مدنين: عائلات تحفظ القران الكريم جيلا بعد جيل في معتمدية بني خداش

باب نات -
24 جوان 2016 (وات/تحرير روضة بوطار)- سعد العدالي شيخ في الثمانين من العمر هو من حفظة القران الكريم بمعتمدية بني خداش من ولاية مدنين منذ سن ال17، ومرور السنوات بحلوها ومرها وتعبها، لم تات سوى على القليل من ذاكرته ليظل الى هذا اليوم حافظا لكتاب الله.

يتحدث هذا الشيخ عن تعلقه بالقران الكريم وعن حصيلة مسيرة تزيد عن ال20 سنة في مجال تحفيظ القران وعن اجيال كثيرة تعاقبت عليه بكل حب وكل اعتزاز، فالهدف كان عنده واحد لا اكثر هو مساعدة الاطفال على حفظ كلام الله.

يتحدث هذا الشيخ عن تعلقه بالقران الكريم وعن حصيلة مسيرة تزيد عن ال20 سنة في مجال تحفيظ القران وعن اجيال كثيرة تعاقبت عليه بكل حب وكل اعتزاز، فالهدف كان عنده واحد لا اكثر هو مساعدة الاطفال على حفظ كلام الله.
نشا هذا الشيخ في عائلة من حفظة القران، فتعلم منها، مثلما حفظ ابوه القران عن جده ليواصل في نفس هذا المنهج ويقوم بتحفيظ ابنائه الاربعة، حيث انهى 3 منهم وهم من الذكور حفظ ال60 حزبا ليكونوا ائمة، وحفظت ابنته 30 حزبا في انتظار اتمام البقية، في عائلة العدالي يتم تحفيظ القران جيلا بعد جيل ليصبح بمثابة امانة يحملها كل فرد حتى تظل هذه العائلة مثلما عرفت به .
انطلقت مسيرة الشيخ سعد العدالي بتحفيظ القران في الكتاتيب، ولم يستطع اليوم ان يقطع روابط متينة تشده الى بيوت الله ليواصل مسيرته اماما بجامع قصر الجوامع يحضى فيه وبكامل المنطقة بالتقدير والاحترام، ف"المدب مبجل شانه عالي وقدره محفوظ" في هذه المنطقة الصغيرة.
مثل عائلة سعد العدالي كثيرون في هذه المنطقة مثل عائلة البوبكري التى تعتبر من اكثر العائلات حفظا للقران وسعيا لتحفيظه بالمنطقة، وقد وصل عدد حفظة القران الكريم الى 400 حافظ ل60 حزبا (منهم 10 نساء) وذلك من مجموع اكثر من 700 حافظ للقران بعدد متفاوت من الاحزاب، وفق رئيس الجمعية القرانية ببني خداش ابراهيم العدالي ابن الشيخ سعد.
وتوفر حاليا منطقة بني خداش لعديد المناطق من الجمهورية ائمة، الى جانب حصولها على تتويجات عالمية وتونسية في مسابقات حفظ القران، منها 8 جوائز دولية، ومنح ثقة اثنين من ابنائها في التحكيم دوليا، وفق ما بينه رئيس الجمعية.
وما فتئ السعي يتزايد لحفظ القران في بني خداش لدى الذكور والاناث، حتى انه سيتم في شهر سبتمبر المقبل انطلاق العمل بمدرسة قرانية هامة بالمنطقة ومبيت يتبعها، بعد ان تم منذ سنتين تركيز مدرسة قرانية بقصر الجديد.
ولعل هذا الاهتمام والولع بحفظ القران الذي يميز بني خداش يعود الى عدة عوامل تبرره، بحسب ما ذكره نائب رئيس الجمعية القرانية علي الحويوي، والتي تعود الى سنة 1979، ومنها بالاساس عوامل طبيعية حيث انها توفر فضاء منفتحا يهيئ النفسية لحفظ القران ومناجاة النفس وتكرار الصوت بين الجبال وشساعة المجال اذ المساكن متباعدة ويخيم عليها الهدوء.
كما تحدث الشيخ علي عن العامل التاريخي الذي ربطه بفترة الاستعمار وما خلفته هذه الفترة من تاخر في احداث مدارس للتعليم، فكان حفظ القران البديل عن ذلك، بالاضافة الى عامل الانفتاح والترابط والتواصل والتعامل بين المنطقة ومناطق دوز وتوزر ونفطة ونويل، في عديد المجالات (على غرار التبادل التجاري للتمور والتين)، وهو ما خلق مجالا لمواصلة تعلم القران وحفظه هناك.
ولم يكن في هذه المنطقة الجبلية الصعبة التي تفتقر الى ابسط مقومات رفاهية الحياة من خيار سوى حفظ القران، بحسب كثيرين من ابنائها، فحظوظ الدراسة ضعيفة ومجالات الترفيه مفقودة اذ ان التلميذ اذا ما فشل في اول مناظرة (السيزيام) يتفرغ الى حفظ القران ليصبح هذا الخيار الذي هو في الغالب عائلي، الى خيار شخصي يمارسه الطفل بوعي وقناعة.
وتضطلع الجمعية القرانية في كل ذلك بدور هام في التاطير وتحفيظ القران وارساء خطاب معتدل ووسطي ينبذ العنف والتطرف ويدعو الى المحبة والتازر والعمل على ان تجعل من حفظة القران حصنا للامة وليس مشروعا ارهابيا، ساعية للسنة الثانية على التوالي الى تنظيم مؤتمر حفظة القران سيكون هذه السنة في منتصف شهر اوت، بهدف تجميع الحفظة وتبادل التجارب، وفق ما ذكره امين مال الجمعية ساسي البوعبيدي .
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 127371