بلقاسم البريكي في حيرة.. بين عبير موسي والفة تراس..

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d0abc6ca3cb70.83550492_pgfqnkmelihjo.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

محنة فنان .. ثبات فنان.. عزيمة فنان.. هزيمة فنان.. فشل فنان.. نجاح فنان....أي العبارات أصح في الحكم على الفنان بلقاسم البريكي، هل نجح الرجل من خلال البقاء في ساحة تسلطن فيها اللحم والاثارة والصادم، هل كان علينا ان نرفع القبعة لفنان "لابس" يتحرك بين غابة من العراة، هل أخطأ حين اقتنع بالبقاء الخافت، أم انه ابدع حين رفض ثنائية التعري أو التنحي وقرر ان يبقى بحيائه ويحاول تغذية بقعة النور لعلها تشب وتهب..وقع الفنان بين مطرقة الذوق وسندان السوق، اذواق تبلدت واسواق اغلقت أبوابها أمام كل الذين تورطوا في ممارسة الشرف.. لقد كانت كمية الفن التي فجرها بلقاسم عقب اطلالاته الأولى عبر الكاميرا الخفية منذ سنوات طوال، تشير الى خزينة فنية ستحطم سدودها بعد الثورة لتُغرق الساحة بالفن المليح.

...


حين تتحلق اسرتك الصغير والكبيرة وتفتح الجهاز العجيب فتحاصركم مشاهد الإسفاف اللفظي وتصدمكم الغريزة المنثورة بعناية في أرجاء استوديوهات أعدت لأغراض جنسية بواجهة إعلامية، حينها يصبح الملاذ الوحيد هو آلة التحكم، تسحبها وتتساءل كما يتساءل الكثير من المشفقين على وضع الساحة الثقافية الفنية، اين هو بلقاسم البريكي؟ لماذا لا يأتي هذا المساء، لماذا لا يأتي لنتسامر، هو من خلف الشاشة ونحن من امامها، والاسرة مطمئن للأمن الاخلاقي المستتب، في تلك اللحظات كان بلقاسم البريكي و"امثال بلقاسم البريكي" يتساءل، أين هي الناس؟ اين هو الذوق؟ اين الذين سيطالبون بي، اين الذين يرددون عكاظيات الاخلاق ويكثفون آهاتهم حسرة على تردي الذوق، اين الذين يخافون على اسرهم من هذا الوبال، لما انشغلوا عن طلب بلقاسم وتوفير الأسباب لقدومه إليهم، هل انصرفوا بعيدا عن الشاشة والبيت والحي؟ هل انتحروا من هول اللحم الفهري المنثور...لا، لا، يا بلقاسم، إن الكثير من الشرفاء الذين رفضوا الاستسلام الى التسليع الآدمي، تركوا أولادهم أمام التلفاز وذهبوا الى غرفهم لمتابعة المسلسل اللعين عبر شاشة الحاسوب، يتابعونه الى آخر مشهد بنية النضال، بنية كشف العدو، بنية لعن المسلسل والدعاء على من صوره وأخرجه.

سيظل بلقاسم يترقب خالتي شريفة وخالي الشريف والعائلات الشريفة كي تلتحق به في ساحات الفن الشريف، يأتونه ليلعنوا له الرداءة، سيحدثونه عن فظاعة الجينيريك، وعن الدخلة، وعن فستانها عن لوبانها ودوزانها ودهانها، سيحتج السيد شرفي بقوة لدى بلقاسم عن اللقطة الحميمية الغير شريفة، وعن العبارات البذيئة، وعن الإيحاءات، يـــــا الله! الإيحاءات!! إنها مرعبة لا تمت لديننا الحنيف بصلة!! ثم سيقترب أكثر من بلقاسم ويسأله "سي بلقاسم حسب تجربتك الفنية، سهام باش تاخذ وجدي والا باش تاخذ فخري؟" يصرخ بلقاسم، يبصق بقاسم في وجهه السيد شرفي.. يحدث بلقاسم نفسه بأحد الحسنيين، الالتحاق بألفة تراس او بعبير موسي.. ذكي بلقاسم، ذكي جدا، يدرك جيدا ان الاجرام المنظم أقل بشاعة من النفاق المنظم...ينصرف البريكي الى حال اختياره، فيهرول خلفه الشرفاء ابناء البلد، ينادونه، يا بلڨــــــاسم..يا بلڨــــلسم، يلتفت الرجل، لالا لالا..مانيش بلڨاسم، اسمي بلقاسم بلقاسم، قاف ماهيش ڨاڨ.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 184251


babnet
All Radio in One    
*.*.*