<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5f8d56e880d874.44214127_fkonqmjigehlp.jpg width=100 align=left border=0>
أبو مـــازن
وزير الداخلية الفرنسي أو الجدارمي كما كان يحلو للأجداد أن يطلقوا عليهم في زمن بائد ينتقد ما يميّز جاليتنا من مأكولات و رواسب ثقافية عربية الأصل. لا يهم كيف كنّا نسمي ذاك الزمن، الحماية أو الاستعمار، ولكن الواقع يفرض وجود جيل خامس ان لم يكن سادسا صار فرنسيا كما كان أبواه وأجداده، فرنسيا حتى النخاع لغة ولهجة ومنطقا وثقافة ولكنه يدعى علي ومحمد وصالح وتدعى فاطمة وخولة وايمان وغيرها منا لأسماء الدارجة عند جاليتنا في فرنسا وفي كامل أوروبا.
وزير الداخلية الفرنسي أو الجدارمي كما كان يحلو للأجداد أن يطلقوا عليهم في زمن بائد ينتقد ما يميّز جاليتنا من مأكولات و رواسب ثقافية عربية الأصل. لا يهم كيف كنّا نسمي ذاك الزمن، الحماية أو الاستعمار، ولكن الواقع يفرض وجود جيل خامس ان لم يكن سادسا صار فرنسيا كما كان أبواه وأجداده، فرنسيا حتى النخاع لغة ولهجة ومنطقا وثقافة ولكنه يدعى علي ومحمد وصالح وتدعى فاطمة وخولة وايمان وغيرها منا لأسماء الدارجة عند جاليتنا في فرنسا وفي كامل أوروبا.
يحلو لهؤلاء أن يبتاعوا الهريسة واللحم المذبوح على طريقة المسلمين والكسكسي وعدد لا بأس به من التوابل والحشائش التي يمتاز بها الأكل المغاربي والعربي عموما. يصرّ الوزير الجدارمي أن يشير لهؤلاء ويحمّلهم مخالفة النهج اللائكي الفرنسي ولكنه حتما لن يجرؤ أن يذكر الكاشير اليهودي ولا المطابخ الصينية الذي يعد وجبات حي بأسره في قلب باريس.
لا يهمّ، فالعرب لا يدافعون عن أنفسهم بالحجة ولا بغيرها بل ينغمسون في مصالحهم وأشغالهم هنا وهناك. العرب لا يملكون لوبيات تدافع عن مصالحهم ولعلهم جاثمون بين الحرمان من ممارسة الشعائر الدينية والتهديد بالطرد. لكن الغرابة أن يفتح فاه العربي الذي يعيش في وطنه ليبيّن باطناب ان لفرنسا الحق في فرض طريقتها الاجتماعية فكرا وثقافة وحتى مأكولات. ان فرنسا على حد قوله مهددة في كيانها العلماني ولها أن تدافع على مبادئ جمهوريتها الخامسة أو ما بعدها.
ليلاحظ ابن جلدتنا الذي يقاسم الجدارمي فكرته أنّنا لا ننزعج من بيع لحم الخنزير في السوق المركزية كما أنّنا نحترم أيما احترام الزائرين لبلدنا للسياحة أو العمل أو حتى الإقامة الدائمة فالتونسي بطبعه متقبّل للآخر لا يرى وجود الأجنبي ضرب لوجوده بل ثراء قد ينفعه. ان هذا الوزير الغرّ من فكر ذاك الرئيس الذي لم يفلح في حلحلة وضع بلاده بل وعزلها عن دورها المحوري في العالم بتنطعه حتى افتقد شعبيته وأراد أن يراجعها بقليل من العنصرية المقيتة للفرنسيين من أصل مغاربي فيضيّق عليهم حرياتهم و مجال ممارسة حقوقهم التي يحفظها نظامهم الجمهوري.
Comments
6 de 6 commentaires pour l'article 213611