قناع، يخفي قناع آخر

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5e873befc9e953.99381980_hgqpfenjomikl.jpg width=100 align=left border=0>


كتبه / توفيق الزعفوري..

إنه مجرد قناع.. لا ليس كذلك ، إنه صراع محموم و بلطجة..
إنه مجرد قناع.. لا إنه سطوة و غطرسة.. و مع ذلك فهو مجرد قناع.. لا إنه إعتداء و قرصنة..
...


كم بظاعة وقع تحويل وجهتها و كأنها مومس، و كأنها من سقط المتاع، و مع ذلك يقع السطو عليها بكل سطوة و سلطة..


بدأت الحكاية بتحويل إيطاليا لشحنة من الكحول تستعمل في تصنيع جيل التعقيم، في عرض البحر، بظاعة كانت متجهة إلى تونس لكنها إنتهت في إيطاليا، كذلك وقع تحويل وجهة شحنة أجهزة تنفس و أقنعة من ألمانيا إلى الولايات المتحدة.. من جهة أخرى تتهم السلطات الطبية في السويد، فرنسا بتحويل وجهة مواد طبية و كمامات كانت متجهة إلى إيطاليا و أسبانيا ، بعدما تفشى فيهما فيروس كورونا..
التشيك دخلت أيضا على خط الخطف و اللهف، بعدما صادرت شحنة مساعدات مرسلة من الصين إلى إيطاليا، كما أعلنت الخارجية الإسبانية أن تركيا إستولت على طائرة كانت محملة بأجهزة تنفس، كانت في طريقها من الصين إلى إسبانيا، و أخير ترددت أخبار عن عدم توفر شحنة أقنعة و أجهزة فحص مُعدّة لتونس، قيل أنه يمكن أن تكون قد حُوّلت وجهتها، لكن تونس تقول أن إجراءات ديوانية جديدة حالت دون ذلك!!!

مهما يكن من أمر القرصنة و القراصنة، و الخطف و الخاطفين فإن هذه العمليات تكشف ما يلي:

أولا : مع إستمرار تفشي وباء الكورونا، بدأ يظهر وجه العالم القبيح الوجه الحقيقي من خلال سلوكيات القرون الوسطى في القرصنة و الإعتداء و المصادرة...

ثانيا : ضعف الأعراف الدولية، و حتى الشراكات الثنائية و المواثيق الدولية في التجارة و خرق الحدود البحرية و حتى الجوية، في التصدي لهكذا إعتداءات..

ثالثا : هذا قناع العالم الحر و قد بأن على حقيقته، و هي أن البقاء للأقوى، لا ديمقراطية و لا حقوق إنسان و لا شيء، الديمقراطية، لإلهاء الشعوب الضعيفة، و حقوق الإنسان هي حقوق الإنسان القوي القادر على البقاء و السيطرة، و هي أيضا توليفة للإلهاء و الإحتواء و الهيمنة على من هو دونهم...

هذا الصراع من أجل كمامة،( يبدو أنها أصبحت ملزمة كحزام أمان جديد )، أو قناع يخفي في الحقيقة صراعا آخر تتضح معالمه في قادم الأيام، و هو صراع من أجل الغذاء، بعدما تبين شح الموارد المائية في أكثر من بلد من بينها تونس، صراع من أجل تحصيل الغذاء سيبدو متأثرا أيما تأثير بالتغيرات المناخية و إنحباس الأمطار و تدهور المخزونات المائية في السدود و إرتفاع حرارة سطح الأرض، و إذا كان هذا الفيروس المستجد، المستبد قد عزل الدول و ألزم نصف سكان الأرض على المكوث في بيوتهم،. فإن الصراع القادم ، سيجعل الكل في حرب ضد الكل من أجل البقاء إذا لم تتخذ الدول إجراءات إستباقية من أجل توفير الغذاء لشعوبها، و الاّ، فإن الجول الضعيفة لن تصمد أمام ثورة الجياع، أما الجول الغنية، فهي ستصمد بقدرما هي قادرة على القرصنة و السيطرة، فما قبل كورونا ليس أبدا كما بعدها...



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 201029


babnet
All Radio in One    
*.*.*