حشّـــــاد : أحبّك يا شعب ، فهل مازال الاتحاد يحبّ الشعب ..

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/farhathached0512-620x330.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجي باكير

وضع حشّاد رحمه الله بمعيّة إخوانه من رفاق الدّرب الأسس الأولى للإتّحاد و رفع بُنيانه عاليا في الدّاخل و في المحافل الدّوليّة ، اتحادا تونسيا جامعا بامتداد عروبي إسلامي ، شيّدوه و رفعوا بنيانه في وقت عزّ فيه الرّجال و في وقت كانت ضريبة النّضال غالية و غالية جدّا و هوما لحقه في نهاية المطاف ومات عليه بيد الغدر و العدوان .

...

مــات حشّاد و لكن بقيت ذكرى ارتقاءه مرجعيّةً ، مرجعيّة – لا شرقيّة و لا غربيّة – بل تونسيّة محضة تنطلق من العمْق الشعبي و حواري البلاد و إليها تعود بدون إقصاءات و لا تهميشات و كذلك بلا أدلجات مقيتة و لا ولاءات ضيّقة ، فكان الإتّحاد الذي أسّسه حشّاد الملاذ و الحصن الذي يجمع و لا يُفرّق و يجبر و لا يكسر و ينمّي و لا يعطّل و يبني و لا يهدم .

هذا هو الإتّحاد الذي صاغه حشّاد رحمه الله فكان على أساس ( أحبّك يا شعب ) وكان على أساس الولاء التّام لتونس واعتبار مصلحتها شأنا لا يقبل النّقاش ولا المساومة و خصوصا على أساس النّضال – النّقابي – لفرض حقوق الطبقة الشّغيلة بالفكر و السّاعد و ردّ الإعتبار للطبقات المتوسّطة و الضّعيفة أمام تغوّل رأس المال و حيْف سياسات الحكومات و الأعراف ،،، على هذا كان العَهد و عليه وجب أن تكون استمراريّة مسار العُهدة من بعد ..

غير أنّ – سفينة الإتحاد – الجامعة لم تعد كذلك و أهداف الإتحاد لم تعد ذاتها خصوصا في هذه السنوات الأخيرة ، بل انفرط – العقد – الذي صاغه حشّاد و رفقته و وقع توظيف مكانة الإتّحاد من طرف الكثير ( إلاّ من بعض الأسماء التي بقيت متحفّظة ) فاستغلّوا و أقصوا و استأثروا و اختطفوا وجهة هذا الإتّحاد و مساره لفائدة المصالح الضيّقة و الحملات الإنتخابيّة و طلب السّلطة و نصرة الأحزاب الخائبة و مساندة جرحى الإنتخابات و سماسرة السياسة ، ليتحوّل الإتحاد من سفينة جامعة تعمل لصالح البلاد و العباد إلى– ماكينة – تعمل وفق أجندات لا استحقاقات .

أصبح الإتّحاد لعبة سياسيّة تتقاذفه أيادي اليسار الإستئصالي و بعض أدعياء و هواة السّياسة و الطامعين و المتسلّقين ليستعملوا هذه المنظّمة العتيدة و ماضيها و تاريخ مؤسّسيها و شرعيّة قيامها ،،، ليوظّفوا هذا كلّه للإستقواء و اكتساب – شرعيّة – يستعملونها في غير موضعها و بعيدا جدا على أهدافها ، استعملوها ليخلقوا لهم وزنا يؤهّلهم لخوض غمار السّياسة و طلب الجاه و الكراسي و المناصب ..

يبقى طبعا الأمل في المنظمة العتيدة ليتُصلح و تتصالح مع حاضنتها الشعبيّة ، لتصحّح مسارها حتّى يعود إليها بريقها و تأثيرها و لتعود إلى الملامح التي صاغها و اختصرها فرحات حشّاد في (( أحبّك يــــا شعب )) بما تحويه و تتضمّنه و حتّى يبقى إسم حشّاد له معناه و دلالاته و إلاّ فإنّ مباديء الرّجل و نضالاته ستتبرّأ من كل زيغ و ستكون – إستقالته – ردّا طبيعيّا و مناسبا .
و إلا فإن الاتحاد لم يحافظ على العهد و لم يوفِ بالوعد و لم يعد يحب الشعب ..!



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 172455

Tomjerry  (Tunisia)  |Jeudi 06 Decembre 2018 à 10h 10m |           
مشا كل شيء مع فخّار بكري .


Jraidawalasfour  (Switzerland)  |Mercredi 05 Decembre 2018 à 22h 18m |           
اللهم ارحمنا جميعا وأرحم حشاد ولا بعده

و أحفظ

بلادنا من الكوارث الطبيعية والبشرية والحيوانية النقابية ذئاب مرتزقة من القطعية تقود أغنام الطمعية للمسلخة والمجزرة لنهش تونسنا الأبية....


babnet
All Radio in One    
*.*.*