لا يمكن اعتماد أي منطقة من سيدي بوزيد كعينة ومن ثم سحبها على بقية المناطق التونسية، لان مدينة الثورة وجيوبها لها خصوصياتها ومزاجها لا يمكن التحكم فيه، نظرا للأداء الرائع الذي قدمته خلال مداولات الثورة وقبل ذلك لأن ثورة سبعطاش خرجت من رحمها، رغم ذلك ورغم انها قلبت الصفحة القديمة وفتحت صفحة جديدة، ظلت خارج الصفحة التي فتحتها، وكأنها خلقت للغزو وخلق غيرها للفيء.

ولإن تعذر الاعتماد على نتائج سوق الجديد، إلا أنه يمكن الاستئناس بها لبناء مقاربة ولو نسبية، ولعل أول الاستنتاجات ان النهضة ما زلت مستقرة ولم تنجح الهرسلة الممنهجة في ابتزاز حاضنتها ، ثم ان المنظومة القديمة تبدو بصدد إخلاء مواقعها لصالح التيار وربما لصالح غيره من الأحزاب في مناطق أخرى بعيدة عن الخصوصية البوزيدية، لكن الشيء الثابت والذي ينسحب على بوزيد وغيرها، ان المنظومة القديمة جنحت الى الافول، وان الشارع بدأ يبحث عن بدائل من خارج التوصيات الاعلامية المسقطة، ما يعني ان مزاج المجتمع وخيبته وتطلعاته وآماله، عوامل ستسهم في تحديد خارطة التشريعيات المقبلة، مؤشرات غير مؤكد، تقول بان صوت الشارع سيعلو خلال الاستحقاق التشريعي والرئاسي فيما ستخفت اصوات عبد الوهاب عبد الله والرمضاني وكمال لطيف.