هذا المشهد العبثيّ الممتزج بالغرابة أحيانا في مسار الحملة الإنتخابيّة الجزئيّة تجاوز في كثير من الأحيان حدّ المعقول ، حيث برزت حالة من التهويل والمبالغة إلى جانب بعض الوعود التي تداعب أحلام الناخبين، وقد تمكنّا من رصد الكثيرمن الأمثلة في هذا الخصوص تراوحت بين الدّعاية المكذوبة عند بعض المترشحين خلال اللّقاءات التي تمّت مع أبناء الجاليّة و التي لم يتجاوز عدد الحضور فيها أصابع اليد الواحدة وبين شقّ أخر انتهج أسلوب البروباغندا واستراتيجيّة الإلهاء من خلال بعض العروض الموسيقيّة والحفلات الغنائيّة المجانيّة ومآدب العشاء ليتم من خلالها عمليّة الإستقطاب والحشد .

غير أنّه بالرغم من حالة التحشيد الشعبي التي استمرت لعدّة أسابيع ظلّ المشهد السياسي مقلقا بالأساس لحركة نداء تونس رغم تبلور موقف النهضة لدعم مرشحها وزادت حالة التخوّف لديه من تطورات المشهد وما قد تؤول إليه نتائج الإنتخابات ، وقد ظهر ذلك جليّا من خلال بعض التصريحات الصحفيّة لمرشّحها والتي يستشفّ منها شعور النداء بصعوبة هذه الإنتخابات وما سيكون عليه نصيبه من التصويت في ظلّ عزوف تام لأبناء الجالية.

وفي ضوء هذه الأجواء المفعمة بالغموض والفوضى يتوقع أن تكون نسبة المشاركة ضعيفة وأن تؤول النتائج إلى فوز مرشح الحزب الحاكم، ويرجع ذلك إلى الفاعليّة السياسيّة في المشهد السيّاسي المتمثّل في إنجاح الشراكة بين النهضة والنداء ...