نعمة من نعم ثورة 17 ديسمبر عشناها في ألمانيا

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d1cd6d32d5e34.93796265_qjmklpeghonif.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

من يقول ان ثورة سبعطاش ديسمبر لم تصنع القفزة النوعية في تونس، ولم تحوّل ليل القهر الى صبح حرية ابلج ولم تنقل الخوف الى الضفة الأخرى، ضفة القهر حتى اضطرته الى صحراء نجد، من يقول بذلك لا أقل من انه اسير الجحود لا تعنيه الحرية ومدار امره البطن وما حوى.

...

عشنا في ألمانيا كما عاش غيرنا في تونس وبقية دول الخارج على وقع انتخابات استثنائية داخل حركة النهضة، لتصعيد ممثليها في الانتخابات التشريعية المقبلة، كانت عبارة عن نموذج مصغر لانتخابات كل تونس، تشريعية ورئاسية، رأينا التنافس ورأينا فن الدعاية ووقفنا على قيمة الحرية، وعرفنا الفروق الشاسعة بين الثورة الفاشلة والثورة الناجحة، ففي الثورة الناجحة يتابع أعضاء النهضة انتخابات المانيا كما إيطاليا كما صفاقس كما القصرين كما مدنين، متابعة دقيقة، بل ومتابعة قبْلية في شكل استطلاعات، وبعدية في شكل قراءات، في المقابل مرت الانتخابات المصرية في صمت رهيب، جمع المشهد بين الدراما القاسية والكوميديا الغارقة في السخرية، فيما اليمن وليبيا مازالت تحلم بوقف الحرب واستتباب الأمن ومن ثم تشكيل الأحزاب ونضجها وصولا الى إجراء انتخابات داخلية تحكمها القواعد، لذلك قلنا ومازلنا نقول ان التجربة التونسية افلتت بعيدا.. وما انتخابات النهضة الداخلية إلا لبنة من لبنات البناء قد تغري بقية الأحزاب بالنسج على منوالها، بل يجب ان تغريهم.

في ألمانيا كانت الصورة رائعة، انطلق السباق برباعي نهضاوي ليس بينهم مستقلين ولا متعاطفين فالحركة اختارت الدخول بأبنائها إلى محطة تعتبرها مفصلية في تاريخ الانتقال الديمقراطي، منهم القيادية النهضاوية أحد لبنات العمل النسائي الإسلامي رشيدة نفزي، الناشط المجتمعي صالح كسيبي، الشاب الحيوي الذي يحسن إدارة المعارك السياسية ويصنع المراكمة باستمرار عبد الفتاح شعبان، والقيادي المحنك خالد موسى، وكدليل على الحركية التي أحدثتها الانتخابات الداخلية، هاتفني احد الجزائريين يسأل عن حقيقة تقديم الانتخابات التونسية من أواخر 2019 الى منتصفها، اعتقد الرجل ان تلك الحركية تتعلق بانتخابات تونس وليس بانتخابات أحد أحزاب تونس، وذلك للحيوية التي أحدثتها المحطة. بعد انسحاب الناشط المجتمعي وعضو مكتب الجمعية في ألمانيا صالح الكسيبي، انحصر التنافس بين الثلاثي، رشيدة وخالد عبد الفتاح، "امرأة-رجل-شاب"، لينتهي العرس بتصعيد احدهم "خالد موسى" كمرشح للنهضة على ألمانيا، والحقيقة ليس المهم من هو، لأن الولاء للفكرة والمشاريع وليس للأشخاص، بل المهم هل سيتم الاستثمار في هذه التجربة وكيف؟

بالتأكيد كانت هناك بعض المناكفات والاحتجاجات وايضا التجاوزات، وهذه سلوكات تندرج ضمن عثرات المجهود الانتخابي تهيئة وتنفيذا، ناهيك كونها التجربة الانتخابية الاولى التي تعيشها النهضة بهذه الدقة وهذا الوضوح وهذا الشكل المباشر. رغم النقائص تبقى تجربة استثنائية، ليس في رصيد النهضة فحسب بل في رصيد التجربة التونسية التي تصر على تأثيث ديمقراطيتها تحت القصف المركز.
ما أعظم النقلة النوعية التي أحدثتها ثورة سبعطاش ديسمبر، هذه النعمة التي نقلت التونسي بالخارج من مشبوه بل متهم حتى تثبت ادانته، الى صانع رأي وصانع حكومة وصانع رئيس، اصبح الرئيس يخشى من عقاب المواطن التونسي في الانتخابات القادمة، بعد ان كان المواطن التونسي يخشى من عقاب الدولة في العودة الصيفية القادمة! اليوم ونحن نعاين في المهجر الانتخابات النهضاوية، ونستعد عبر التسجيل في القنصليات للانتخابات التونسية، نستذكر جيدا هذه القنصليات والبعثات الدبلوماسية الدافئة الناعمة، كيف كانت بالأمس القريب مناخاتها توحي بمناخات القنصلية السعودية بإسطنبول.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 185088

Sarih  ()  |Jeudi 04 Juillet 2019 à 10h 43m |           
@ mongi guichaoui
صحيح يا سي منجي الخبر هذا يدير الددي في ڨلوب الناس الحقودين العدميين إلي ما يحبوش الخير لكل التوانسة بجميع أطيافهم، الله يهديك فيق على روحك أعمل تحيين لمواقفك وافكارك الوقت يمر بسرعة

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 03 Juillet 2019 à 18h 57m |           
أجواء نهضاوية متميزة قادمة من ألمانيا تبعثر برسائل مطمئنة على مستقبل الديمقراطية في تونس من الحزب الأول على الساحة الذي يمارسها انطلاقا من قواعده .نتمنى أن تنتقل العدوى لكل الأحزاب على الساحة ولو بعد حين .


babnet
All Radio in One    
*.*.*