<img src=http://www.babnet.net/images/1a/faltettt.jpg width=100 align=left border=0>
أبو مـــــــــازن
لا أكاد أصدق أن هذا الشيخ المسن الذي قارب التسعين لا يزال يهتم بأمر الحكم ويتنقل بين المدن اسوة بغيره، يحشد أنصاره و يرصف صفوف حزبه ويحاول أن يقسم الناخبين الى مساند له يرغب في عودة هيبة الدولة و تثبيت النمط التونسي على حد قوله، و معارض يهوى الارهاب والفوضى و اقامة المشانق واطلاق الرصاص.لا زال هذا التقسيم يستهوي العديد ممن انطلت عليهم حكايات الفشل و‘كنا لاباس علينا‘ وقد غذته فلتات بين الفينة والأخرى لبابا الباجي فكان كنافخ الكير عند الحداد يؤجج نارا تسحر عيون الاعمش الذي لا يرى الا بصيصا خافتا من نور الحرية و عشق الديموقراطية الحقة.
لا أكاد أصدق أن هذا الشيخ المسن الذي قارب التسعين لا يزال يهتم بأمر الحكم ويتنقل بين المدن اسوة بغيره، يحشد أنصاره و يرصف صفوف حزبه ويحاول أن يقسم الناخبين الى مساند له يرغب في عودة هيبة الدولة و تثبيت النمط التونسي على حد قوله، و معارض يهوى الارهاب والفوضى و اقامة المشانق واطلاق الرصاص.لا زال هذا التقسيم يستهوي العديد ممن انطلت عليهم حكايات الفشل و‘كنا لاباس علينا‘ وقد غذته فلتات بين الفينة والأخرى لبابا الباجي فكان كنافخ الكير عند الحداد يؤجج نارا تسحر عيون الاعمش الذي لا يرى الا بصيصا خافتا من نور الحرية و عشق الديموقراطية الحقة.
يبدو أن بابا الباجي قد أحيط بحاشية تلعب دور سعيدة ومنصور كما فعل الزعيم من قبل، اتخذهم ناصحين له رغم أنفه يشيرون عليه بما تهوى نفسه وما لا تهواه، فأضحت تصريحاته متناقضة متعاكسة لا يقدر أن يفسرها العامة الا بتعاظم فقدان الذاكرة عند بابا الباجي والزهايمر أو ذاك المرض الغريب الذي أشار له صحابو ولم نعلمه. يصرح الامس في حمام الانف أنّ من لم يصوت لحزبه فهو مع النهضة ويصرح اليوم بقابس أنّ حزبه لن يحكم بمفرده في الفترة القادمة بعد أن لامه الجمهوري والتكتل وغيرها من قيادات الأحزاب. ليست هذه المرة الأولى الذي تتضارب فيها تصريحاته وتنقلب رأسا على عقب فقد تكاثرت استدراكاته التي يغطيها بمسحة هزلية وفكاهة ثقيلة الظل في بعض الأحيان. لا ننسى هجومه على نائبة رئيس المجلس التأسيسي خاصة وهلى المرأة التونسية عامة وجنوحه للأولياء الصالحين استنجادا وطمأنة لأنصاره بالنصر المبين. لا ننسى مواقفه المخجلة مع عديد الصحافيين حين تهجم على الميكروفون وأسكت صوت الحرية في عديد المناسبات وعلى الأمنيين حين نعتهم بما نعتهم من مهانة فشبههم بالقردة.
لن نلوم الرجل وهو يتخطى عتبة التسعين بل نجّل ما قدّم لتونس في وقت مضى ونسأله الاعتذار عما صدر من أخطاء أيام تصفية اليوسفيين والفلاقة. لقد مثّل الدولة التونسية في ستينات وسبعينات القرن الماضي وعمل على تثبيت استقلالها من منظوره الخاص المتشبع بفكر الزعيم، تلك فترة كدّت فيها طبقة مثقفة فحاولت أن تقدّم ما تراه صالحا لتونس ولكنها تقف عاجزة اليوم أمام شباب الانترنات و البارابول والفايس بوك و البورتابل. ولكن كل اللوم يوجه لحاشية يسارية متطرفة يعلمها الخاص والعام تموقعت ابان الثورة و شكلت معظم حكومة التكنوقراط الأولى فحاولت عبثا الفوز عبر الصندوق ولكنها عادت بخفي حنين وهاهي اليوم تعود أدراجها بتضخيم اعلامي لأفكارها و ميولاتها بعد أن استنجدت لشهور باحصائيات مفبركة.
لاينفع بابا الباجي فكاهة الماضي وفذلكته فقد ولت كما ولى شعر الجزيري و كتابات الدعاجي و حكايا العروي وبقيت أثرا يقرأه أهل الأدب والثقافة. ولا تنفع مراوغات السياسة في ظل وضع انتقالي صعب ساهم الجميع في تأزيمه وساهموا ايضا في حلحلته والاهتداء لتنظيم الانتخابات بعد ان كتب الدستور الجديد. لا ينفع التظاهر بالتفرد بحب تونس و مصلحتها و تنظيمك الحزبي كان داعما للفوضى حين طالب مرارا بحل المجلس التأسيسي والانقلاب على اختيارات الشعب بدون مبرر واضح قبل اتمام الدستور و دون حل جلي يستوضحه الناس فعزفت الأغلبية عن أطروحتك واختارت الحوار والتوافق وها هي تونس تتخطى وضعا صعبا وتسير نحو غد أفضل.
Comments
17 de 17 commentaires pour l'article 93632