هل يكون الرحوي أحسن اختبار لأنتلجنسيا الجبهة الشعبية...؟؟ !!

<img src=http://www.babnet.net/images/9/rahoui720.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم : محمد كمال السخيري*

بداية لست متحزبا ولن أكون أبدا ولكني أتفاعل إيجابيا دوما مع أبناء جيلي مهما كانت انتماءاتهم الحزبية واختلافي معهم فكريا فقد كنا ومازلنا نختلف في مواقفنا عند تحليل بعض القضايا الوطنية الحساسة ولكنا نلتقي دوما في حب الوطن والدفاع عنه بشراسة موحدة وخاصة في اللحظات الحاسمة وهكذا ترعرعنا وواصلنا "صراعنا" منذ أيام الشباب وإلى اليوم على عكس ما يعتري المشهد السياسي اليوم من اتهامات متبادلة وإقصاء وإساءة وتشويه تصل أحيانا إلى قذف الآخر والطعن في كرامته والمس في شرفه.
منذ أن أعلن حزب "الوطد" عن اقتراحه النائب المنجي الرحوي كمرشح له للانتخابات الرئاسية صلب الجبهة الشعبية توقعت مباشرة ردود الأفعال المتباينة بين قيادييها وهو ما حصل فعلا فقد تراوحت بين المرحب بالاقتراح والمدعم له في نطاق التعددية وتوصيف البعض الآخر وخاصة المنتمين لحزب العمال وأنصار حمة الهمامي لذلك بالقرار المتسرع و"غير السليم".
...


وقبل التحليل المنطقي المحايد جدا لهذه الوضعية السياسية التي وضعت بدورها الجبهة الشعبية في محك الاختبار الجدي لممارسة الديمقراطية الحقيقية والتي تنادي بها دوما وترفعها كراية خلال كل تجمعاتها بأنصارها تجدر الإشارة أن النائب والقيادي بالوطد والجبهة الشعبية كان مرشحا للتوزير وأعتقد صادقا أنه مؤهل لذلك علميا وثقافيا وله كل مواصفات "كاريزما" رجل دولة بحق فهو شاب مثقف وواع بمشاغل وطنه وأوجاع شعبه والأهم من ذلك أنه متحرر ويقبل بالرأي الآخر إن كان صائبا ويتقن الحوار مع خصومه ويمسك جيدا بخيوط الاستدلال والتدليل ومقارعة الحجة بالحجة ويمكن الاعتماد عليه فعلا في بناء تونس الحديثة والجمهورية الثانية مستقبلا إلا أن الجبهة الشعبية ومع الأسف الشديد رفعت "الفيتو" في وجهه وتمسكت بمقولة "كلمة لا ما تجيب بلاء" وأعتقد جازما أن ذلك كان أكبر خطإ استراتيجي سياسي قد اقترفته وسيحاسبها أنصارها ولو بعد سنوات على هذه "الزلة" وضيق الأفق ومحدودية استقرائها للمستقبل حيث أن مشاركة الرحوي في الحكومة كرجل دولة يمكنه ومن خلاله الجبهة الشعبية التعرف عن قرب عن الوضعية الحقيقية للبلاد في كل المجالات ويكون بعدها التقييم والمحاسبة أكثر عقلانية وواقعية بعيدا عن التجاذبات السياسية والتوهمات الخاطئة والأفكار المسبقة ووضع الخصم دوما في الزاوية كمتهم ولكنها أضاعت فرصة تاريخية لن تعوض أبدا لتجربة الحكم ولو "جزئيا" فالعارف بأبسط الأمور يبقى دوما أرقى وأشجع من الجاهل تماما بحقيقة الأمور.

أعتقد أن اقتراح السيد المنجي الرحوي كمترشح جدي للانتخابات الرئاسية هو بمثابة الزلزال الغير متوقع الذي دك أركان الجبهة الشعبية وخاصة من مازالوا يؤمنون بالقائد الرمز الواحد والموحد الذي يصعب تغييره أو استبداله أو حتى مجرد منافسته وإن لم يبد السيد حمة الهمامي موقفه الصريح من المسألة إلا أنه فوض وبصورة غير مباشرة من يعبر عن رأيه وموقفه من المسألة إلا أني أرى أنه من المتوقع جدا أن يحدث جدال وصراع كبيران قبل اختيار مرشح واحد عن الجبهة الشعبية عند انعقاد "مكتبها الموسع" وأستقرئ مسبقا ومن خلال بعض التفاعلات أنه من الصعب جدا أن يصلوا لاتفاق لترشيح شخصية واحدة حيث سيشتد الخيار بين كل من السيدين المنجي الرحوي وحمة الهمامي دون سواهما ولكن العارف جيدا بالمسار التاريخي لحزبي كل من الوطد وحزب العمال يدرك مدى حدة الخلاف "الأزلي" الغير معلن بينهما سواء في انتخابات النقابات المهنية أوالطلابية وحتى التلميذية خلال ثمانينيات القرن الماضي ولكي لا أتوسع أكثر في هذا المجال ولا أطيل في هذا التشخيص "المعتدل" سأكتفي بطرح إشكالية هي بمثابة "التشفيرة" كانت قد راودتني منذ أن رفضت الجبهة الشعبية توزير السيد المنجي الرحوي ألا وهي : " لو كان الشهيد شكري بلعيد حيا فهل كان سيشارك مع النداء في حكومة وحدة وطنية ؟؟ وهل سيكون السيد حمة الهمامي بمثل هذه الشكل من الرمزية والأهمية كقائد يصعب تعويضه وهل سيتمكن من احتلاله الكلي للمشهدين السياسي والإعلامي كما هو عليه اليوم ؟؟".

لن أجيب عن هذه الأسئلة الحارقة فعلا ولكني سأكتفي بانتظار قرار الجبهة الشعبية ومدى استيعابها فعلا لتطبيق اللعبة الديمقراطية حيث أنها ولأول مرة تقريبا ستجد نفسها في وضعية اختيار بين ضم صفوفها أو الانشقاق على غرار بقية الأحزاب التي تجمعت لأهداف سياسية ثم سرعان ما تصدعت لغايات شخصية وصراع حول القيادة وأعتقد أن إعلان حزب الوطد عن اسم النائب المنجي الرحوي كمرشح له للانتخابات الرئاسية القادمة هو أحسن اختبار لأنتلجنسيا الجبهة الشعبية ولمدى قدرتها على تطبيق الديمقراطية داخل بيتها المتنوع فكريا وسياسيا وخاصة ثقافيا... ودعها حتى تقع

*كاتب تونسي



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 178340


babnet
All Radio in One    
*.*.*