نتائج دراسة حول تأقلم القطاع السياحي بجربة وتوزر مع التغيرات المناخية تكشف الاستهلاك المفرط للطاقة الكهربائية والمياه

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/djerba2016.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - تبلغ حاجيات القطاع السياحي من الكهرباء والغاز نسبة 56 بالمائة من الحاجيات الجملية لهذه الطاقة في جزيرة جربة ويبلغ حجم الاستهلاك من الماء 25 بالمائة من الاستهلاك العام بالجزيرة ويفرز القطاع نحو 25 بالمائة من حجم النفايات في كامل الجزيرة هي بعض النتائج التي تمخضّت عنها دراسة أعدّها خبراء من جامعة هافارد الامريكية وتم تقديمها اليوم في ورشة عمل احتضنتها جزيرة جربة بتنظيم من وزارة الشؤون المحلية والبيئة وجامعة هافارد الامريكية.

وتهم هذه الدراسة التي موّلتها وكالة التعاون الألماني تأقلم القطاع السياحي في جربة وتوزر مع التغيرات المناخية وتأثيرات القطاع السياحي على البيئة وعلى الاقتصاد المحلي وكيفية الأخذ بالاعتبار الاثار المتوقعة للتغيرات المناخية في التنمية المستقبلية للقطاع السياحي بهاتين الجهتين لتساهم الدراسة في إنجاز جرد للغازات الدفيئة المتأتية من القطاع السياحي وتأثيراتها البيئية وخاصة منها الناتجة عن استهلاك الطاقة وكيفية استغلال الموارد الطبيعية في المنظومات السياحية وخاصة في النزل وكيفية ترشيدها والتأثيرات المناخية المقبلة على الموارد المائية.

...

وحسب الخبيرة الامريكية ضمن فريق البحث "صوفيا فوتيادو" فان هذه الدراسة مكّنت من إنجاز تحاليل وتشخيص اول من نوعه حول حاجيات القطاع السياحي من الموارد والثروات وحجم إنتاجه للنفايات واستهلاكه عموما للطاقة لتقييم العلاقة بين التغيرات المناخية والبيئة والسياحة في جربة وتوزر، مشيرة الى أن هذه النتائج ليست خطيرة فيما تضمّنته بقدر ما هي مهمة في المساعدة على انطلاق التفكير في أخذ الاحتياطات والاستعدادات والحاجيات المستقبلية للقطاع السياحي ليتأقلم مع التغيرات المُحتملة للمناخ .
وثمّن المتدخّلون من مهنيين وإدارة نتائج العمل المنجز في اطار الدراسة بالنظر الى ضرورة التفكير في تنمية القطاع السياحي بطريقة يساهم بها أكثر في تنمية اقتصاد المنطقة ويكون له الدور الكبير في تحسين المنظومات والمحافظة عليها وهو غير متوفر حاليا في ظل ضغوطات على الموارد الطبيعية والمناظر الطبيعية والسواحل وبذلك جعل القطاع المحرك للمحافظة على المنظومات البيئية والموارد الطبيعية وفق ما ذكره هشام المحواشي مندوب السياحة بالجنوب الشرقي.

وأضاف ان عملية الجرد التي مكنتها الدراسة حول استهلاك القطاع السياحي للموارد من شأنها أن تكون منطلقا للبحث عن الحلول العاجلة والطويلة المدى من أجل ديمومة القطاع السياحي وديمومة الاقتصاد والحد من التطور الخطير في مجال استنزاف الثروات.
ومن جهته اعتبر ناه الهنشيري رئيس الجامعة الجهوية للنزل اهمية أخذ بالاعتبار نتائج الدراسة للقيام بالاصلاحات اللازمة وتفادي عدة مخاطر توقعتها الدراسة وخاصة التأثيرات البيئية وانخرام الشواطئ والاستهلاك المفزع للطاقة والماء، موضّحا أن عدة معطيات بمثابة ناقوس خطر للتعاون من اجل بحث الحلول وإدراج نتائج الدراسة في منظومة تطوير السياحة واعتمادها كمعطيات ومرجع للإصلاح.
وحسب مدير التغيرات المناخية ونقطة الاتصال الوطنية لاتفاقية الامم المتحدة للتغيرات المناخية بوزارة الشؤون المحلية والبيئة محمد الزملي فان القطاع السياحي يتطلب عملا اكثر فطريقة التنمية السياحية المعتمدة حاليا لها تأثيراتها الكبرى على البيئة وقد انجزت عدة دراسات أكدت على ضرورة تنويع المنتوج السياحي وتركيز وحدات سياحية صغيرة الحجم عوضا عن وحدات كبرى.

وفي سياق حديثه عن التغيرات المناخية أوضح ان لجزيرة جربة منظومة خاصة تجعلها بخصوصيتها الجزائرية اكثر حساسية للتغيرات المناخية عن بقية المنظومات البرّية وحسب الدراسات ومنها دراسة حول تأقلم الجزيرة مع التغيرات المناخية فان اول نقطة هي الموارد المائية وتهديد ارتفاع مستوى سطح البحر للموارد المائية الساحلية والانجراف الساحلي وجزء كبير من الجزيرة مهدد وهي تنعكس أساسا على القطاع السياحي خاصة وان السياحة الموجودة مبنية على النشاط البحري.
وانبثقت عن هذه الورشة توصية تهم ضرورة بعث مرصد معلومات او وحدة بحث بجربة وتوزر تجمع كل المتدخّلين لمواصلة هذا العمل البحثي والتحليلي وتنمية مشاريع استثمارية توجه على المستوى الوطني والدولي ولجمع المعلومات واستنباط مقترحات.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 171394


babnet
All Radio in One    
*.*.*