حركة الشعب: وعد بلفور .. وعد مَن لا يَملِك لمن لا يَستحِق

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/wa3dbelforr.jpg width=100 align=left border=0>


بلاغ صحفي - بسم اللّه الرحمان الرحيم
تمرّ الذكرى المائة للوعد المشؤوم الذي عجزت العقود المتتالية والانتكاسات المتعاقبة على التخفيف من مرارته وتضميد الجرح الذي خلّفه .
في مثل هذا اليوم منذ قرن عمد وزير خارجية المملكة المتحدة المنتدبة بقرار اممي على فلسطين الى التعهّد باسم حكومته التي لا تملك هذه الارض بتمكين العصابات الصهيونية منها، دون وجه حق، لإقامة وطنهم المزعوم على الأرض التي يدّعون أحقيتهم بها بمقتضى وعد الهي لا وجود له الا في أساطيرهم ونفوسهم المريضة. ولم يكن غريبا أن يتزامن اطلاق هذا الوعد مع ابرام اتفاقية ساكس بيكو التي تقاسم بمقتضاها قطبا الاستعمار آنذاك (فرنسا وبريطانيا ) تركة الدولة العثمانية المتهالكة وفي القلب منها الوطن العربي بجناحيه الشرقي والغربي لأن زرع الكيان الصهيوني الاستيطاني الاستئصالي لم يكن ليتم دون تفتيت الوحدة الترابية للوطن العربي واقامة كيانات اقليمية متناحرة على مختلف أراضيه يمكن للكيان اللقيط أن يوجد ضمنها ويتعايش معها بل ربّما يقودها، فضلا عن كونه سيظل رأس حربة للمشروع الاستعماري يحرس مصالح الغزاة ويجهض لحسابهم كل محاولة تحريرية أو توحيدية للأرض والارادة العربيتين . وهو ما حدث بالفعل حتى بعد اعادة صياغة موازين القوى الدولية اثر الحرب العالمية الثانية وحلول الولايات المتحدة الأمريكية محل بريطانيا في قيادة المشروع الاستعماري ورعاية العصابات الصهيونية التي نجحت في تحويل هذا الوعد الباطل الى واقع بتواطؤ أممي انخرطت فيه بعض الكيانات الاقليمية العربية التي تدين بفضل وجودها وحمايتها لنفس القوى التي أوجدت الكيان اللقيط ودعّمته. لكن روح المقاومة العربية التي وجدت تعبيرتها الأكثر وضوحا في ثورة جويلية الناصرية سنة 1952 ليبدأ تاريخ مجيد من النضال ضد المشروع الصهيوني وداعميه وضد الشروط الاقليمية التي تسمح باستمراره في الوجود.
وأصبح نداء الزعيم الخالد جمال عبد الناصر " أن ما أخذ بالقوة لا يستردّ بغير القوة " عنوانا ونبراسا لارادة المقاومة التي يشرّف حركة الشعب أن تعلن دائما انخراطها فيها ودعمها اللاّمشروط لها.
...


ان حركة الشعب وهي تستعيد، مع كل مكونات معسكر المقاومة على امتداد الوطن العربي، ذكرى هذا الوعد المشؤوم، يهمها ان تعلن مجددا أنه لا بديل عن نهج المقاومة لاسترداد الأرض السليبة وازالة العائق الذي يحول دون اتمام حلم الأجيال المتعاقبة من الشعب العربي في اقامة دولتهم الموحدة. وأن كل محاولات التفريط والتنازل التي تسمى زورا اتفاقيات سلام لن تنجح في جعل الباطل حقا أو اضفاء شرعية على كيان لقيط لا مكان له في أرضنا العربية. لقد كانت حركة الشعب تأمل أن يكون الحراك الثوري الذي عمّ مختلف أرجاء الوطن العربي في مستهل العشرية الأخيرة، مناسبة لاستئناف مشروع المقاومة ودفعه قدما نحو التحقيق الفعلي لغايات النضال العربي وعلى رأسها تحرير فلسطين. لكن مخططات المستعمر وتواطؤ جهات تحسب زورا على الشعب العربي لا تزال تسعى الى وأد هذا المشروع وتحريف وجهته نحو صراعات وهمية مصطنعة على أسس طائفية ومذهبيّه لن يستفيد منها الا الكيان الصهيوني. لكن الانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش العربي السوري على الميدان في مواجهة عصابات التكفيريين القتلة تبعث فينا الأمل من جديد أنّ النصر قادم وأن فلسطين ستظل القبلة التي تتطلّع اليها قلوبنا وعزائمنا حتى يعود الحق الى أصحابه.
المجد والخلود لشهداء النضال العربي على درب مقاومة الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية .

عن المكتب السياسي لحركة الشعب
الأمين العام
زهير المغزاوي



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 150160


babnet
All Radio in One    
*.*.*