توزر: للصيف طقوسه وعاداته لدى سكان المناطق الصحراء بمعتمدية حزوة ووسائلهم في الوقاية من حرارته

يتدثر العم عبد الله بالعيد في أيام الصيف بجبة قد حيكت من الصوف الأبيض الخالص، عادة قديمة يحافظ عليها رغم تبدل الزمان وبروز ملابس حديثة قد تقيه من حر الشمس، إلا أن قناعته بأن المواد الطبيعية أفضل واق في فصل الصيف من الحرارة التي أصبحت تتواصل لعدة أيام وليال وتسجل أرقاما قياسية.
العم عبد الله بالعيد، هو واحد من سكان حزوة ذات الخصائص الصحراوية والتي يتميز أهلها بمحافظتهم على عادات أجدادهم الذين كانوا بدوا يسكنون الصحراء والفيافي ويقضون أيام الصيف والشتاء بجبة من الصوف و"بلغة" من وبر الإبل وشعر الماعز فلا تقلقهم حرارة الشمس ولا تحرق أقدامهم التربة الحارة، هكذا يروي العم عبد الله حياتهم في الماضي والتي ما تزال بعض تفاصيلها حاضرة إلى اليوم.
العم عبد الله بالعيد، هو واحد من سكان حزوة ذات الخصائص الصحراوية والتي يتميز أهلها بمحافظتهم على عادات أجدادهم الذين كانوا بدوا يسكنون الصحراء والفيافي ويقضون أيام الصيف والشتاء بجبة من الصوف و"بلغة" من وبر الإبل وشعر الماعز فلا تقلقهم حرارة الشمس ولا تحرق أقدامهم التربة الحارة، هكذا يروي العم عبد الله حياتهم في الماضي والتي ما تزال بعض تفاصيلها حاضرة إلى اليوم.
والحديث عن عادات قبيلة غريب وهم سكان حزوة في مواجهة حرارة الطقس من مأكل وملبس وسلوك، قد حرّك ذاكرة العم عبد الله ورفاقه الجالسين تحت حائط أحد المنازل مسترجعين أيامهم الخوالي في قطع الصحاري ذهابا وإيابا إما رعيا لأغنامهم وإبلهم أو سفرا من جهة لأخرى طلبا للمعدات والبضائع التي يحتاجونها ، مؤكدا أن جبة الصوف كانت أبرز عاداتهم فصوفها يقيهم من الحر والبرد وتوفر لهم الحماية الكافية من تقلبات الطقس.
ويستطرد العم عبد الله قائلا :"لم تكن حرارة الطقس بمثل ما نعيشه في أيامنا هذه فقد كانت الصحراء تجود بنسمات باردة وكان للبدو وسائلهم في التخفيف من وطأة الحر باستعمال بعض النباتات الصحراوية وأشهرها شجرة الرتم بهرسها وتدليك جسد الطفل أو الرجل بمحتواها.
وفيما كانت حياة سكان حزوة في الماضي مرتبطة بالترحال، فهي مرتبطة اليوم شديد الارتباط بالواحة وأغلب واحاتهم بعيدة عن مقر إقامتهم بعضها في مناطق المزارة وبئر الرومي من معتمدية حزوة وبعضها في رجيم معتوق من ولاية قبلي ويحتاجون إلى قطع بضعة كيلومترات للوصول إليها.
ولذلك فإنهم يحافظون على عادة الاستيقاظ باكرا والعمل الفلاحي في ساعات الفجر الأولى وذلك إما سقيا لنخيلهم أو تنظيفا وتعهدا ولا تحل العاشرة صباحا إلا وقد أنهى الرجال أعمالهم الفلاحية وعادوا إلى مساكنهم وفق سالم معتوق وهي أعمال صباحية تستأنف غالبا في فترة ما بعد الظهر وتتواصل حتى المساء وفق تأكيده.
وتلعب المرأة في هذا المجتمع شبه الريفي دورا مهما وفق حسناء سلامة حرفية ورئيسة مجمع نسائي، باعتبار أن أغلب النساء في المنطقة ما تزال تتعاطى أنشطة متنوعة كالفلاحة والحرف اليدوية وتربية الماشية والدواجن وهي أنشطة اقتصادية تحتاج فيها المرأة إلى مجهود بدني حتى مع حرارة الطقس
وأكدت الحرفية ، أنها باتت مقتنعة بأن سكان حزوة يمتلكون طاقة تفوق طاقة بقية المناطق المجاورة في تحمل هذه الحرارة.
فالمرأة هنا ليست كغيرها يبدأ عملها باكرا مع أذان الفجر ،وفق تأكيدها، حتى تأتي الثامنة صباحا وقد أنهت أشغالها الفلاحية وانتهت من طبخ قوت يومها لتتفرغ فقط للأعمال التي لا تضطر فيها لمغادرة المنزل والتعرض إلى أشعة الشمس والحرارة ومنها حياكة الصوف بمختلف مراحله وتحضيره ليكون جاهزا لفصل الخريف لنسجه وجياكته جبة أو برنسا.
أما في فترة بعد الظهر فينطلق الرجال والنساء منذ الثالثة والنصف ظهرا، في استئناف أشغالهم خلافا للمناطق المجاورة على غرار مدينتي نفطة وتوزر ، حيث لا يخرج السكان لاستئناف قضاء شؤونهم إلا قبل مغيب الشمس بقليل، قائلة أن ذلك "يعود لقدرة ربانية يتمتع بها سكان الصحراء".
ويعتبر الصوف عازلا طبيعيا للحرارة حسب تقديرها ، لذلك فإن الصوف ما يزال من الملابس المحبذة للرجال "البرنس" والجبة" وللنساء "البخنوق"
وعن العادات الغذائية تتحدث حسناء أن العادات تغيرت ودخلت عليها الأطعمة الحديثة غير أن السكان حافظوا على بعضها من بينها "الرفيس" وهو مزج فتات الخيز التقليدي "الكسرة" بسمن الماعز وكذلك استعمال حليب الماعز في عديد الأكلات ونظرا لتواصل تربية الماشية فإن هذه العادات يتوارثها السكان إلى الآن.
ويكون بذلك لفصل الصيف طقوسه الخاصة لدى سكان الصحراء ومنهم أهل حزوة، فالعمل واجبا مقدسا بالنسبة إليهم ومهما كانت ظروف المناخ فهي لا تثنيهم على رعاية أغنامهم أو الذهاب إلى واحاتهم والمرأة تجد نفسها وسط تلك الظروف القاسية قادرة على توفير الوقت الكافي لإعداد الصوف أو الأكلات التقليدية ومؤونة أسرتها.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 312078