''خبراء'' لكن تعساء

بقلم الاستاذ بولبابه سالم

طالب خبير اقتصادي في احدى الاذاعات بتأجيل الحج و العمرة لمدة عام

للحفاظ على العملة الصعبة لانهما من الكماليات .
و الحقيقة فإني اتفق مع خبير الخبراء و لا أذهب ما يذهب اليه الدهماء ، لكن بشرط : ما رايك لو نجمد ايضا سفرات الاثرياء الذين يقضون نهاية الاسبوع في المنتجعات الاجنبية للحفاظ على العملة الصعبة ؟ فالجميع على دراية بوجود فئة تعيش بذخا لافتا و تمارس كل انواع الفساد و التبذير ومنهم من يفعل ذلك خارج تونس هربا من الاعين ، و ما رايك لو نجمد استيراد المشروبات الروحية و الويسكي الفاخر للحفاظ على العملة الصعبة ، و نجمد شراء اللاعبين الاجانب و جلب الفنانين من الخارج لاحياء الحفلات الباذخة في النزل و المنازل الخاصة ؟ و هل تساندني في تجميد استيراد ماكولات الحيوانات و انواع ثمينة من العطور اللي تكلف الدولة 5000 مليار كل عام حسب كاتب الدولة للخارجية ؟

...

ذكرني كلامه بمن اعتبر ان اقتصادنا سينتعش بعد منع القلوب البضاء التركية ، وها نحن نعيش اليوم ارتفاع نسق النمو بعد عودة انتشار القلوب السوداء ...
طبعا لا يستطيع " الخبير " ان يشاركني فيما طالبت به لان الردود المستهجنة ستاتيه من كل جانب ، فنفوذ اولئك كبير و قد يطيرون به و يجعلوا عودته الى تلك الاذاعة حلما صعب المنال و يبقى مروره في سجل الذكريات .
اسهل وسيلة للاثارة في الاعلام هو تناول المقدسات الدينية ، اما بقية المواضيع الجادة و القضايا الحقيقية فلن تثير احد و تبقى هامشية . نسي الخبير امرا هاما وهي ثرواتنا المنهوبة و اموالنا المهربة و اللصوص الكبار الذين ياكلون الحرث و الزرع .. ربما لان "خبرته " انحصرت في اموال الحج و العمرة .

تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments

6 de 6 commentaires pour l'article 157317

Hindir (Tunisia) |Mercredi 07 Mars 2018 à 19h 43m |

أنا لست متحزبا وأحترم كل التوجهات الفكرية و هذا لا يمنعني من الإقرار بأن لدي ميل طفيف نحو حركة النهضة. أنا أيضا أقر بأن هذا الشخص لا يمتلك من المؤهلات ما يمكن أن يجعله خبيرا حتى في معرفة الروائح الطيبة و الروائح الكريهة و الفصل بينهما. و لكن لدينا من الخبراء المشهود لهم بالكفاءة بإجماع كل التيارت الحزبية. هؤلاء أكدوا اندهاشهم من قيمة ديون الدولة التي أصبح البعض منها مشبوها وأكدوا أن التدقيق في هذا المجال أصبح خطوة حتمية حتى نفهم ظاهرة التضخم و
نقص السيولة و تردي الاحتياطي من العملة الصعپة إلى مستويات كارثية. كل هذه المقدمة حررتها لأطرح سؤالا واحدا يفرض نفسه: من بين كل الكتل البرلمانية لماذا ترفض كتلة النهضة وحدها هذا التدقيق؟

Alerter