
ترامب يدعو إسرائيل للحفاظ على حوار مع سوريا، والجيش الإسرائيلي يتوغل في ريف القنيطرة السوري
دعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إسرائيل "للحفاظ على حوار قوي وحقيقي مع سوريا، وألّا يحدث أي شيء من شأنه أن يتعارض مع تطور سوريا إلى دولة مزدهرة".
وقال في منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي الخاص به تروث سوشيال، إن "الولايات المتحدة راضية جداً عن النتائج التي تحققت، بفضل العمل الجاد والعزيمة، في سوريا".
وأضاف "نبذل كل ما في وسعنا لضمان استمرار الحكومة السورية في القيام بما هو مقصود، وهو أمر جوهري، من أجل بناء دولة حقيقية ومزدهرة".
وأشار إلى أنه "من الأمور التي ساعدتهم كثيراً إنهاء العقوبات القاسية والمؤلمة للغاية، وأعتقد أن سوريا وقيادتها وشعبها قد قدروا ذلك حقاً!".
وبيّن أن "الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، يعمل بجد لضمان حدوث أمور جيدة، وأن تتمتع كل من سوريا وإسرائيل بعلاقة طويلة ومزدهرة معاً. هذه فرصة تاريخية، وتضيف إلى النجاح الذي تحقق بالفعل، من أجل السلام في الشرق الأوسط!".
إلى ذلك، نقل موقع إكسيوس عن مسؤولَين أمريكيَين رفيعا المستوى قولهما إن "إدارة ترامب قلقة من أن تهدد الضربات الإسرائيلية المتكررة داخل سوريا بزعزعة استقرار البلاد وتقويض آمال التوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا".
وأكدا أن "البيت الأبيض لم يتلق إشعاراً مُسبقاً بالعملية الإسرائيلية الأخيرة، وأن الإسرائيليين لم يُحذروا سوريا عبر القنوات العسكرية كما فعلوا في حالات سابقة".
وأوضح المسؤولان الأمريكيان اعتقادهما بأن نتنياهو يتدخل بطرق غير مُجدية على الإطلاق، فقد أمر بشن عمل عسكري عبر الحدود في سوريا في عدة مناسبات، بما في ذلك في الأيام القليلة الماضية.
وقال مسؤول أمريكي: "لقد أصيب السوريون بالجنون. وطالبوا بالرد بسبب مقتل مدنيين سوريين".
وأوضح مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن "سوريا لا تريد مشاكل مع إسرائيل. هذا ليس لبنان. لكن بيبي، أي نتنياهو، يرى أشباحاً في كل مكان".
وأضاف: "نحاول إقناعه بأن عليه التوقف عن هذا، لأنه إذا استمر، سيُدمّر نفسه بنفسه. إنه يُفوّت فرصة دبلوماسية عظيمة ويُحوّل الحكومة السورية الجديدة إلى عدو".
ترامب ونتنياهو يبحثان توسيع نطاق اتفاقات السلام
وفي سياق موازٍ، توغلت القوات الجيش الإسرائيلي مساء الاثنين، في تلة الحمرية بريف القنيطرة الشمالي.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، أن "دورية إسرائيلية مكونة من أربع آليات عسكرية ودبابتين، توغلت في تلة الحمرية الواقعة بين بلدة حضر وقرية طرنجة بريف القنيطرة الشمالي".
وأضافت أن "القوات الإسرائيلية توغلت في وقت سابق من يوم الاثنين، في نقطة الحميدية في ريف القنيطرة الشمالي..، وفي تل أبو قبيس بريف القنيطرة الجنوبي".
وبيّنت أنه فور وصول القوات الإسرائيلية إلى تلة أبو قبيس، "قامت بإطلاق النار في الهواء، ثم أطلقت النار باتجاه منازل الأهالي القريبة من التلة بهدف ترهيب المدنيين وإبعادهم عن محيط المنطقة..".
ويضغط الرئيس الأمريكي من أجل التوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا منذ أن أطاح تحالف فصائل بقيادة هيئة تحرير الشام التي تزعمها الشرع، بحكم بشار الأسد قبل عام.
لكن التوتر تصاعد على خلفية مئات الضربات التي نفّذتها إسرائيل في سوريا. ويوم الجمعة، قتلت القوات الإسرائيلية 13 شخصاً في عملية في قرية بيت جن الواقعة جنوب غرب دمشق، قالت إسرائيل إنها استهدفت خلالها عناصر من "تنظيم الجماعة الإسلامية".
والجماعة الإسلامية تنظيم ينشط في لبنان، وهو حليف لحركة حماس، وسبق لإسرائيل أن استهدفت عدداً من قادته خلال حربها الأخيرة مع حزب الله.
في المقابل، تلقّى نتنياهو الاثنين دعوة من ترامب لزيارة البيت الأبيض "في المستقبل القريب"، وذلك خلال اتصال هاتفي بينهما.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو، أن "الزعيمين شددا خلال مكالمتهما على أهمية نزع سلاح حركة حماس وتجريد قطاع غزة من القدرات العسكرية، والتزامهما بهذا المسار، وناقشا توسيع نطاق اتفاقيات السلام".
في حين، بحث رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، مع المندوب الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، المستجدات الأخيرة في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
1015 ضحية جراء انفجار الألغام الأرضية في سوريا العام الماضي
في سياق منفصل، أفاد مرصد الألغام الأرضية بارتفاع عدد القتلى والجرحى جرّاء انفجار الألغام الأرضية خلال العام الماضي في مناطق النزاع، ومنها سوريا.
ويقول المرصد في تقرير صدر يوم الاثنين، إن عدد ضحايا الألغام في سوريا بلغ العام الماضي 1015 شخصاً. ويضيف أن "المدنيين تعرضوا لمخاطر كبيرة جراء الألغام الأرضية ومخلفات الحرب القابلة للانفجار أثناء عودتهم إلى ديارهم بعد الإطاحة ببشار الأسد".
وبشكل عام، فقد بلغ عدد الضحايا بسبب الألغام الأرضية ومخلفات الحرب القابلة للانفجار في 52 دولة ومنطقة العام الماضي 6279 شخصاً ما بين جريح وقتيل.
ويؤكّد أن "المدنيين شكّلوا 90 في المئة من الضحايا ونصفهم تقريباً من الأطفال".
ويبين التقرير أن الزيادة في أعداد الضحايا تُعزى بشكل كبير إلى الألغام المستخدمة في دول متضررة من النزاعات، مثل سوريا وبورما وروسيا وكذلك أوكرانيا.
- تحقيق لبي بي سي يكشف تمدداً عسكرياً إسرائيلياً جديداً في سوريا
- ما هي المناطق التي أعلنت إسرائيل استمرار السيطرة عليها في جنوب سوريا؟
- اعتقالات ومخاوف من انقسام داخلي، ماذا يجري في السويداء؟


عبد الحليم - مدّاح القمر