اجابة بين نبل الغاية و غوغائية الوسيلة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/bahthhh191017.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مـــــازن،
جامعي


في آخر المطاف، تحرك الجامعي "المسكين" كغيره من منتسبي بقية الفئات الاجتماعية والقطاعية ليطالب بأحقية الزيادة بعد صبر "أّيّوبي" دام طوال سنين الثورة تقديرا منه لهشاشة الوضع القائم و مجاراة للانتقال الديمقراطي المتعثر و رجاء لاستكمال بناء الهيئات الدستورية. لكنّ مراوغة الحكومة للجامعيين من خلال زيادتها الهامة لبعض القطاعات على غرار سلك القضاة أجج لدى الجامعي شعور الضيم والظلم و دفع الى الاحتجاج السلمي المنظم وفق القوانين واللوائح المعروفة، لا سيّما و قد هبّت رياح الزيادات على المحروقات و غيرها من البضاعة التي يقتنيها الجامعي كبقية المواطنين.
...


لقد دعت الجامعة العامة الهيكل النقابي الأكثر تمثيلية للجامعيين عبر قنوات التواصل والتفاوض مع وزارة الإشراف الى ايلاء هذا الملف أهمية قصوى لاسيّما و عديد النقابات الأساسية في المؤسسات الجامعية تستشعر غضب الجامعيين و تعبّر عن استهجانهم لتمييز وظائف دون غيرها خارج سلّم التأجير المعروف لدى الخاص والعام اذ يلبث الجامعي المسكين سنوات طوال بعد الباكالوريا قد تفوق العشر سنوات في التحصيل العلمي والمعرفي ليجاوز بذلك عقده الثالث قبل أن يبدأ حياته المهنية. كيف يفعل هذا المثقف المتراكمة شهائده مع واقع اقتصادي لبث متغيّرا طوال عقود ثم زاد من وتيرة تغيّره بعد الثورة. هل يعيش عصره أم يواصل غبنه المعرفي: معلومات بحثية غزيرة و حصيلة نتائج هامة تهتم بها الجامعات الأجنبية و تنصرف عنها دولتنا الموقرة التي ترغب دوما في استنساخ منوال دولة الاستقلال "عيش اليوم وغدوة يعمل ربّي".

اجابة تنتفض رغم هشاشة هيكلها التنظيمي و ضعف انتشارها على كامل الأجزاء الجامعية. المطلب جد هام و يغري كافة الزملاء مما يدفع العديد من الجامعيين الى الالتحاق بهيكلها ربّما نكاية في الجامعة العامة أو رغبة في تأسيس هيئة مستقلة عن النقابات كجمعية القضاة أو عمادات الأطباء والمحامين والمهندسين. اذنأضحت التعددية النقابية واقع لا مناص منه مما يستوجب التعامل بكل جدية مع كافة الأطراف حسب تموقعها و تمثيليتها دون أن يفسد الأمر علاقات الزمالة التي لا تعتريها النواقص كلّما اختلف الموقف أو التقدير بين الهياكل المنظمة للطيف الاستاذي. الغاية تبدو نبيلة و ذات بعد نقابي صرف لا تشوبه متاهات السياسة أو الايديولوجيا المقيتة بل تصبّ في صالح الاستاذ الجامعي الذي بدا مكسور الجناح في غياب من يسنده في كافة تحركاته النضالية وهذا في حدّ ذاته يعتبر مكسبا للجامعيين.

لكن الغوغائية المشحونة بالتشكيك و الاتهام بالتقصير التي يبديها منتسبو اجابة بل يوليها البعض أهمية قصوى أكثر من المطالب لتعدّ أول سقوط في الامتحان التمثيلي للأساتذة اذ ترتفع الغايات في مثل هذا الحدث لتحقق المطالب مهما كان الطالب والمطلوب. أضف الى ذلك غوغائية في نوعية الاحتجاج التي تتراوح بين الإضراب المفتوح الذي لا عُرف له ولا يمكن تصنيفه في خانة النضالية النقابية والاضراب الاداري الذي يبقى لغزا لا يفهم منهغير تعطيل مسار تكوين الطلبة و تحصيل أعدادهم و شهائدهم. هذين الشكلين "النضالين" لا يمكن بأي حال ان يلقيا القبول لدى الطالب الذي استعد لإجراء الامتحانات و لا لدى اهله الذين ينتظرون نجاحه وتحصيله العلمي و لا عند عقلاء الجامعة و المجتمع المدني الذين ينتظرون من الجامعي الحكمة والنصيحة والرأي الحسن. لتترك اجابة غوغائية النضال على شاكلة نضالات الطلبة في العقود السابقة و لتكن في محاوراتها مع الأغلبية الاستاذية و مع الطرف الوزاري أشد حرصا على التحصيل العلمي والمعرفي للطلبة و على وضوح الرؤية و تحديد الأهداف الآنية و على المدى المتوسط والبعيد حتى لا تعبث رياح الفوضى بالجامعة فتتقهقر نتائجها أكثر مما هي عليه اليوم.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 153575

Wajdiwajdi  (Tunisia)  |Vendredi 12 Janvier 2018 à 16h 16m |           
Vraiment déçu de cet "universitaire" qui dévalorise ses collègues !

BenMoussa  (Tunisia)  |Samedi 06 Janvier 2018 à 14h 32m |           
صوت الحكمة والرصانة لا يعيه الا عاقل ولكن مع الاسف اين العقلاء؟
ابتعدوا عن الصخب ومن حاول منهم الوقوف ورفض الركوع تم استبعاده


babnet
All Radio in One    
*.*.*