<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5c116ad9c62ff0.87384108_gqnjihepfolkm.jpg width=100 align=left border=0>
بقلم الأستاذ بولبابه سالم
أغلب الفاعلين على المسرح الثقافي و الاعلامي اليوم يتظاهرون بالدفاع عن الزعيم الحبيب بورقيبة في جوقة متكاملة كلما تعرض لانتقادات تطال فترة حكمه ،، يضاف لهم من ذاقوا غنائم السلطة ممن انضموا الى نداء تونس و شقوقه ، وهم و للمفارقة من روافد يسارية انتهازية باعت مبادئها طمعا في المناصب .
أغلب الفاعلين على المسرح الثقافي و الاعلامي اليوم يتظاهرون بالدفاع عن الزعيم الحبيب بورقيبة في جوقة متكاملة كلما تعرض لانتقادات تطال فترة حكمه ،، يضاف لهم من ذاقوا غنائم السلطة ممن انضموا الى نداء تونس و شقوقه ، وهم و للمفارقة من روافد يسارية انتهازية باعت مبادئها طمعا في المناصب .
قلت يتظاهرون لأنهم يعلمون أن بورقيبة قي ذمة الله لكن المسيطرين على دوائر القرار و ماكينة التعيينات تجمعيون سابقون و فرنكفونيون يعتبرون انتقاد فترة حكم بورقيبة تطاولا على الفرنكفونية و فرنسا لذلك تظهر عداوتهم لكل نفس هووي . و هؤلاء جاؤوا بروايات مضحكة تثير الشفقة مثل تهديد صالح بن يوسف لبورقيبة بالقتل بعد الاستقلال او تمييع القضية مثل قدم جريمة الاغتيال فاستعادوا في سخرية موت حنبعل و عليسة ..
الزعيم بورقيبة بالنسبة لهؤلاء هو مطية للسلطة و اصل تجاري يريدون المتاجرة باسمه و انجازاته و اذا سقطت صورته من أعين الناس البسطاء يسقط مشروعهم و تنهار طموحاتهم ،، هذه الاسطوانة هي التي خدموا بها في انتخابات 2014 و يريدون استعادتها اليوم لكن وعي التونسيين تطور و مشاغله تغيرت و صارت لقمة العيش اولويته المطلقة بعد ان تابعوا عبث من تاجروا ببورقيبة خلال السنوات الاخيرة ،، كان الزعيم زاهدا في الدنيا اما هؤلاء طماعون انتهازيين نقلوا صراعاتهم الحزبية الى اجهزة الدول ،، اما المصيبة الاعظم فهي جهل هؤلاء بمكر التاريخ و عدم استخلاص الدروس من ثورة 17 ديسمبر .
نعود الى محاكمة قتلة الزعيم صالح بن يوسف وهي قضية احالتها هيئة الحقيقة و الكرامة على القضاء بعد تقديم عائلته ملفا يطالب بمعرفة الحقيقة و اعتذار الدولة التونسية .
في البداية نشير الى ان الزعيم صالح بن يوسف كان الأمين العام للحزب الحر الدستوري ، و بالتالي من يقول انه قومي او خوانجي فهو جاهل بالتاريخ و السياسة.
و عائلته هي التي قدمت ملفا الى الجهات المختصة لمعرفة الحقيقة كاملة و طلبت اعتذار الدولة و من ينكر على ابنائه هذا الحق هم سفلة لطالما تاجروا بدماء الشهداء بعد الثورة .
و نشير ايضا الى أن عائلة صالح بن يوسف رفضت ان يتولى أي حزب او جهة الركوب على القضية ، و ما تقوله عبير موسي و بعض الميليشيات الفيسبوكية الماجورة هو هراء و كذب و افتراء .
اما اغتيال صالح بن يوسف هو جريمة دولة و تبريرها بأن بن يوسف كان يخطط لقتل بورقيبة هو عبث لأن تصرف الدولة لا يكون مثل تصرف العصابات .
و الاكثر ارباكا لهؤلاء أن ملف القضية تسلمته هيئة الحقيقة و الكرامة كاملا من ألمانيا (أرشيف المخابرات الالمانية) و بالتالي فما تقوم به بعض الخرق الورقية من اخراج لبعض الوثائق التي تدين بن يوسف هو لعب اطفال .
صوت العقل يقول انه على البورقيبيين الذين يقدسون بورقيبة و لا يعتبرونه بشرا ان يعترفوا ان بورقيبة ككل رئيس له مزايا و أخطاء و قد اعترف بجريمة اغتيال منافسه السياسي .
و لابد من الاشارة ان الرئيس السابق زين العابدين بن علي أنصف عائلة صالح بن يوسف و استقبل ارملته صوفية سنة 1988 و أمر باعادة جثمانه الى تونس ليدفن في مربع الشهداء ، وهو شكل من اشكال اعتذار الدولة بينما المتباكون اليوم على بورقيبة لم يجدهم الزعيم في محنته وهم يخشون من فشل المتاجرة باسمه في الانتخابات لأن هؤلاء يبحثون عن مستقبلهم السياسي و مصالحهم فقط .
ختاما تجدر الاشارة أن عدالة التاريخ و كشف انحرافات الحكم كفيلة بعدم تكرارها في المستقبل و قد شهدت فترات الانتقال الديمقراطي في الكثير من البلدان كشفا للكثير من الحقائق من اجل طي صفحة الماضي .
رحم الله بورقيبة و بن يوسف و علينا النظر الى المستقبل و الابتعاد عن تصفية الحسابات و الركوب على الاحداث.
كاتب و محلل سياسي
Comments
3 de 3 commentaires pour l'article 182558