<img src=http://www.babnet.net/images/7/sebsi2.jpg width=100 align=left border=0>
طارق عمراني
بوجه شاحب و كلمات متعثرة و صوت خافت متقطع ظهر رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في حواره المباشر مع الاعلامية مريم بلقاضي علی قناة الحوار التونسي و الذي كان اشبه ببرنامج اجتماعي تحدث فيه الرئيس عن مشاكل حزبه و تداخل العائلي بالسياسي و طلاق بالتراضي مع حركة النهضة وخيبة امل من ابنيه سواء البيولوجي حافظ قايد السبسي او السياسي يوسف الشاهد.
بوجه شاحب و كلمات متعثرة و صوت خافت متقطع ظهر رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في حواره المباشر مع الاعلامية مريم بلقاضي علی قناة الحوار التونسي و الذي كان اشبه ببرنامج اجتماعي تحدث فيه الرئيس عن مشاكل حزبه و تداخل العائلي بالسياسي و طلاق بالتراضي مع حركة النهضة وخيبة امل من ابنيه سواء البيولوجي حافظ قايد السبسي او السياسي يوسف الشاهد.
في حوار البارحة غابت سطوة الباجي و اهتزت صورته فلم يعد ذلك الزعيم الكاريزماتي المهاب بعد ان عجز عن التحكم في تلابيب المشهد السياسي الذي تغيرت قمرة قيادته من قرطاج الی القصبة في الاشهر الاخيرة كما ان كل محاولات رئيس الجمهورية لإحتواء الخلافات وادارتها باءت بالفشل بإنقلاب شاقولي في سياسات رئيس الحكومة الذي انقلب بشكل ملفت منذ جانفي 2018 من وزير اول مطيع يأتمر بأوامر القصر الی رئيس حكومة كامل الصلاحيات صمد في وجه كل العواصف السياسية و تحدّی القصر و بطحاء محمد علي و قام بتحويرات مفصلية في مراكز عليا في الدولة بلغت حد اقالة وزير الداخلية القوي لطفي براهم في شهر جوان الماضي اضافة الی فتح جبهة حرب مباشرة مع قيادات الإتحاد التونسي للشغل و المضي في اصلاحات اقتصادية و هيكلية مؤلمة .
فض التوافق مع النهضة : رمي المنديل ام مناورة سياسية ؟*
"الباجي ينهي التوافق مع حركة النهضة "
كان هذا الخبر الاساسي الذي عنون حوار الباجي قايد السبسي و تداولته بشكل حيني كل الاذاعات و المواقع و صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حيث اعلن رئيس الجمهورية ان التوافق مع النهضة قد انتهی بطلب منهم وهو ما يتعارض مع تصريح زعيم حركة النهضة الذي اكد في تصريحه الاعلامي الاخير بعد خروجه من لقاء رئيس الجمهورية علی ان التوافق مستمر و متواصل مع التاكيد علی ضرورة الاستقرار السياسي.
و من هنا يمكن الاستنتاج بأن تشبث حركة النهضة بالإستقرار الحكومي من خلال موقف رئيسها اعتبر بالنسبة للباجي قايد السبسي انتهاء للتوافق حيث سعی رئيس الجمهورية الی اقناع الغنوشي بتفعيل الفصل 99 و ازاحة حكومة الشاهد .
هذا الطلاق السياسي الذي اعلنه رئيس الجمهورية علی الهواء مباشرة يمكن تأويله من خلال اكثر من فرضية :
- الفرضية الاولی : انتهاء دور رئيس الجمهورية كفاعل اساسي في الساحة السياسية و الاب الروحي للحزب الحاكم الذي فقد اكثر من نصف كتلته النيابية و بالتالي إنتهاء التحالف بين الشيخين و بداية مرحلة جديدة و هي مرحلة يوسف الشاهد حيث اعترف قايد السبسي بعد قدرته علی الاطاحة به برلمانيا بعد ان تمكن الشاب المغامر من تكوين حزام سياسي اخترق نداء تونس هيكليا و نيابيا مما يجعل تفعيل الفصل 99 مغامرة غير محمودة العواقب قد تخرج رئيس الجمهورية من الباب الصغير حيث دعا السبسي يوسف الشاهد الی التوجه للبرلمان لنيل التزكية بشكل طوعي و ذلك لاضفاء الشرعية علی حكومته بعد ان اصبحت الاغلبية البرلمانية تحصيلا حاصلا مع التطورات السياسية الأخيرة و انطلاق السنة السياسية بهجرة جماعية للنواب نحو كتلة الائتلاف الوطني المساندة لرئيس الحكومة
وفي هذه الفرضية فإن التحالف سيكون في هذه السنة السياسية الاخيرة بين الشاهد و الغنوشي .
- مناورة سياسية : فمن الثابت ان التوافق قد اثر شديد الاثر في حركة نداء التونس بعد ان تمكنت منها الشقوق و انسلاخ اغلب قياداتها المؤسسة و ظهور كيانات حزبية منبثقة عنها اضافة إلی خسارة مدوية في الإنتخابات البلدية بعد ان اشتعل الضوء الاحمر في واقعة مقعد المانيا .
الباجي قايد السبسي يعلم جيدا ان تواصل هذا المشهد يعني بالضرورة خسارة تاريخية لحركة نداء تونس في الانتخابات التشريعية و من بعدها الرئاسية و التوافق يعتبر من النقاط الخلافية بين القيادات الندائية المؤسسة اضافة الی التوريث الذي كان القطرة التي افاضت الكأس الندائي بتحكم نجل الرئيس في الادارة التنفيذية و افراد حاشيته بمواقع القرار ...و بالتالي فإعلان الباجي لإنهاء التوافق قد يكون مناورة سياسية جديدة لإعادة احياء الاصل التجاري الحداثي و تشحيم ماكنة البورقيبية و تجميع الطيف السياسي و العائلة الديمقراطية حولها مع ابعاد حافظ قايد السبسي من الإدارة التنفيذية و حاشيته و بالتالي اعادة سيناريو 2014 ليبقی السؤال المطروح "هل يلدغ الشعب التونسي من الجحر الندائي مرّتين ؟"
Comments
6 de 6 commentaires pour l'article 168335