المعركة تستدعي السلاح الاخضر:متى تتحرك وزارة الفلاحة؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5b97b084ae3b65.39338969_eoghqijnpmlkf.jpg width=100 align=left border=0>


نسيب محجوب

عاجلا ام اجلا سيضاف هذا الوباء اللعين الى جملة الاوبئة التي يتم تطعيم الاطفال ضدها. هذا الوباء فرصة العالم غير الصناعي و الذي عانى ويلات التبعية و الارتهان الى الخارج للتخلص قليلا من "التبعية" ولو بشكل بسيط.

...

فقرارات غلق الحدود و الاقتصار على الشحنات الواردة من الخارج في بعض المواد في ظل انتشار هذا الوباء لن يطول و الدول الصناعية وهي الاكثر تضررا ستضطر تحت ضغط الواقع المرير الذي تعيشه ستضطر الى التقليص من الرحلات التجارية و ربما ايقافها حال تعرض احد طواقم ناقلات الشحن الى اصابة بالكورونا. و ساعتها ستجد الدول المستوردة للبضائع لتغطية احتياجاتها ستجد نفسها في مأزق كبير فهي لم تعد العدة لهذا الاحتمال.

فكرة تشاؤمية ساعدت سابقا في انتشار فكرة الحماية من خلال سياسة احلال الواردات وهي اليوم تفرض واقعا جديدا هو واقع تعويض الواردات و الاعتماد على الطاقات الذاتية و الموارد البسيطة لضمان تزويد السوق بالحاجيات الضرورية و خاصة الاستهلاكية وهذا اشد ما نحتاجه اليوم في تونس لسببين:

الاول:- نذر انهيار معدلات التبادل الدولي بسبب الانشغال بالحرب الداخلية على الوباء

الثاني:- ضعف القدرة التكنولوجية محليا يدفع الى الصناعات الاستهلاكية التي لا تحتاج إلى خبرات تكنولوجية متقدمة.
اليوم و في جل القطاعات تونس محتاجة الى التهيؤ لمرحلة قادمة لن تجد فيها احتياجاتها في السوق الخارجي و عليها الانتقال الى انتاج السوق الداخلي حتى تأمن هزات و تبعات انتشار هذا الوباء و قطعه لخطوط التجارة الدولية

الاكيد ان هذا التوجه يحتاج الى تضحية و تغيير في السياسات العامة و تنازلات قد يراها البعض مؤلمة (التخلي عن الرفاهيات و الكماليات) و لكنه خيار لا بديل عنه و لابد ان يكون متجها بالاساس الى الفلاحة فهي مخرجنا في هذه الفترة و قد تكون مستقبلنا التصديري اذا ما نجحنا في الخروج من هذا الوباء ضمن الدول العشر الاوائل التي تنجح في هزمه.

على المستوى الداخلي و في ما يخوض الجيش الابيض (القطاع الصحي بكل مكوناته) حرب الدفاع عن المجتمع مسنودا بكل القوى من قواتنا العسكرية و الامنية و في ظل حاضنة شعبية تحاول قدر الامكان مد يد المساعدة و في ما تحاول الوزارات ابقاء معالم الحياة في اوصال الدولة نلحظ غياب وزارة الفلاحة و غياب استراتيجيات التعاطي مع اللحظة الحالية و الخطط المستقبلية لتأمين المنتوج الكافي لتغطية احتياجات هذه الحرب

اكتفت وزارة الفلاحة بالبيانات تنشرها على موقعها و كلها توصيات و تعليمات و تحذيرات و لم نر اجراءات عملية لدعم مجهود الفلاحين الذين لم يتركوا حقولهم و اصروا على العناية بمنتوجاتهم رغم الوباء و الصعوبات المالية و اشكاليات جمع المحصول و تخزينه و مسالك بيعه و توزيعه
وزارة الفلاحة مدعوة الى التحرك بسرعة لضمان استمرار الفلاحين في حقولهم و حمايتهم و تشجيعهم و مدهم بما يحتاجون حتى لا تتوقف عجلة الانتاج
وزارة الفلاحة عليها ان تفهم ان القطاع الفلاحي قد يكون ملجأ التوانسة في العمل اذا تعطلت السياحة و الخدمات وهو القطاع الوحيد القادر على استيعاب الاف المحالين على البطالة القسرية في انتظار ان تستعيد بقية محركات الاقتصاد عافيتها

وزارة الفلاحة تمتلك اسطولا كبيرا من السيارات و عددا كبيرا من المهندسين و المرشدين و المرشدين الفلاحيين و الفنيين و حتى الضيعات الفلاحية الكبرى و لها ان تحرك كل "قواتها " حتى يكون الجيش الاخضر سندا لبقية الجيوش في حرب سنخسرها اذا جاع التونسيون

نحتاج اليوم في هذه الحرب الى السلاح الاخضر



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 200802

BenMoussa  ()  |Jeudi 02 Avril 2020 à 07h 17m |           
فكرة طيبة وبادرة نبيلة
قدمت مع الاسف في كمية من الكلام الفارغ والحشو فضاعت رغم نصاعتها وقل من يصل اليها


babnet
All Radio in One    
*.*.*