نداء تونس .. هل انتهى الخبل السياسي؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/nidadale120317x1.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــازن

يقول المثل الرجوع الى الحق فضيلة ولكن السؤال لما الخروج منه والمطالبة بالتغيير الجذري للحكومة و ارهاق الشاهد كما الدولة والسعي الى زعزعة الاستقرار لتبرز الفتنة من جديد والحال أن الوضع السياسي بدأ يستقرّ بشهادة مراقبي الخارج. ما الضّير في خسارة طفيفة في انتخابات البلديات قد تؤسس لحكم محلي و لبناء ديمقراطية تشاركية تقطع مع الموديل المركزي الذي شيّد صرح الديكتاتورية. عدد الأسئلة يعجز عن الاجابة عنها العائدون الى الاستقرار السياسي والداعمون لرئيس الحكومة.

...

انطلقت الحكاية قبيل الانتخابات ونحا ذاك النهج الاتحاد لتعطيل المسار التفاوضي الاجتماعي. تعددت حينها النداءات وصرنا نستمع لنداء حافظ ونداء لزهر و نداء نبيل ونداء برهان و نداء أنس ونداء سفيان ونداء منجي و نداء العامة. تفرّق نداء الباجي فتاهت العامة والخاصة وكانت نتائجه المبعثرة و حضوره في المجالس البلدية ملفتا للنظر اذ غاب عن عديد كبريات المدن و اكتفى بخزينته الشعبوية "الشُعَبيَّةَ" في الداخل و في مناطق الظّل وعلى خطوط تماس التنمية.

ربّما كان تدميرا ذاتيا لصرح بناه الباجي وأراد به معادلة الكفة للتيار الدستوري المعتمد على التراث البورقيبي وربّما كان ذلك لسوء تقدير النتائج و الاعتماد على خبراء استراتيجيين فاشلين غرّروا بسادة الحكم من قبل فأرهقوا الدولة التونسية بالجراح التسلطي الديكتاتوري ثم هبّوا عواءً يناصرون نظاما ينتشي بدماء شهداء الثورة ثم اختفوا فاتخذ بعضهم السفساري وتوارى البعض الآخر تحت جنح الظلام و في المغارات والكهوف يوارون سوءة سوء الرأي و بلادة التفكير.

هل حان الوقت ليتعقّل النداء، الحزب الثاني في البلاد كما رتّبته الانتخابات الأخيرة، و يستغني عن فرفشة الماضي و فهلوته و ينطلق للعب دور سياسي في كنف الديمقراطية التي ولجت الآن كل الأحياء والتجمعات السكنية في الريف والحضر و الداخل و الساحل. هل يقطع مع الخفّة وسوء التقدير و محاولة الانقلاب على مسار ترسّخ بفضل دستور وقف له العالم اجلالا و تقديرا ليفصل السلطات حتى يضمن تكاملها و نجاعتها في تحقيق النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.

المواعيد الانتخابية القادمة كفيلة باخبارنا اذا كان النداء قد استفاد من كبوته و صيّرها انتصارا معنويا أم ارتبط بالحلم القديم ليسوس دولة على شاكلة دولة المخلوع المركزية التي سئم الناس موازينها مهما قيل عنها من "أمن وأمان" و "كنّا لاباس" و "كنا بخير". لقد جعل الماضي لأخذ العبر و تفادي الوقوع في الخطأ ثانية أمّا المستقبل فهو مجال الطموح و الحلم و البحث عن الغد الأفضل.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 164675

BenMoussa  ()  |Mercredi 11 Juillet 2018 à 18h 16m |           
تحليل منطقي ودعوة رصينة للتعقل والحكمة دعما الديمقراطية الناشئة
شكرا للكاتب

Mandhouj  (France)  |Mercredi 11 Juillet 2018 à 16h 55m |           
النداء لا يستفيق حتی بصعقۃ 400 فولت .. يلزم تأسيس جديد . . و هذا صعب علی العاءلۃ النداءيۃ بكل شقوقها .


babnet
All Radio in One    
*.*.*