كيف تؤيدون الثورة على بوتفليقة الذي سد ابواب البلاء على الثورة التونسي وكان صديق الغنوشي ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/7/bouteflika.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

لم يكن بوتفليقة والمنظومة التي حوله على عداوة مع الثورة التونسية، ولم يثبت ان صدرت أي من القلاقل من الجار الغربي، بل جاء الدعم المادي في بعض الأحيان والمعنوي في الكثير من الأحيان ، خاصة حين اقتربت سناجب النفط الإماراتي من حدودنا الشرقية وارسلت تغازل الجزائر بملف الصحراء وبدعم العهدة والعُهد، حينها رفضت الجزائر في مجملها دون ذلك الارتخاء "الغير مفهوم" الذي أبدته بعض أطراف النظام ولم تفلح في تمريره على الغالبية.. جيد هو أداء السلطة الجزائرية تجاه ثورة سبعطاش ديسمبر، بل متميز، لم تخن الجزائر ولم تستسلم لإغراءات الاجرام الزايدي ولا حرك فيها صاحب المنشار شهوة الاستثمار في وطن الساقية، وطن غار الدماء، الوطن الذي احتضن قيادة الاركان تحت امرة بوخروبة"هواري بومدين"، لم تكشف الجزائر ظهر الثورة التونسية، وأكثر من ذلك استقبلت في مناسبات مدروسة ومقصودة راشد الغنوشي الخصم الأكبر للثورة المضادة في الداخل والخارج، كان ذلك تنفيسا عن التجربة التونسية واشارت للضباع التي تحوم.

...

اذا كانت سلطة بوتفليقة مع الثورة التونسية وعلى علاقة جيدة بالحزب الخصم للثورة المضادة "النهضة"، فهل يعقل الانحياز للشعب الجزائري حين خرج يطلب التغيير وينشد الدولة الديمقراطية ويرفض دولة التقشف الديمقراطي؟! هل يعقل ان تنتصروا للشعب على حساب سلطة الجار الغربي المهادنة لثورة سبعطاش ديسمبر؟! نعم والف نعم.. تلك هي روح سبعطاش ديسمبر، الشعوب قبل الحكام، الشعوب قبل صلاح الدين الأيوبي، قبل الدغباجي، قبل عمر المختار.. لن نضل رهينة نمارس الصبر الذليل مع اليزيد الفاسق وما بعده من أرقام جور، نترقب عمر بن عبد العزيز ليعدل فينا لسنتين، ثم يذهب ونبقى نعاقر الخيبة نستمطرالفرج من العباسيين فيأتون ولا يأتي الفرج، ننبطح في ذل رهيب، يتناحر فوقنا الصنهاجيون والفاطميون والازارقة الاغالبة، يتسابقون الى سدة الحكم حتى الغروب، ونذهب نحن لنبايع عند شوق الشمس!! الشعوب قبل هؤلاء، الشعب الجزائري قبل بوتفليقة، والشعب السوداني قبل عمر البشري وان حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب واكرم الدعاة واغدق على المساجد وأشاد بالاسلام..ولو اخرج يده من جيبه بيضاء والقى عصاه فتلقفت ما صنعوا، لانحزنا الى جماهير الخرطوم وجحافل أم درمان واحرار كسلا وثوار بورتسودان.. ولقلنا له ارحل ايها المشير، ارحل ايها البشير، الاشخاص الى زوال والشعوب الى الخلود، هكذا أوحت لنا سبعطاش ديسمبر..هكذا تحدثت بعض أسفارها.. هكذا تكلم زرادتشها..

يا ايتها شمبازيا الممانعة، هذه دروس سبعطاش العملية، الواقعية، البسيطة والغير معقدة، هذا رجل لم يرجم شعبه بالبراميل المتفجرة، لم يشرد الملايين ولا هو هدم اجمل مدن الشام ولا ألقى بالأطفال والنساء في البحار، لم يغتصب ولم يعلن التطهير العرقي، ولم يجلب لشعبه العصابات الطائفية من جمهوريات القوقاز ومن افغانستان و نيجريا والعراق ولبنان، هذا رجل لم يطلق الكيماوي على العزل على الرضع، هذا رجل لم يفتح ابواب وطنه للاستعمار الروسي والفارسي،هذا رجل استقدموه الى السلطة ما جاء بمفرده، رجل أسهم في بناء مصالحة بين فرقاء الدم، كان في خنادق ثورة المليون ونصف المليون شهيد، كان ذراع بومدين وسهمه الدبلوماسي، أصغر الوزراء العرب في التاريخ أو من اصغرهم..هذا بوتفليقة صديق الثورة التونسية ونحن ابناء الثورة التونسية أصدقاء 22 فيفري..تبقى للرجل انجازاته، ويبقى الشعب فوقه وفوق من سيأتي بعده الى يوم الدين، من أجازته صناديق الشعوب انجزناه وبجلناه ومن رفضته الشعوب وابى المرور على صناديقها النزيهة، رفضناه، فإن كان مصلحا كرمناه وان كان مفسدا أُوكل امره لله ثم الى التاريخ.

يا أيها البوم المحنط، هاهي سبعطاش ديسمبر تذهب مع 22 فيفري لأنها نفحة منها، وها انتم تتمرغون في عار التقومج، عار التمونع، تشككون في شعب دفع بمليون ونصف مليون الى ساحات الشهادة ليصنع ثورات الرصاص بقوة ، ثم وبعد أجيال دفع بمليون ونصف مليون متظاهر الى ساحات الجزائر ليصنع ثورات التغيير برفق، هذا شعب عزف سيمفونية الحرب ضد فرنسا فابدع، وعزف سيمفونية السلم ضد سلطة شمولية فعانق الروعة..بينما انتم هناك تمرغون انوفكم في براز الانظمة القمعية، لعلكم ترصدون رائحة التقومج ..فتصرخون..تهرعون.. تلوحون بفضلاتها في وجه الشعوب.. تعلنون الحرب على ثورة هذا الشعب وذاك ، من اجل شوارب زُعّيم ديوث.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 178572

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mardi 12 Mars 2019 à 21h 21m |           
مقال متميز وغاية في الطرافة ونساند توجيه تحية لبوتفليقة وألف تحية وتحية للشعب الجزائري الذي نجح وأبهرنا في الحفاظ على سلمية احتجاجاته .


babnet
All Radio in One    
*.*.*