الأخت جاسيندا

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5c95cfa46eb339.26896658_giphjqnmelkof.jpg width=100 align=left border=0>
Photo Credits: Christchurch City Council


أبو مـــــازن
هي التي بكت متأثرة بما وقع من قتل و ارهاب في مسجدين باحدى مدن بلادها، هي من انتقلت من مقابلة صحفية الى اخرى لتشرح أن الحادث ارهابي و أنّ من قام به غريب أبيض "استرالي" أراد تشويه سلمية أهل نيوزيلندا. هي من واست أهل الضحايا وحضنتهم بكل خضوع ومحبة و ألم وهي التي تسعى الى الحد من حمل الأسلحة في وطنها ليحافظ على سلميته وتعدد أعراقه و لغاته.

جاسيندا رئيسة وزراء نيوزيلندا الشابة الأنقلوسكسونية تلبس الحجاب احتراما لمشاعر المسلمين وحزنا لمصابهم و أحد التونسيات ترفض تغطية رأسها لمجرد القسم على القرآن بدعوى الحداثة. جاسيندا ترفع الأذان احتراما للجمعة و ايذانا بمراسم الدفن المهيب الذي واكبه الاعلام و أحد تونسياتنا أيضا تنبهنا في ما مضى بضجيج الأذان والديسبال الزائد عن اللزوم. جاسيندا تفتح جلسة برلمان دولتها بالذكر الحكيم و أحد التونسيات تصف هذا القرآن الكريم بكتاب الأساطير. جاسيندا تسير بين المشيعين وحيدة دون زعامات، تلك الزعامات التي ازدحمت في حادثة شارلي أبدو. لم يكن معها عبد الله الأردن و أبو مازن الفلسطيني ولاأمراء الخليج ولا رؤساء العالم "المتحضر" ولعل باجينا معذور عن عدم الحضور اذ تبعد المسافة آلاف الكيلومترات.
...



Photo Credits: Christchurch City Council


تبّا ، من المسلم ؟ جاسيندا أم مشاهيرنا و مشاهير اعلامنا الأخرق الذي عرّج على الحدث وكأنه لم يقع بينما حجز الساعات الطوال لكلنا شارلي. الارهاب مدان أينما حل و الارهاب ضعف يحتمي به الجبان الذي لا يملك الحجة والاقناع بما يختلج داخله. كذلك عمد هذا المجرم الارهابي الذي لم يكن مسلما لينتصر الى تاريخ صليبي ضارب في القدم فيعلم عالمه المتقدم أنّ المسلمين هم الاعداء وتجيب جاسيندا الرقيقة القوية بأنّ ذاك الزمان ولّى غابرا وأنّ الانسانية الحقة لا تعرف الألوان ولا الأديان فكلنا لآدم وآدم من تراب.

جاسيندا الاخت التي تحفظ بلدها ودينها و أصولها الأوربية الساكسونية ولكنّها تحترم الانسانية وتحترم الدماء التي سالت ظلما وبهتانا لمجرد أنّها قامت للصلاة. ليت لمصر جاسيندا تقف على ما قام به راعاة الانقلاب من قتل وتعذيب واعدامات بالجملة وليت لسوريا جاسيندا فتمحو ما فعلت النصرة و ما فعلت النظام و ما فعلت داعش و ما فعل المتدخلون الخارجيون في أهل الشام من تشريد وتقتيل و تنكيل وبراميل. ليت في اليمن جاسيندا فلا نرى طيش الامارات و ايران في ذاك البلد الذي سمي سعيدا وصار خرابا تسكنه الأوبئة والموت. ليت جاسيندا تجول عالمنا العربي والاسلامي لتندد بالقتل والتعذيب لأجل الدين والفكرة و اللون و اللغة.

الأخت جاسيندا التي قطعا أزعجت أنظمة العرب العميلة للصهيونية اذ طلب منها تدمير شعوبهم بهويتها و تراثها فهدمت مدن ضاربة في القدم و سرقت ونهبت متاحف و طمس تاريخ أمّة عظيمة كانت خير أمّة اخرجت للناس. جاسيندا خالفت الصهيونية وأذيالها ولن يتركوها لتصنع الحدث فقد حاول سابقون و قضت عليهم آلت الطمس، غيرها ممن حاولوا كُثر فهل تنجو تنتصر؟



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 179209

Nasih  (Tunisia)  |Lundi 25 Mars 2019 à 22h 09m |           
Chapeau bas a la grande JACINDA.

Fessi425  (Tunisia)  |Samedi 23 Mars 2019 à 14h 39m |           
إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا

لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ


BenMoussa  (Tunisia)  |Samedi 23 Mars 2019 à 09h 51m |           
من المقالات ما تنزل بردا وسلاما على القلب تنعش النفوس وتحيي القيم وتشد العزائم تنساب بسلاسة ابتداء من العنوان فلا يمكن ان تخطؤها بتاتا
اما الارهاب في عالمنا اليوم فهو مدان مندد به ما امكن ربطه بالاسلام ولو من بعيد مثل حادثة شارلي ابدو وحوادث سبتمبر وغيرها
وفي ما عدى ذلك فهو مسكوت عنه بل مرحب به خاصة ان كان ضحاياه من المسلمين مثلما يحدث في فلسطين وسوريا واليمن وافغنستان والفيليبين ونيوزيلندا

Tuttifrutti  (Singapore)  |Samedi 23 Mars 2019 à 08h 14m |           
Respect & love for #JacindaArdern

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 23 Mars 2019 à 07h 46m |           
ألف تحية وتحية صباحية الى الجميع والبداية مع هذا المقال الطريف الذي يسقط الأقنعة الحداثية التي يتجمل بها الساسة لاخفاء نزعتهم الارهابية المفضوحة على خارطة العالم اليوم .الارهاب ضرب في باريس كما في نيوزيلاندا لكن الضحايا ليسوا من لون واحد وان اشتركوا في الانسانية ولو حدث العكس وكانت المجزرة في كنيسة بارهابي عربي لاختلف الأمر ولتحولت نيوزيلاندا لكلنا شارلي هبدو .


babnet
All Radio in One    
*.*.*