في ندوة الإجتهاد والتجديد في الإسلام...الدعوة إلى احداث حركة إصلاح ديني قصد الحد من التطرف والإرهاب

باب نات -
أجمع المتدخلون في ندوة "الإجتهاد والتجديد في الإسلام "، التي نظمها اليوم السبت مركز دراسة الإسلام والديمقراطية، على أن تجديد الفكر الديني "ضرورة تتطلبها المرحلة الراهنة"، و تقتضي الخروج من منظومة الإجتهاد الفقهي الأصولي القديم إلى أفق معرفي جديد يتلاءم ومقتضيات العصر.
وأكدوا في مداخلاتهم، التي تمحورت أساسا حول مداخل الإجتهاد والتجديد في الفكر الديني، وكيفية تأسيس فكر ديني معاصر، على ضرورة إحداث "حركة إصلاح ديني" من خلال تجديد العلوم و المعارف بشكل يقلص من التطرف و الإرهاب.

وأكدوا في مداخلاتهم، التي تمحورت أساسا حول مداخل الإجتهاد والتجديد في الفكر الديني، وكيفية تأسيس فكر ديني معاصر، على ضرورة إحداث "حركة إصلاح ديني" من خلال تجديد العلوم و المعارف بشكل يقلص من التطرف و الإرهاب.

وأفاد سامي براهم، باحث بمركز الدراسات والبحوث الإقتصادية والإجتماعية بتونس، في هذا الصدد، بان التجديد يتطلب الاقتناع بان كل ما ينتجه العقل البشري في فهم النص القرآني "قابل للتجديد وليس له صفة القداسة"، مبينا أن الإطار الذي انبعث فيه الفكر الديني وكذلك التأويل هما "ظرفيان" باعتبارهما يعكسان إستحقاقات مرحلة ما ولا يمكن ان يكونا صالحين لكل مكان وزمان .
وأوضح أنه "لا يمكن تجديد الخطاب الديني في إطار نخبوي ضيق"، معتبرا ان التطرف و الإرهاب هما إفراز لتحريف رسالة الإسلام من جهة، وضعف المعرفة الدينية المعاصرة من جهة اخرى، والتي تستوجب بالاساس الإنفتاح على علوم العصر.
وأكد أن الخروج من قيود المنظومة التقليدية التي ضبطها الفقهاء و الأصوليون يعد شرطا أساسيا لبناء معرفة دينية جديدة وتجديد الفكر والخطاب الديني، مبرزا ضرورة إعتبار القرآن والجزء الصحيح من السنة "منظومة قيم و مبادئ وأسس وليس نصا قانونيا يتلزم المسلم بإتباعها" .
من جهته، لاحظ محمد المستيري رئيس منتدى الزيتونة للفكر الإسلامي المعاصر، ان عودة الناس إلى التدين دون الرجوع إلى المفاهيم الدينية المعاصرة ، لم تفض وفق تقديره "إلى تدين يتناسب مع مقتضات الواقع المعاصر".
ودعا إلى "مراجعة معنى الإجتهاد والتجديد في التراث الإسلامي"، التي قال "إنه يحتوي على الكثير من المسائل الخاطئة"، مبرزا في هذا الصدد، الحاجة إلى تأسيس مناهج جديدة تكرس مبدأ تجديد الفكر الديني، فضلا عن تعصير مفهوم التدين لدى الافراد وملاءمته مع مبدأ الحداثة.
أما رضوان المصمودي رئيس مركز الإسلام والديمقراطية، فقد بين ان اغلب الندوات التي تطرقت الى هذا الموضوع في مختلف انحاء العالم، أكدت الحاجة إلى تعزيز مفهوم الإجتهاد من خلال ارساء فهم جديد للإسلام يتماشى ومقتضيات العصر، ويكرس قيم الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات ويحترم الحقوق والحريات.
واشار إلى أن تونس قد توفقت في السنوات الأخيرة في تحقيق الشرط المتعلق بالديمقراطية، لكنها مطالبة في الوقت الراهن بالتركيز على شرط الإجتهاد والتجديد بما يتماشى ومتطلبات العصر.
Comments
8 de 8 commentaires pour l'article 127440