قد يكون من المفيد تجاوز هذه الاطراف التي تصر على التلطخ في الوحل، لكن حين ندرك ان الضحية هو منبر الاحرار، منبر الحامي وحشاد وبن عاشور وعاشور، يصبح من الصعب تجاهل حماقات المرور من مرحلة التأسيس الى مرحلة التجبيه "جبهة" ثم الانزلاق الى فاحشة الترويج للكذب والاشاعات في وقت لاح خورها واتضح انها ورقة متعفنة تم استعمالها بحمق وغباء من أجل فرملة أحد فرقاء الساحة السياسية، ومنعه من ممارسة النجاح بطرق مقززة والغة في التلفيق المهين.

بعد سويعات او ايام بالكثير من انهيار اسهم الورقة الاخيرة"جهاز سري"، وامام ترنح الجبهة المتاثرة بصعقة بشر الشابي، تراجع المصعوق، وتقدم الاتحاد ممثلا بفرعه في نابل، تقدم المنبر العمالي المهيب صاحب التاريخ الحشّادي الحافل، للقيام بمحاولة اخيرة لإسعاف الكذبة واعادة المسخرة الى الواجهة، تقدم ليعري أكثر! ليعاند المكون اليساري في حرفة رديئة اسمها"توري نوري"، تتعرى الجبهة فيهرع منبر العمال المختطف الى التعري، تبا لك هذه تعرض مفاتنها في الحرام وأنت ماذا تعرض!!! تبا كيف تخمرت نظرية الفعل النقابي وانصهرت مع النفايات حتى انتهت الى صنعة التنقيب في الماخورات! كيف قطع ممثل البدلات الزرقاء وعرق المصانع وغبار الفلاحين وضجيج الكادحين، كل تلك المسافة الفاصلة بين الحقول الوارفة ومزابل الأيديولوجيات الفاشلة، تبا كيف انحرفت مكينة حشاد بمشربها ومغسلها، كيف تركت الارتواء من واد مجردة والاغتسال في فسقية الاغالبة، وانتهت تتخبط في مستنقعات الاستئصال الآسنة!
أمام عملية الاتلاف الممنهج لتاريخ الشغيلة، وأمام الاختفاء الخبيث الورمي لعناصر الفشل الاستئصالي داخل مكونات المجتمع المدني، أمام هذا العبث، لما لا تتحرك المجموعة الوطنية لتنقية منابر العمال وحقوق الانسان ومختلف القطاعات، من هذه "الجرابع" التي تهرب من ساحات السياسة وتخنس داخل منظمات المجتمع المدني لتستعملها ليس في كسب منافع سياسية وإنما لتحطيم النجاح السياسي، وإذا كانت هذه الجرابع تصر على التمترس داخل الهيئات وتُقسم بقرفها، تقسم بأغلظ إمائها، على عدم ترك منبر العمال في حاله، لما لا نصل معها الى تسوية تفيد الوطن حتى وان بهتت شركاء الساحة، لماذا لا يشرع هؤلاء في استعمال الاتحاد والرابطة وغيرها من المنظمات في أغراض سياسية، تخدمهم وحدهم دون غيرهم، بدل استعمال هذه المنظمات في أغراض تدميرية تستهدف النجاح الحزبي ونجاح الانتقال الديمقراطي ونجاح الثورة.

يدرك جيدا قراصنة المنبر النقابي الشريف ان مجهوداتهم في تشويه خصمهم على شرط الهوية، إنما تصب عائداتها في جراب المنظومة القديمة، كما تدرك قوى السطو العمالي ان الجبهة الشعبية لا يمكن ان ترتقي الى بديل او فاعل سياسي، وإنما هي تخلقت من فضلات ستيناتية محنطة، لتمارس دور الإلهاء، دورالإغواء.. قل للخبيثة في الرداء الاحمر، ماذا فعلت بثورة شعب طامح متوثب، قد كان شمر للرقي همته، حتى قطعت عنه طريق السؤدد..