<img src=http://www.babnet.net/images/6/garemetlaoui.jpg width=100 align=left border=0>
يبدو أن الأحداث التي تشهدها هذه الأيام مدينة المتلوي بولاية قفصة قد أصبحت الشغل الشاغل للأجهزة الأمنية والعسكرية والمواطنين على حد سواء فقد عرفت هذه المدينة مؤخرا اشتباكات عنيفة بين أبناء عشيرتين هما عشيرة "أولاد بو يحيى" وعشيرة "الجرادية" والسبب يعود إلى الخلاف بين العشيرتين حول طرق الانتداب في شركة فسفاط قفصة وقد خلفت هذه الاشتباكات ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى بين الطرفين
هذه الاختلافات قديمة جديدة فقد حدثت أعمال عنف سابقة بين المتساكنين في نفس المدينة بعد أن خرجت قائمة تظهر تمييزا واضحا بين أبناء العشائر في انتداب عملة في شركة فسفاط قفصة سرعان ما نفتها السلطات المحلية والأجهزة الأمنية واعتبرتها قائمة كاذبة هدفها التحريض على العنف للإخلال بالأمن
تكرار مثل هذه الحوادث يعطي انطباعا أن هنالك مخطط منظم ممن فقدوا امتيازاتهم القديمة زمن النظام السابق لإحداث بلبلة مجانية بين الأهالي وسيلتهم في ذلك استغلال ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب وما ينجر عنه من حالات نفسية متأزمة تجد في انتدابات شركة فسفاط قفصة الوسيلة الوحيدة للخروج من وضعيتها ومستغلة كذلك تزايد النعرات القبلية والعشائرية التي تظهر بعد سقوط أي نظام وما ينتج عنه من ضعف مؤقت لمؤسسات الدولة وتراجع لهيبتها
لقد اعتقدنا كتونسيين أننا انتهينا من المشكلة القبلية منذ إرساء الدولة الوطنية الدستورية بعد الاستقلال مباشرة وان مفهوم المواطنة أصبح المفهوم الحقيقي الوحيد في التعامل بين التونسيين ولكن يبدو أن اعتقادنا كان خاطئا تماما وان مشكلة النعرات القبلية كنت موجودة رغم محاولات الأنظمة الدكتاتورية إخفائها والتعتيم عليها كمشكلة اجتماعية موجودة
هذه الاختلافات قديمة جديدة فقد حدثت أعمال عنف سابقة بين المتساكنين في نفس المدينة بعد أن خرجت قائمة تظهر تمييزا واضحا بين أبناء العشائر في انتداب عملة في شركة فسفاط قفصة سرعان ما نفتها السلطات المحلية والأجهزة الأمنية واعتبرتها قائمة كاذبة هدفها التحريض على العنف للإخلال بالأمن
تكرار مثل هذه الحوادث يعطي انطباعا أن هنالك مخطط منظم ممن فقدوا امتيازاتهم القديمة زمن النظام السابق لإحداث بلبلة مجانية بين الأهالي وسيلتهم في ذلك استغلال ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب وما ينجر عنه من حالات نفسية متأزمة تجد في انتدابات شركة فسفاط قفصة الوسيلة الوحيدة للخروج من وضعيتها ومستغلة كذلك تزايد النعرات القبلية والعشائرية التي تظهر بعد سقوط أي نظام وما ينتج عنه من ضعف مؤقت لمؤسسات الدولة وتراجع لهيبتها
لقد اعتقدنا كتونسيين أننا انتهينا من المشكلة القبلية منذ إرساء الدولة الوطنية الدستورية بعد الاستقلال مباشرة وان مفهوم المواطنة أصبح المفهوم الحقيقي الوحيد في التعامل بين التونسيين ولكن يبدو أن اعتقادنا كان خاطئا تماما وان مشكلة النعرات القبلية كنت موجودة رغم محاولات الأنظمة الدكتاتورية إخفائها والتعتيم عليها كمشكلة اجتماعية موجودة
و للأسف مثل هذه البيئات الهشة يمكن تحريكها بسهولة وذلك باللعب على الوتر القبلي والعشائري وترسيخ الشعور بالانتماء للقبيلة عوض عن الدولة وهي بذرة فناء للمجتمعات إن لم تعمل الدولة وجميع مكونات المجتمع المدني من منظمات وأحزاب وجمعيات على تجاوزها بترسيخ الشعور بالمواطنة ولا يكون ذلك إلا بتحقيق العدالة الاجتماعية سواء في الحقوق او الواجبات وكما قال ابن خلدون "العدل أساس العمران"
لذلك يجب تكوين لجان أو جمعيات أهلية وطنية تحل مثل هذه المشاكل لتفويت الفرصة على المتربصين والمشبوهين وتستطيع هذه اللجان أن تراعي الحساسيات القبلية وتحقق العدل في انتدابات شركة فسفاط قفصة كي لا يركب احد على مثل هذه الأمور ليؤجج المواقف ويحدث بلبلة
إن تونس أمانة في رقبة مواطنيها وأهل قفصة كان لهم السبق في محاربة الدكتاتورية وانتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008 دليل على ذلك
كريم بن منصور
Comments
26 de 26 commentaires pour l'article 36064