رسول الله نحبّه ، فهلاّ جمعنا حبّه و أقمنا شِرعته؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/63412c1766ad34.03697420_qjhfminpkoelg.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجي باكير

((و رَفعنا لك ذِكْرَك )) قالها أصدق القائلين و صادق الوعد والوعيد الحيّ الديّان جلّ و علا ، قالها في حقّ الذي أدّبه فأحسن تأديبه ، في حق المعلّم الأعظم عبده ونبيّه ورسوله الأكرم محمّد صلّى الله عليه و سلّم . كان ولايزال هذا الأمر قائما و ستظلّ هذه المكرُمة قائمة مهما توالت الأزمنة و اختلفت الأمكنة وعدلت أو جارت الأنظمة ، فحبّ رسول الله هو نور إلاهي يقذفه الله في قلوب المؤمنين بالرّسالة الخاتمة و الشريعة الوارثة لكلّ الشرائع السّابقة ، و حبّه عند هؤلاء المؤمنين يأتي مباشرة بعد حبّ الله جلّ جلاله و هو شرط أساس لصحّة الإيمان ،أن يكون الله و رسوله أحبّ إلى المسلم ممّن سواهما حتّى من النّفس المسلمة ذاتها ،،،

...

ترى المسلمون كلّ عام يحتفلون بمولد الحبيب صلّى الله عليه و سلّم و هذا من الجماليات ، طبعا إذا كان بطريقة لا تخرج عن دائرة الشّرع ولا تنافيه ولا تُعارضه و بلا تقديس ولا إطراء زائد ولا إنقاص لحقه صلوات ربي وسلامه عليه...

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا مُحَمَّدُ يَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا وَخَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَاكُمْ وَلَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .

لكــــــن من الواجب بداهة و حتما على علماء الأمّة و عامّتها تجديد العهد بمحبّة الله التي تمرّ فقط من طريق اتّباع رسوله و الإقتداء به و الإهتداء بهديه و العمل بالشرع الذي جاء به (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ والله غَفُورٌ رَحِيم ))ٌ

((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا))

هذا هو المطلوب على رأس الأولويات ، أن نقف جميعا لتقييم أوضاعنا الفردية و الجماعيّة ، الخاصّة والعامّة وأن نبادر بالعمل على الرجوع إلى الدّين الحنيف لنفّعله في حياتنا الخاصّة و العامّة و نتحلّى بأخلاق المدرسة المحمّدية - أيضا خارج المساجد - المدرسة التي أنتجت شِرعة و منهاجا ينتقل بالإنسانية من الظلام و الظلم و الظلمات إلى النّور و العدل و المساواة و الحريّة الملتزمة و تؤسّس لعقيدة تنهض بالأمّة و تنير دربها و تمدّها بسُبُل الخلاص و ترتقي بها مدنيّا و حضاريّا ...

هذا هو المطلوب أوّلا من أحبّاء المصطفى صلّى الله عليه و سلّم ، و المطلوب أيضا توحيد صفّ الأمّة ونبذ الخلافات و الإختلافات لأنّ الدّين واحد و العمل على نشره والأخذ به لا يخرج عن دائرة نفس هذا الدّين و أنّ كلّ قول يؤخذ منه و يُردّ إلاّ قول رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ،المطلوب كذلك الإحساس بآلام وآمال الأمّة واستشعار أعداءها للعمل على كشف وإبطال مخطّطاتهم العدوانيّة والهدّامة لا أن يوجّه المسلمون جدالهم و تشكيكهم و قذفهم إلى بعضهم فهذا ينافي محبّة رسول الأمّة الذي كان لا يغضب لأمر يهمّه شخصيّا و لكنّه يشتدّ غضبا أمام انتهاك محارم الله ،،،

إشارة أخيرة أريد أن أتوجّه بها سواءً إلى الذين يعارضون إقامة المولد أو الذين يُقبلون عليه ، فأمّا الذين يعارضون أقول لهم وقفتم ضدّا الفعل ولكن ماذا فعلتم إزاء التفريط في كتاب الله و سنّته في الحياة العامّة والخاصّة ؟ أمّا الذين هم مع إقامة المولد أقول لهم هلاّ خرجتم من دائرة الإحتفال إلى دائرة نشر سنّة رسول الله و عملتم على إحياءها وتفعيلها خارج المساجد و دعوتم إلى ذلك بالحكمة و الموعظة الحسنة و كانت طريقتكم لذلك من عين الفكرة ؟

كِلا الفريقان بلا شكّ يجمعهما حبّ رسول الله ، أفلا يكفي هذا الحبّ لأن يجمع بينهما و يوحّد جهودهما للتحوّل إلى ما هو أجدى و أنفع لأنفسهم و للأمّة و أن يقيموا الفرض قبل الخوض في السّنن و النّوافل ؟؟
...



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 254433

BenMoussa  (Tunisia)  |Samedi 08 Octobre 2022 à 10h 24m |           
انها فعلا ذكرى سعيدة هذا العام على صاحبها ازكى الصلاة والسلام
ذكرى عاد لتا فيها بعد غياب طويل استلذنا المنجي بكير
ناصر الحق والداعي اليه وممن لا يخافون في ذلك لومة لائم
نرجو ان لا يطيل علينا الغياب في المستقبل


babnet
All Radio in One    
*.*.*