الجبهة ارتكبت أخطاء عديدة في حق شهدائها وشهداء الوطن اذ احتفظت بمعلومات قالت أّنّها جديدة ولم تسلّمها الى القضاء في وقتها ليكون التحقيق و ينال كل طرف جزاءه فتلك دماء و أرواح ذهبت هدرا لخدمة الفوضى و لتأليب الناس بعضهم على بعض. والجبهة كذبت ان كانت هذه المعلومات قديمة و معلومة لدى القضاء و قد بحث فيها وحقق فأنكر ما أنكر و ثبّت ما ثبّت منها في دفاتر العدالة وهذا تلاعب بعقول الناس أيضا ودعوة الى الفوضى.
الجبهة كذبت ثالثة حين أومأت بأسماء أمنية من قبل كالعبيدي و الزواري وبرّأها القضاء تبرئة تامة فكان سماع عدم سماع الدعوى و كان حفظ القضايا و اليوم تتجاهل الندوة هذه الشخصيات التي كانت موضع مسائلة قضائية لتطرح أسماءأخرى. فكيف لنا أن نصدّق من افترى بالأمس على الأجهزة الأمنية.

أرادت الجبهة أن تكون ندوتها تقنية و مدعومة بالوثائق ولكنّها فشلت فشلا ذريعا في جلب الرأي العام الداخلي والخارجي اذ غابت عناوين هذه الندوة عن الصحافة العالمية فلا ليبراسيون الاشتراكية القريبة من الجبهة اهتمت ولا لوموند ولا فيقارو ولا الصحافة الانقليزية والامريكية واكتفت أفريكامانجربالاشارة الى أن وثائق الملف القضائي قد سرقت وهذا يطرح أكثر من سؤال.

تسقط الجبهة اذا في الشعبوية من جديد فبعد الفلفل و قفة خالتي مباركة و انتفاض رئيس الحكومة ضد الفوضى والتخريب الذي طال عددا من المدن ابّان طرح ميزانية السنة الحالية. تجد اليوم الجبهة نفسها مضطرة الى اذكاء ملف الشهيدين واثارته من جديد اذ لم يبق لها ما تقوله للناس وما يستميلهم الى تجديد الثقة في قيادتها و من ثمة الحصول على عدد من كراسي البرلمان القادم و ضمان كتلة غير ائتلافية و مستقلة عن باقي الكتلات البرلمانية حتى ولو كانت زهيدة العدد.