جريمة اخلاقية وانسانية وحقوقية وسياسية..تلك التي اقترفها قضاء الاعدامات في مصر، جريمة نكراء ان يزج باسم الرئيس الدكتور الحقوقي في سجلات قضاء العسكر، ذلك الرئيس الذي لم يسجن أي صحفي في عهده ولم تُرفع القضايا في خصومه على كثرتهم وكثرة تجاوزاتهم الى حد التحريض على اغياله، جريمة لا يرتكبها الا اعداء النقاء ،اعداء النجاح، اعداء السياسة والديمقراطية وحقوق الانسان، وإلا كيف لجنرال عسكري جزار انقلابي قاتل غبي يرزح تحت الامية السياسية، ان يوعز الى قضائه بطرح اسم الدكتور الحقوقي التونسي المثقف الرئيس الذي سلّم واستلم في مشاهد حضارية لم تعرفها العرب من قبل، كيف لهكذا سفاح ولهكذا قضاء دموي ان يدرجوا اسم الدكتور المنصف المرزوقي في دفاترهم ليعرض في قاعات تعج بــــ"حلالف" محلّفة، اقسمت ثم نكثت، ثم اثخنت بالمشانق والمؤبد والاشغال الشاقة.

لو كان في الارض عدالة تنصف، وتأخذ على يد السفاح، لما تجرأ قضاء المجازر على طرح اسم أول رئيس لتونس الثورة في باحاته المغمورة بالظلم والدم وصراخ الثكالى؟! ولكن العزاء كل العزاء، في ان هذه الطغمة الملطخة بأشلاء الجماجم، تتمسح بالمرزوقي رغبة في ايهام شعبها المفتون بان هاهنا في اروقة المجازر شخصية نظيفة ينظر القضاء في ملفها.

وحتى يلتحموا بشخصية من خارج دائرة الجرائم ضد الانسانية، افتعلوا قضية من "الحيط" للدكتور المنصف المرزوقي، قضية دعائية يريد قضاء الدم القول من خلالها انه ينظر ايضا في قضايا الرؤساء النزهاء وليس فقط في قضايا الشنق، ايضا يريد القول باننا بصدد النظر في ملف رئيس تونس التي انطلق منها الربيع العربي، هي اذا حركة خبيثة لإقحام أي شخصية تونسية مرموقة ولها بصماتها وموالية لثورة سبعطاش، في سجالات قضائية مفتعلة، والغريب ان المرزوقي لا دخل له بالقضية حين اثيرت وحين رفعت وحين اجلت، وحدها زمرة المجازر تغني وجناحها يرد عليها!

"قررت الدائرة الاولى بمحكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ، تأجيل نظر الدعوى المقامة من سمير صبري المحامي، والتى تطالب بالزام وزير الداخلية بإصدار قرار بإدراج المنصف المرزوقي على قوائم الممنوعين من دخول الأراضي المصرية لجلسة 22 ديسمبر."، هذا نص الحكم كما ورد في الصحف المصرية! مجموعة من السفاحين والجناة يحاكمون شخصية تونسية محسوبة على ثورة سبعطاش المجيدة، ولا ندري هل يحاكمون الحقوقي ام المناضل ام السياسي ، ام الرئيس الذي ظل في القصر لسنوات ولما خرج تمت ملاحقته بتهمة التهام السمك!ّ في حين يلاحق غيره بتهمة التهام جثث الإعلاميين داخل القنصليات والتهام آلاف البشر في الساحات العامة.