فيلم سامحني لنجوى ليمام سلامة: قراءة في واقع الفساد في تونس وبعض تداعياته على ''الفاعل'' و''الضحية''

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5be45d1a9cf051.91507718_knqolmhjeipfg.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - احتضنت قاعة عمر الخليفي بمدينة الثقافة بتونس، اليوم الأربعاء، العرض الأول لفيلم "سامحني" للمخرجة الراحلة نجوى ليمام سلامة، بطولة محمد علي بن جمعة وعابد الفهد وسوسن معالج ومريم بن حسين ورياض حمدي وحكيم بن مسعودي وسماح سنكري.

تدور إحداث الفيلم حول شخصية فوزي (محمد علي بن جمعة) القاضي الفاسد ومستاري (عابد الفهد) عالم الآثار الذي قضى عقوبة بعشر سنوات سجن في قضية مفبركة كان فوزي من اصدر فيها الحكم، يلتقيان صدفة على هامش خطأ طبي حيث تختلط الملفات الطبية للرجلين (فوزي ومستاري)، ويكتشف الطبيب (علي بن نور ) أن مستاري هو المصاب بالسرطان وفى مرحلة متقدمة جدا وان أيامه أضحت معدودة، وليس فوزي الذي يعود له الأمل في الحياة.
ينزل الخبر على مستاري نزول الصاعقة وبدخل في دوامة من الانكسارات النفسية والوجودية، فينزوي في عالم خاص صنعه لنفسه تحضيرا لموته القريب.
...


اما فوزي الذي بقي مهوسا بمعرفة اسم الطرف الثاني في هذا الخطأ الطبي، ويعلمه الطبيب بذلك، تنتاب الحيرة فوزي الذي عاد الى أرشيف المحكمة ليتبين حقيقة مستاري ويعلم انه هو (فوزي) من كان وراء مأساة مستاري وينطلق في البحث عنه لطلب الصفح والعفو.
تتتابع احداث الفيلم بايقاع تراجيدي قوي، ففوزي الذي صحا ضميره بعد سنوات الفساد ويقاوم ضغوطات العصابات الفاسدة، ومنها زوجته (مريم بن حسين) وأقاربها وأصدقاءها، هرب منهم إلى عشيقته (سوسن معالج) للنسيان وللتركيز على كيفية الوصول الى مستاري، وهذا الأخير يسبح في عالم الموت بطريقته الخاصة، يثور حينا ويهدأ حينا أخر، يستحضر كل الذكريات الجميلة، فهو فقد زوجته خلال إقامته بالسجن وعاد الى مراسلاتهما يتحسس طيفها وروحها، كذلك هو فقد التواصل مع والدته التي أصيبت بدورها بمرض الزهايمر بعد صدمة دخوله السجن.
وفى يوم ما، يدرك فوزي مستاري، لكن الموت كان اسبق إليه منه، ولم بظفر بالسماح الذي جرى وراءه طويلا، الموت نال ايضا من فوزي وفى نفس الوقت ودفع ثمن فساده سابقا واغتالته عصابات السوء بعد ان أضحى خطرا حقيقيا على مصالحها.
هذا المشهد يحيل على فهم ان الفساد هو المنتصر في تونس على الآفل راهنا وان يده طويلة جدا، وان نفس الإصلاح والتغيير لا مكان له راهنا، ليبقى القادم ضبابيا ويطرح تساؤلات جمة.

يذكر ان المخرجة نجوى الإمام سلامة توفيت يوم 27 فيفري 2018، وهي خريجة معهد السينما بفرنسا، بدأت مسيرتها مع الفن السابع كمساعدة مخرج في عدة أعمال تونسية وعالمية، اضافة إلى إنتاجها لمجموعة من الأشرطة القصيرة والوثائقية على غرار "حيرة" سنة 2010 و"يوم دون امرأة" سنة 2014، وكمنتجة، أنتجت نجوى الإمام سلامة فيلم "خميس عشية" لمحمد دمق سنة 2012 .



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 173399


babnet
All Radio in One    
*.*.*