أما في ما يتعلق بالطابع المميز لهذا المهرجان أشار المصدر ذاته ان المهرجان الدولي للأغنية البدوية بالفوار يعتبر أبرز تظاهرة جهوية ووطنية تعنى بالموروث اللامادي وتحاول التعريف به خاصة وان المنطقة تمثل مكتبة ضخمة للذاكرة المقولة او الذاكرة الشفوية التي باتت مهددة بالانقراض بوفاة كبار السن الذين يحفظون القصائد التي تغنى في أغلب المناسبات .

وحول برنامج هذه الدورة أكد بن حميد انه سيتم افتتاحها عبر تنظيم قافلة تنشيطية تجوب ابرز شوارع مدينة الفوار صبيحة اليوم الأول للإعلان عن انطلاقة المهرجان ليتم إثرها افتتاح معرض للصناعات التقليدية بفضاء معهد المنطقة ثم يفسح المجال بعدها لتقديم العمل الفرجوي بعنوان " فرح البدري" فكرة وإخراج الأستاذ عبد الله موسى ونص للشاعر محمد بنمبروك، وهو عمل ينبني على توظيف كل الأصوات البدوية في حوار شعري ملحون يرافق لوحات تجسد تنقل البدو في حلهم وترحالهم وعدد من رقصات " الزقايري" فضلا عن لوحة "الغورة" و"سبي فتيات القرية" و"خروج الحبيب مع فرسان القبيلة لفك أسر السبايا"، ليسهر إثر هذا العرض جمهور المهرجان مع الفنانة ناجحة جمال في عمل فني بعنوان /عطش/ .

أما اليوم الثاني من هذا المهرجان فخصص بالأساس لتقديم ندوة فكرية حول تربية وتجويد سلالة الخيول بفضاء دار الشباب بالجهة تؤثثها جمعية فرسان الصحراء بالفوار ثم تقديم عرض مسرحي للأطفال بفضاء دار الثقافة ابن رشيق وتكون الأمسية مع الفروسية في عرض بعنوان "عرس الخيل" بساحة المهرجان ثم يتم تنظيم سهرة فنية مغاربية للشعر والغناء البدوي .
هذا ويتميز اليوم الثاني للمهرجان أيضا بتنظيم عروض تنشيطية موازية بمنطقة رجيم معتوق وسهرة لأصوات الموقف للفنان علي قياد الى جانب قافلة صحية متعددة الاختصاصات بالتعاون مع الهيئة المحلية للهلال الأحمر التونسي بدوز.

وخصص اليوم الختامي من هذه التظاهرة لتقديم فقرة تواكب موسم تلقيح النخيل بالجهة ثم إعادة عرض العمل الفرجوي " فرح البدري" وتكريم المشاركين.
وبخصوص الجانب المادي لهذه التظاهرة وإسهامات المندوبيات الجهوية لدعمها أوضح أمين مال المهرجان عبد الله بنموسى، أن الميزانية المقدرة لهذه الدورة تناهز 75 الف دينار ساهمت في تأمينها مندوبيات الثقافة والسياحة وشؤون الشباب والرياضة الى جانب عدد من الشركات البترولية ورجال الأعمال مثمنا دور المندوبيات المذكورة في تامين مشاركة عدد من الفرق الأجنبية وإقامتها.
حمد/جود