّين الجورشي ، وحيد براهم، بلحسن بن عرفة).









يتجلّى من خلال ما ورد في الكتاب أن بورقيبة مهووس بالإعلام، وله عشق غير محدود له، وقد أدرك مبكراً، أي منذ بدايات القرن الماضي أهميته، فكان حريصاً على حضوره الإعلامي وعلى تصريحاته، وعلى إقامة علاقات جيدة مع الإعلاميّين. فقد كان يدرك أنه يمكنه من خلال الإعلام أن يصنع رأياً عامّاً.

كان بورقيبة من دعاة سياسة الاتصال المباشر، وهي تنقسم عنده إلى قسمين: أول، يحقّقه من خلال اتصاله بوسائل الإعلام، حتى يكون دائم الحضور ويصنع الحدث برسائله إلى الرأي العام المحلي والفرنسي، وإلى المسؤولين الفرنسيين بالأساس. وثانٍ، يتولّاه بنفسه من خلال الاتصال المباشر بعامة الناس، فكان يحرص على أن يلتقي الجماهير في القرى والأرياف والمدن ويخطب فيهم، حتى في المنازل الخاصة حيث تتجمع الجماهير شوقاً لرؤية الزعيم الذي كان يدرك أنه يؤثر فيهم بسحر بيانه، في وقت كانت فيه وسائل الاتصال العام محدودة بل منعدمة، وفي وقت كان أغلب الناس لا يحسنون القراءة والكتابة.

يرى محمد الصياح، الوزير السابق في العهد البورقيبي، وأحد أهم المنظرين للبورقيبية من خلال كتبه العديدة التي ألّفها لهذا الغرض، أنّ بورقيبة كان يتحرك طوال حياته السياسية، سواء أثناء مرحلة التحرّر من الاستعمار أو خلال تأسيسه دولة الاستقلال، وفق استراتيجية إعلامية واضحة، قاعدتها ما كان يردّده دوماً للمقرّبين منه: «أريد الكتابة للناس غير المقتنعين ومخاطبتهم، مع التفكير في المستقبل أكثر من الحاضر».

ولعلّ إيمان بورقيبة بأهمية الإعلام هو الذي جعله يبدأ حياته صحافياً أثناء الفترة الاستعمارية، على الرغم من أنه درس القانون والفكر السياسي في فرنسا. كان يدرك أن واجبه كقائد سياسي أن يكتب في أدق القضايا التي كانت محل نقاش، وأن يتوجه إلى الرأي العام الفرنسي بلغته حتى يشرح وجهة نظره كزعيم سياسي يتوق من خلال حزبه الذي أسسه بصحبة جمع من رفاقه إلى تحرير بلده.
تواصل شغف بورقيبة بالإعلام بعد الاستقلال ليؤسس الصحف الخاصة بحزبه، وليتحول من موقع السياسي / الكاتب في المرحة الاستعمارية، إلى الخطيب الذي يوظف الإذاعة في مرحلة أولى، ثم التلفزيون في ما بعد، ليشرح سياساته وتصوراته في جميع الميادين التنموية والسياسية والثقافية.
لطفي حجي, الأخبار


بورقيبة والإعلام
جدلية السلطة
والدعاية
الكاتب والناشر
خالد حداد

الكتاب في طبعة أنيقة وفي 344 صفحة يشتمل على خمسة أبواب حاول خلالها خالد الحداد ضبط أهمّ ملامح المشروع الاتصالي للرئيس بورقيبة منذ ثلاثينيات القرن الماضي إلى حدود سنة 1987.


All Radio in One    
*.*.*
French Female