<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5be9533aa5df76.86321251_ihepmnjfoqgkl.jpg width=100 align=left border=0>
بقلم الأستاذ بولبابه سالم
عندما يرفع النائب عمار عمروسية صوته منددا بمحاولات التطبيع الناعم مع الكيان الصهيوني و تنكر الحكومة لمشاغل المواطنين الذين يعانون شظف العيش و انتشار الفساد و يردد قائلا Joe go out امام رئيس الحكومة يوسف الشاهد في البرلمان اشارة الى تملق و انتهازية بعض الندائيين فان ذلك مهما اختلفنا معه في اسلوب الخطاب و تشنجه دليل على قيمة الحرية المتوفرة في بلادنا المعمدة بدماء شهداء الثورة ...
عندما يرفع النائب عمار عمروسية صوته منددا بمحاولات التطبيع الناعم مع الكيان الصهيوني و تنكر الحكومة لمشاغل المواطنين الذين يعانون شظف العيش و انتشار الفساد و يردد قائلا Joe go out امام رئيس الحكومة يوسف الشاهد في البرلمان اشارة الى تملق و انتهازية بعض الندائيين فان ذلك مهما اختلفنا معه في اسلوب الخطاب و تشنجه دليل على قيمة الحرية المتوفرة في بلادنا المعمدة بدماء شهداء الثورة ...
و عندما يحاجح زهير المغزاوي و سالم لبيض و أيمن العلوي دفاعا عن قوت التونسيين و شبهات تطبيع الوزراء المقترحين روني الطرابلسي و احمد قعلول مع اسرائيل ،، و لما يرد سمير ديلو على زميله عمار عمروسية قائلا للشاهد Don't go out Joe فلا شك ان المشهد يلهم العالم و يثير اعجابه لانهم يحترمون قيم الديمقراطية و حرية التعبير .
صوت المعارضة ضروري لأنه يتجاوز حسابات السياسة و اكراهاتها و مصالح أحزاب الحكم و يعبرون عن رفض الشعب للتطبيع مع الكيان الصهيوني و ضرورة محاربة الفساد الذي انتشر في كل القطاعات و أهمية التصدي لاملاءات صندوق النقد الدولي و سياسته الرأسمالية المتوحشة على الحكومة .
يتابع الاعلام الأجنبي و السفارات ما يحدث تحت قبة البرلمان و تقلبات المشهد التونسي لذلك يشيدون بقوة المجتمع المدني و يطلبون مشاركته حتى في مفاوضات الاتفاق المعمق و الشامل مع الاتحاد الاوروبي (الاليكا). كما تصل دعوات رفض التطبيع من الاحزاب و الجمعيات و تونس العميقة .
قد ينزعج رئيس الحكومة من أصوات المعارضة الشرسة و المنفلتة احيانا لكنه قادرعلى استثمار خطابهم خارجيا سواء في رفض التطبيع مع اسرائيل الذي تقوده بعض الرجعيات العربية و الانظمة العميلة او في المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي في المجال الفلاحي لأنه محاط بمعارضة لصيقة و سيواجه انتقادات لاذعة تهدد مستقبله السياسي .
لا يمكن ان نجد هذا المشهد في اي دولة عربية ، و هل يوجد رئيس دولة عربية يعقد ندوة صحفية للرد على رئيس حكومة بلاده و يختار الاحتكام الى الدستور و يؤكد انه فوق صراعات الأحزاب.
ستظل تونس هي الاستثناء العربي رغم محاولات قوى الردة العربية و عصابات السوء الداخلية جرها الى مستنقع الفوضى و الارباك لأن الديمقراطية تفضحهم و تكشف عوراتهم . و رغم ضعف المنجز الاجتماعي و الاقتصادي تبقى تونس منارة الحرية.
كاتب و محلل سياسي.
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 171150