<img src=http://www.babnet.net/images/8/siliana2012.jpg width=100 align=left border=0>
أيمن نوري
أحداث سليانة في 4 أيام:
أحداث سليانة في 4 أيام:
اليوم (-1): شبكة علاقات التجمع المنتشرة في كل الإدارات والمؤسسات الحكومية تستغل الإحتقان الشعبي الموجود حقيقةً في المنطقة والمتزامن مع تعاطي حكومي خاطئ في حالات إضراب مشابهة سابقا أعطى رسائل خطيرة و خاطئة( انظروا حالكم وحال أولادكم الموقوفين منذ 14 شهر، هذا كان نتيجة صمتكم، أنظروا كيف أطلق سراح أبناء منزل بوزيان وسيدي بوزيد حينما اضرب أها
ليهم و غيروا الوالي)، تأليب الأهالي على السلطة وتسخين الأجواء
اليوم (0):الاتحاد ومن باب استهداف حكومة النهضة والضغط عليها، يدخل على الخط ويعلن إضراب عام مطلبه الأساسي إقالة الوالي
3- غياب أي تحرك حكومي على الميدان، تباطؤ في ايلاء الموضوع حق قدره، كان من الممكن احتواء الوضع منذ البداية (خاصة وان المظاهرات كانت سلمية طيلة أسبوع كامل!!) وقطع الطريق أمام التوظيف السياسي للموضوع، بلاهة كبيرة من رئيس الحكومة بتحديه جهة مهمشة ليس لديها ما تخسر، كان من الأفضل زيارة الولاية ومسك العصا من الوسط وترك كل الخيارات مفتوحة أمامه عوض ربط مصيره بمصير والي.
اليوم (0 و 1):ا تعاطي أمني عنيف جدا واستعمال مفرط للقوة ( أكثر من 250 مصاب في 48 ساعة) مع استفزاز ممنهج للاهالي (خلايا كمال اللطيف النائمة في الداخلية؟؟) مع تواصل غياب التدخل الحكومي الناجع على الميدان ( زيارة ميدانية لوزير الداخلية أو الوزير الأول لمتابعة حقيقة الأحداث مباشرة عوض الاكتفاء بتقارير أمنية تخفي تجاوزات وحدات التدخل )
اليوم (1):ا تبرير ساذج و متسرع للعنف و لتجاوزات أعوان الأمن من طرف أعضاء الحكومة مع تصلب في المواقف أدى إلى إنتشار الإحتقان بين باقي سكان الولاية بما فيهم أتباع الترويكا في المنطقة، تزامن مع دخول بعض الأحزاب المعارضة لإستثمار الأحداث سياسيا.
اليوم (1 و 2): الحكومة تدخل في مواجهة إعلامية خاسرة بمحاولتها تبرير مالا يمكن تبريره ( الرش، الاستفزاز، العنف المفرط) خاصةً بعد ثبوت التجاوزات وتوثيقها (اصابات في الظهر، صور للبوليس في وضعيات استفزازية،...) و اكتفاؤها بالتركيز على نظرية المؤامرة (الموجودة نسبيا) دون توجيه النقد الذاتي ومراجعة الخيارات.
تونس اليوم بمختلف جهاتها وتوجهاتها تدفع فاتورة المراهقة السياسية والنرجسية المتوحدة لكل الأحزاب بدون إستثناء، احزاب وحدها يوما كرسي الدكتاتور وفرقها اليوم نفس الكرسي فتركت مصلحة تونس جانباً وصار كل يغني على ليلاه.
احزاب السلطة المنتشية بفوزها في الانتخابات (سنة أولى حكم) وجدت نفسها على راس جهاز دولة تفشى فيه سرطان التجمع (العارف والخبير الوحيد ،في كل الساحة السياسية، بدواليب حكم تونس) عجزت عن استئصاله وابدت ترددا وحيرة كبيرة في طريقة التعامل معه.
احزاب معارضة جرحت الانتخابات كبريائها و دخلت في صراع سياسي سابق لأوانه في وقت حتى قواعد اللعبة السياسية (الدستور) غير موجودة أصلاً! كان الأجدر بها توحيد الجهود لتسريع المرحلة الانتقالية والمشاركة في مواجهة سرطان التجمع.
إتحاد عمالي يعيش حالة مستعصية من جنون العظمة جعلته يفقد صوابه فخال نفسه كيانا فوق الدولة نفسها.
بقي في الأخير ازلام التجمع المقبور يقفون على اطلالهم، سعداء لشعب صار يحن لأيام جلادهم ويفضلها على حاله اليوم، شامتين في من خرج يوما يدعو لإسقاطهم فصار اليوم يرى في نداء أمواتهم أمل مستقبله ومستقبل ابنائه.
تصبحين يا تونس على خير،فقد أسكرني أهلك وما أنا بشارب خمر
Comments
8 de 8 commentaires pour l'article 57407