منعتك فرنسا من أمينة فيمن فاستقويت على أمينة نقاب!!!

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d205f37d9e8d6.68399745_oiplqmhjfgnek.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

هذه الليلة ستنام المنقبة تحاصرها الحيرة، كيف ستصنع في مستقبلها، ماذا عن نقابها الذي تعتقد انه الواجب الشرعي الملزم، وماذا عن عملها ورزقها وسالف نشاطها داخل مؤسسات الدولة؟ اليوم تنام المنقبة على أمل أن تعدل المحكمة الموقرة بينها وبين المتعرّية، وحده القضاء من سيساوي بين العارية تماما والمتغطية تماما...قيل للمنقبة ان المشاهد الجنسية العارية المثيرة إنما هي لضرورة فنية، فليكن نقابها لضرورة دينية او لضرورة فقهية، أو لضرورة اجتهادية.. وكما تركتم توري نوري، اتركوها تغطي نغطي.. ستنام المنقبة ليلتها هذه وهي تدرك في قرارة نفسها أنها لم تذهب ضحية لقرار امني، بل ذهبت ضحية الشهوة انتخابية مبكرة.

...

من المؤسف أن يتم تناول موضوع النقاب بطريقة عشوائية ضيقة، تشبع وجهة نظر وتنسف اخرى، لا نتحدث عن الرافضين لفكرة النقاب والحجاب والفقه والدين من اصله وفصله، ولا نتحدث عن الشاهد كقناص للفرص يبحث عن تغذية شعبيته بالحلال والحرام ، بالجيفة والنطيحة، بالحق والباطل، إنما الحديث عن الذين قرروا ان الحجاب عبادة والنقاب عادة، وحسموا أمرهم بالركون الى حديث أسماء، فلا هم كلفوا أنفسهم التوسع في البحث عن المنطلقات الفقهية للنقاب، ولا هم جنحوا الى التعامل الانساني مع من تعتبره عبادة، إذا نُزع عنها فقد نزع دينها، كما كانت المحجبة تعتبر ان الحجاب عبادة اذا سُحب منها فقد سحبت روحها معه.
فضيع ان تأتي واحدة استماتت في الدفاع عن حجابها أيام بورقيبة وبن علي، وربما دفعت في سبيله الانتهاك الأدبي والبدني وما أشنع، ثم تبارك اليوم قرار منع النقاب، وهي تدرك ان ما تسوقه من تبريرات كانت ساقته تونسية غير محجبة في حقها، حين طالبتها بنزع الفولارة لأن لا دليل عليها في القرآن وأنها تهلكة في الحر، جالبة للمخاطر الأمنية، متسببة في الاحراج للاب والام وسائر الاسرة، حينها كانت المحجبة تبحث عن كلمة انصاف، عبارة تنتصر لها او تشد من عضدها، كانت لديها قناعة تامة انها تتقرب إلى الله بحجابها، تماما كقناعة المنقبة انها تتقرب إلى الله بنقابها.. كانت المحجبة تعد المنشور 108 من الابتلاءات العظيمة التي تمحص صبر صاحبة الحجاب، كذا المنقبة تعتبر النقاب من الابتلاءات الكبيرة التي تمحص صبر صاحبة النقاب.
المسالة كانت ومازالت مسألة حوار واقناع وليست مسألة خاضعة لأزرار الدولة، لأن الدولة العادلة لا تعبأ بلباس هذه وتلك، وإنما تعبأ بمشاعرها، اللباس لا يهم الدولة ابدا، وان لا تشعر المرأة بالغبن والمرارة يهم الدولة جدا، وحدها الدولة التابعة، الدولة المخادعة من تقوم بحل قضايا نساء فيمن في اطر ودية تراعي سطوة المنظمات الدولية، وحدها الدولة الماكرة من تتصيد لحظة مجتمعية متوترة لتفز فوق نقاب انثى ومن عليه تحقق بعض الأرباح الانتخابية.
كما دوما دخل الإعلام على الخط، وقدم وصفة عن الدول الغربية التي منعت النقاب كما منعه الشاهد! وإنهم لكاذبون!!! نحن الذين نعيش منذ عقود في الغرب وندرك ان المنع ، كل المنع، النقاب والحجاب والمقابر والمسابح والأضحية.. جاء على خلفيات سياسية دينية وليس على خلفيات امنية، دول متطور منظومتها الامنية عنكبوتية التشكيل، لا يمكن ان تخشى من نقاب، لكن ثقافتها حساسة الى درجة ترفض الاحتكاك بالثقافات الاخرى، ربما تقبل بثقافة معزولة جانبية فلكلورية الدفع، تلك تتعامل معها من باب الإثراء المجتمعي، أما الثقافات ذات الخصوصية الصلبة، العنيدة التي تتقدم، تتوسع وتأبى الذوبان، فتلك لابد من استعمال عصا القانون لفرملتها.
اذًا ما يحسم المسألة هي الحرية، وإذا ما تركنا صفقات الشاهد ورغبته في تحقيق مكاسب انتخابية، وسلمنا بنزاهة القرار وخلوه من موانع التوظيف، فلا أقل من تحميل الدولة مسؤولية حماية المجتمع، ليس بانتهاك الحريات وإنما بابتكار اساليب أمنية ناجعة وعلمية، بعيدا عن ازرار المناشير والقرارات الجاهزة التي تغازل المشهد العلماني المتنفذ داخل المؤسسات والهيئات والمنظمات والإعلام والمال.. على الدولة ان تتجنب الحلول الجاهزة فهي تربة خصبة لإعادة إنتاج دولة القهر، لا يمكن أن تحمينا الدولة من سارق خطير باقتحام منازل مليون من المشبوهين، لا يمكن أن تهجم على الف مواطن، للقبض على مهرب خطير، لا يمكن للدولة أن تفجر بناية شاهقة مكتنزة بخلق الله لان احد الارهابيين تترس بها، لا يمكن للدولة ان تعذب مئات المواطنين بالكهرباء لأنها تبحث عن معلومة دقيقة بحوزة أحدهم واستخلاصها سيحقق لها بعض النجاحات الامنية.
دولة لا تلبس فيها امينة فيمن ابدا، ثم تكرم في المهرجانات، ودولة تلبس فيها أمينة نقاب جدا فتجابه بعصا القانون، تلك دولة "كم جونغ أون" وليست دولة الحق والقانون...
الاقوياء يحققون انتصاراتهم على الفقر والجريمة والاحتكار والقوى الإقليمية المتربصة، والجبناء يحققون انتصاراتهم على شريحة من النساء اللواتي وقعن بين مطرقة عبد الرحمان السديس وسندان يوسف الشاهد.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 185240

Aziz75  (France)  |Samedi 06 Juillet 2019 à 23h 40m |           
الشاهد تتحكم فيه أياد خارجية،فلا حول و لا قوة له.لهذا السبب لا يمكن أن يحافظ على مصالح البلاد.الحل الوحيد،نأتوا بغيره.هو لا يصلح لا للدنيا و لا للدين.روح ألعب بغيد

BenMoussa  (Tunisia)  |Vendredi 05 Juillet 2019 à 22h 34m |           
الشاهد قناص للفرص
حرام عليك لا تظلم الشخص فهو مجرد دمية تحرك بتعليمات لا عقل ولا قنص


babnet
All Radio in One    
*.*.*