أليس هذا هو الحل الطبيعيّ

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/jomaaanaveurr.jpg width=100 align=left border=0>


عزالدين بوعصيدة (*)

بعد الزيارة التي قام بها للسيّد رئيس مجلس نوّاب الشعب، يوم 27 جانفي، صرّح السيّد رئيس الحكومة المغادرة، مهدى جمعة، أنّه مستعدّ لخدمة الوطن من أيّ موقع كان، و هذا التصريح في حدّ ذاته كلا سيكيّ، لكن، اعتبارا للضروف التي تمرّ بها البلاد، يمكن تحميل هذا التصريح أكثر من معنى. فلا ينبغي مثلا أن ننسى أنّ السيّد رئيس مجلس نوّاب الشعب هو حاليّا رئيس حزب نداء تونس.

...

و من الحيثيّات الأخرى، من المعلوم، أنّ حزب نداء تونس، باعتباره حزب الأغلبيّة داخل مجلس نوّاب الشعب، تعود له دستوريّا مسؤوليّة تكوين الحكومة. وفي هذا الإطار، قدّم السيّد الحبيب الصيد، رئيس الحكومة المكلّف، يوم 23 جانفي قائمة حكومته في انتظار تزكيتها يوم الثلاثاء 27 جانفي أمام مجلس نوّاب الشعب. لكن، للأسف، فور تقديم تركيبة الحكومة الجديدة، تدفّق سيل من التصريحات المعبّرة على عدم الرضا من جلّ الأطراف السياسيّة. وأصبح من الأكيد أنّ التركيبة على الحال التى قدّمت بها لا يمكن أن تظفر بثقة مجلس نوّاب الشعب.
و دون الدخول في التفاصيل، و بدون تحيّز، إنّ حزب نداء تونس غير قادر على التصرّف في انتصاره الإنتخابيّ وذلك لأسباب هيكليّة ولتعدد المشارب السياسيّة داخله وبالخصوص لوجود الكمّ الهائل من المشاكل الأمنيّة والاقتصادية و الاجتماعية التي تعيشها البلاد. هذا الكمّ الذي اعتُمد لإزاحة الأغلبيّة السابقة. هكذا استنبط هذا الحزب توليفة خاصّة لتكوين الحكومة حيث يحافظ من خلالها على المسؤوليّة السياسيّة دون تحمّل كامل عبء التسيير الشيء الذي يمكّنه عند الضرورة من الخروج من المآزق. هذه التوليفة تمكّنه أيضا من أكثر مرونة في التعامل مع بقيّة الأحزاب.
بعض عقلاء نداء تونس، ومن بينهم السيّد رئيس مجلس نوّاب الشعب، يقدّرون أنّ نجاح هذه التوليفة مرهون بمساندة حركة النهضة.
ونظرا للظغوطات السياسيّة المحيطة، أصبحت مهمّة الأستاذ الصيد من باب تربيع الدائرة.

في حالة الإخفاق، قد يوجد الحلّ بين يدي السيّد مهدي جمعة وذلك للحيثيّات الآتية:
السيّد مهدي جمعة على دراية تامّة بالملفّات الشائكة، كما أنّ الرجل لا يرزح تحت عبء وعود انتخابيّة مثل حال حز ب نداء تونس ذلك أنّه إذا دُعي، حسب الدستور، فهو غيرملزم بحزب الأغلبيّة. إضافة إلى ذلك، نجح السيّد مهدي جمعة، لمدّة 11 شهرا، في البقاء على نفس المسافة من مختلف الأحزاب مع المحافظة النسبيّة على البلاد من الغرق الذي كان يتهدّدها.
ومن الطبيعيّ جدّا، سيضع الرجل في حسابه برامج ورجال الأحزاب التي ستمنحه الثقة ومن الأفضل أن يكون النداء من بينهم.

أستاذ جامعيّ
أوّل رئيس منتخب لجامعة صفاقس



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 99033

Mongi  (Tunisia)  |Jeudi 29 Janvier 2015 à 10h 09m |           
بودّنا لو يتحمّل كلّ حزب فاز في الانتخابات المسؤولية الملقاة على عاتقه. لا نريد حكومات بالوكالة. من يخاف من الحكم ومن المسؤولية لا يعرض نفسه على النّاس والأولى به عند ذلك أن يلزم بيته.


babnet
All Radio in One    
*.*.*