تونس في المزاد ،،، آشكون زاد !؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5bedaee106ea64.19644471_ipqofnjlmegkh.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجي باكير

إنّ المتابع للمشهد السّياسي الجاري في تونس يلحظ و بدون جهد كبير أنّ البلاد تعيش دوّامة عنيفة لكنّها صامتة من الغوغائيّة السّياسيّة و قد مسّت هذه الحال سواء الحكومة داخليّا أو المعارضة و تشكيلاتها أو الإثنان معا ،،،

...

داخل الحكومة هناك - رهان - واضح للسيطرة على مفاصل الدّولة و الحقائب الوزارية الفاعلة و المؤثّرة لضمان ديمومة السيّطرة على دواليب القرار لاستمرارية السلطة ، أيضا هناك تداخل جلي مع مقتضيات المصالح الآنية و الترتيبات السياسية لانجاح التشكيلة الحكومية المستحدثة مما خلق اصطفافات جديدة و إقصاءات جديدة لبعض الطيف السياسي و كذلك لبعض الشخوص و خلق - نعرات - لم تتوانى حوانيت الاعلام الرديء في تكبيرها و تضخيمها ،،،

مؤسسة الرئاسة تشهد انفصاما حادا ما بين الصلاحيات الدستورية و بين ما يتوق إليه صطاف و مستشارو الرئاسة ،،، بحيث هناك رغبات جامحة مقابل قيود الزامية ينتج عنها غوغائية تعاطي سكان و موظفي قصر قرطاج مع المستجدات و الحوادث ، يضاف إليها نقص في المهنية والخبرة السياسية ...

أمّا المعارضة فهي قد انخرطت في استعراضات ممجوجة من الجدل العقيم المتبوع دوما بالمعارضة للمعارضة فقط و إرفاقها بخطاب تشكيكي هدّام لا يراعي في التونسيّين إلاّ و لا ذمّة ، خطاب اعتمد على التخوين المجاني و اختلاق الفوضى برمي الخصوم بالتهم الجزاف في استغلال حادّ و تجارة فاسدة لبعض الاحداث ... و من المعارضة أيضا من اختار هلامية المواقف و التصريحات الخشبية

أضف إلى ذلك إعلاما رديئا موجّها تتحكّم في أكثره عصابات من الفاسدين المفسدين ممّن حملوا لواء الدّعوة إلى التغريب و طمس الهويّة و التنكّر للدّين و إقصاءه ، ثلّة تتصيّد شوارد الوقائع و الأحداث لتحدث البلبلة و تشتّت الإنتباه عن المتطلّبات الحقيقيّة للمرحلة و حاجيّات الشعب الأساسيّة ولا شغل لها إلاّ محاولة غسل و تلميع الذين أسهموا في عذابات التونسيّين و فرضهم من جديد على الشعب يجري هذا بتحفيز و تمويل بمال سياسي مشبوه سواء من طريق محلّي لرجال أعمال لم و لن تسعدهم الثورة وما جاءت به أو من طريق أجنبي يسعى أصحابه لفرض أجنداتهم و اتّجاهاتهم الفكرية الفرنكوفونيّة في بلاد أرادت أن تعيد بناء ذاتها في استقلالية و حرّية و كرامة كاملة ،،،

أمّا ما يسمّى بالمجتمع المدني فقد شغله بناء نفسه و التعريف بذاته و انزوى في المكاتب المغلقة و في إطار نخبويّ لا يحمل همّ كلّ جغرافية البلاد و أهلها ،،،

بين هذا و ذاك تبقى تونس و المصلحة الوطنيّة و هموم الشعب الحقيقيّة خارج كلّ تشخيص و خارج كلّ تفكير ، بل يحدث أيضا أن تكون تونس لعبة في مزاد علنيّ واضح بين كلّ الفرقاء السّياسيين و تصبح في أدنى ترتيب أولويّاتهم ،،،
نسأل الله سلامة الوطن و أهله و ان يفيء السياسيون إلى كلمة سواء تجمّعهم تحت راية الوطن ...!



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 171318

Mandhouj  (France)  |Jeudi 15 Novembre 2018 à 19h 36m |           
رغم تمسكنا بالإستقرار الحكومي .. نری أن بوادر التأسيس لتنظيم سياسي جديد متقدمۃ في العمل و التنظم.. و البليد و الخطير في الشيء هو إستعمال العمل الحكومي أو الموقع في العمل الحكومي .. و هذا خطر علی موءسسات الدولۃ و علی الديمقراطيۃ .. و هذا كلام قلناه و قاله الكثير من قبل .. لكن مع الأسف تونس تتعرض لهذه البيعۃ و الشريۃ .. نتمنی أن يكون الشعب في الموعد في 2019 لينقذ الموقف و يحافض علی
ديمقراطياته و يدفع بالمسار التنموي .


babnet
All Radio in One    
*.*.*