<img src=http://www.babnet.net/images/1b/lotfi1040.jpg width=100 align=left border=0>
مايا القصوري
" الغنوشي أقصى مناضلات النهضة المتحجّبات وولّى يحب الّي لابسين الدّجين المقطّع "
لطفي لعماري
"الغنوشي همّش مناضلات الحركة و يسعى إلى تسويق الصورة "
مايا القصوري
"النهضة عاقبت القيادات التاريخية المعارضة للغنوشي في ليلة السكاكين الطويلة "
محمد بوغلاب
و غيرها من التصريحات التي تبدو غريبة في التعاطي مع الحراك الداخلي التي تعرفه حركة النهضة على وقع تشكيل قائمات التشريعية ،غرابة التصريحات تكمن أساسا في التغييرات الشاقولية التي عرفها كل من خطاب العماري و القصوري ،فمنذ متى كانا يدافعان عن محجبات الحركة و مناضلاتها ؟
هذا التعاطي الأحادي مع المشاكل الداخلية التي تعرفها النهضة و التركيز على "قصف " رئيس الحركة راشد الغنوشي إعلاميا ،قابله تعاطف غريب من غرفة عمليات الحوار التونسي مع "قيادات المحنة" صلب الحركة ...تسمية قابلتها تسمية أخرى و هي "قيادات المنحة" و القصد من هذه التسميات الإشارة إلى الصراعات الداخلية بين تيارين داخل النهضة و هو تيار "المهجر " الذي عاش بحبوحة العيش و رغده في عاصمة الضباب بقيادة الغنوشي و تيار "الداخل" الذي عانى ويلات السجون و العذابات برئاسة عبد الحميد الجلاصي
تسمية جديدة تضاف إلى تسميات قديمة و ثنائيات يريد الإعلام ترويجها من قبيل "الصقور و الحمائم " و "الأنصار و المهاجرين "
ظاهرة غريبة ...فالإعلام الذي كان يوجه سهامه إلى أي قيادي نهضوي دون النبش الأركيولوجي في تاريخه أصبح يتعاطف مع بعض القيادات بتلاوة رسالة عبد اللطيف المكي الى راشد الغنوشي و المعروفة إعلاميا برسالة "إتق الله في الحركة " بتأثر بالغ من المحامية التي تنتحل صفة إعلامية مايا القصوري ، و عرض تدوينات القيادات النهضوية على شاشة البلاتو حتى خلنا أن لطفي لعماري سيجهش بالبكاء بعد إستعراض تدوينة القيادي سمير ديلو و التي قال فيها "الجو خانق ،أفكر في الإنسحاب نهائيا " ،حيث قام أستاذ المسرح (في رخصة مرضية طويلة الأمد منذ الثورة) بوضع عصارة ثقافته الركحية أثناء تحليله لهذه التدوينة المقتضبة و شرحها على المستوى المباني و المعاني و كاد أن يشرحها عروضيا على بحر الرجز مع تغير دراماتيكي في الملامح وزفرات متقطعة متباكية على مآل "الديمقراطية المزعومة " داخل الحركة الإخوانية التي تخاتل بتكتيكات زعيمها المرشد لإيهام الداخل و الخارج بتونسة الحركة و الحال أنها سقطت في اول إمتحان ديمقراطي .
و أمام العرض الفلكلوري الذي شاهدناه ليلة البارحة في بلاتو الحوار التونسي و الذي ركز على الآليات الثقيلة لقصف حصون "رئيس حركة النهضة الديكتاتوري " لنا أن نتساءل
لماذا يريدون حركة النهضة بدون غنوشي ؟
هم يريدونها نهضة بدون غنوشي لأسباب عدة وهي :
- يريدونها نهضة منزوعة الدسم و المخالب
- يريدونها نهضة محكومة بساندروم النداء و الشقوق و ساندروم الجيش المكسيكي حيث الجنرالات أكثر من الجنود و لكل كتيبته يحركها بعد كل خلاف بإستعمال كل الأسلحة حيث اعتبر الصحفي زياد كريشان في كرونيكه في برنامج ميدي شو أن الصراعات داخل حركة النهضة مفتوحة على فصول أكثر دراماتيكية بعد خروج الغنوشي
- يريدونها نهضة بدون زعيم وازن إقليميا و قد أرهقتهم جولات الغنوشي في العالم من الصين الشعبية إلى فرنسا و بريطانيا و مؤتمر دافوس و القائمة تطول بدون أطلس يسهّل لنا إستعراض قائمات العواصم و الدول .
- يريدونها نهضة بدون مستشرف للمآلات و العواقب وهو الذي أجهض أحلامهم بإستنساخ سيناريو مصري في تونس في صيف 2013 ، و تنازل عن السلطة طواعية و قبل بالحوار الوطني بعد لقاء البريستول الشهير بباريس و الذي جمعه بالباجي قايد السبسي و جنّب تونس ويلات إحتراب أهلي يعيد تونس إلى مربّع الإستبداد بالرغم من سلبيات هذا التوافق على المستوى الإقتصادي و الإجتماعي.
- يريدونها نهضة صدامية عقائدية يسهل الترويج لإقصائها داخليا و خارجيا .
- يريدونها نهضة معزولة لا تملك من هوامش التحرك إلا بعض الأمتار داخل أسوار مونبليزير و المقرات الجهوية و قاعات اجتماعات النزل خلال دورات الشورى.
- يريدون نهضة بكتلة برلمانية عقيمة تمارس ثقافة الحركات الإسلامية الكلاسيكية التي تقوم على الخطابات المتكلسة و صناعة العداوات الهووية في رمال إقليمية متحركة .
- تفزعهم سردية "الإسلام الديمقراطي " و التشبه بالحزب المسيحي الألماني و هذا تشبيه تحدثت عنه كبرى الصحف العالمية من النيويورك تايمز إلى الواشنطن بوست و الإندبندنت و كتبت فيه الأكاديمية أنا وولف مجلدا ب300 صفحة و كذلك صفوان المصري في كتابه "الإستثناء التونسي" و أطنبت في تحليله مراكز البحوث من كارنيغي إلى بروكينغز و حتى جامعات أوكسفورد و واشنطون.
- تفزعهم فرادة النموذج التونسي الذي تعايشت فيه التيارات الإسلامية و العلمانية
- تخفيهم "النهضة التونسية " التي صمدت أمام العواصف الهوجاء وأحبطت كل مخططات عربان الخليج و عيال زايد ووكلائهم في المنطقة .
الخلاصة ... لا يريدونها "نهضة" ..لكن ما كل مايشتهيه العماري يدركه
Comments
7 de 7 commentaires pour l'article 185956