<img src=http://www.babnet.net/images/2b/bslamaaaaaaagara3-43-59.jpg width=100 align=left border=0>
نصرالدين السويلمي
*كل المشاريع الثقافية التي تماطل شعوبها وتخاتل مجتمعاتها وتفر من الاستفتاءات، وتتلثم امام جماهيرها لتمارس الاحتشام الخَنائي، هي في الاخير مشاريع فئوية جبانة ، تتسرب خلسة الى أجهزة الدولة لتستقوي بها على ثقافة الشعب.
*كل المشاريع الثقافية التي تماطل شعوبها وتخاتل مجتمعاتها وتفر من الاستفتاءات، وتتلثم امام جماهيرها لتمارس الاحتشام الخَنائي، هي في الاخير مشاريع فئوية جبانة ، تتسرب خلسة الى أجهزة الدولة لتستقوي بها على ثقافة الشعب.
يبدو ان خصوم النهضة وأمام انكماش هذه الاخيرة على الجبهة الثقافية الفكرية، اصبحوا من حيث لا يشعرون صوتها الدعائي الذي يروج لها ويقدمها كصمام امان لهوية البلاد وثوابتها، ولعل التدوينة الاخيرة التي نشرتها مديرة المكتبة الوطنية رجاء بن سلامة، تصب في هذا الاتجاه، كان ذلك حين تساءلت عن غياب الاحزاب المناهضة للنهضة عن الترويج لمسيرة السبت التي تطالب بالمسواة في الميراث من خلال تجاوز الآيات المحكمات او اعادة انتاج وتوزيع الخطاب القرآني بما يتماشى وموجة او موضة "النشوء والارتقاء" التي اصبحت تستهوي الكثير من النخب المفلسة سياسيا، الفقيرة اخلاقيا، الغنية بإرث الدم والعمالة لأنظمة الموت الشمولي، وتُثبت تدوينة بن سلامة حقيقة غير دقيقة، كون النهضة هي الراعي الاول للهوية في البلاد، وان بقية الاحزاب "التقدمية" يفترض ان تكون في جبهة التنصل من الثوابت، تماما في الخندق المضاد للنهضة، وتلك مبالغة في اسناد كل الشرف للحزب الاقوى في البلاد، إذا من الحمق الاعتقاد بان حس النهضة اقوى من حس الشعب، ولا نعتقد ان النهضة مبدعة او حتى متوازنة في ذودها عن المقدس ولعلها اقرب الى التقصير، فقط هي تملك علاقة متميزة مع المجتمع لأنها لا تتطاول على هويته ولا تسعى الى جرح مسلماته وان قصرت في الذود عنها، وعلينا ان ندرك ان الحركات الاصلاحية ليست الا تعبيرة محدودة عن مجتمعها الزاخر بثروات الاصلاح الخاملة او المعطلة، والواهم من يعتقد ان الاحزاب او الحركات قادرة على عكس الصورة الحقيقة لمناجم الشعب الاخلاقية، فأبلغ ما يمكن الوصول اليه ان توقع هذه الحركات في دفتر الشرف الضخم الى جانب من سبقها ومن سيعقبها.
اطلقت بن سلامة اسئلة عبثية اقرب الى الحث والاحراج منها الى البحث عن اجوبة، لان الجواب تعرفه رجاء مثلما يعرفه الخاص والعام، حيث لا يمكن لأي حزب مهما كان خصامه مع الهوية والثوابت ومهاما شرق بكرهه للنص، أن يجازف بالصّدام مع المجتمع وهو على ابواب محطة انتخابية يطلب فيها ود الشعب التونسي المسلم الذي يحترم دينه ويبجل عقيدته، لقد كان اصحاب الفكرة "مسير المساواة" اكثر من اغبياء ، حين خيروا تنظيم مسيرة قريبة في تاريخها من يوم المرأة رغبة في تجييش العواطف، واستهتروا بموعد البلديات الذي سيحرم أحزاب التقية من الانخراط في التعبئة بشكل معلن، ولو امعنوا وتدبروا لأيقنوا ان موعد المسيرة لا يمكن ان يكون قبل الانتخابات وانما بعدها، حين تتخلص الاحزاب من ارتباطها بالشعب وتتفرغ لارتباطها بأجندات ثقافية افلست في عقر دارها حين قدمت للإنسانية 85 مليون تابوت ما بين سبتمبر1939 وسبتمبر1945، كما قدمت للكرة الارضية سنة 2016 دونالد ترامب، ذلك الشحم الابيض المكدس بعشوائية و تلك الخطيئة الشقراء التي لا يمكن ان يغفرها يسوع ولو تسلح بما في الاناجيل من رحمة.
*تدوينة بن سلامة
Comments
3 de 3 commentaires pour l'article 157515